الصمتُ المدوّي: قصةُ الخيانة المُسمّاةِ “إنقاذًا”
الصمتُ المدوّي: قصةُ الخيانة المُسمّاةِ “إنقاذًا”
يمني برس ـ بقلم ـ غيداء شمسان
لطالما امتازتْ أدبياتُ الإخوان المسلمين بالبراعةِ في نسجِ أقنعةِ الزّيفِ، وتَزيينِ أفعالهمِ بِعباراتٍ عاطفيةٍ جوفاء، ولكنْ، في حَدَثِ سجنِ صيدنايا، سَقَطَ القناعُ، وتَجَلّتْ حقيقةُ أفعالهمِ بِشَكلٍ صاعقٍ فلمْ يخفِ الصمتُ المدوّيّ لِجماعةِ الإخوان بعدَ الفَضيحةِ، سوى خِيانةٍ سافرةٍ، وَاتّفاق مُسبَقٍ على تَسليمِ المواقعِ الاستراتيجيةِ لِجيشِ الاحتلال.
فقد شَغَلَ إعلامُ الإخوانِ العالمَ بِأيامٍ من الدعايةِ المُضلّلة، مُروّجًا لِحكايةِ “إنقاذ” عشراتِ السجناءِ من سجنِ صيدنايا، بابٌ وهميٌّ فُتِحَ في السجنِ، وَصُوَرٌ مُفبرَكةٌ انتشرتْ كالنارِ في الهشيمِ، كُـلّ ذلكِ لِتَشتيتِ الانتباهِ عنِ عمليةٍ أكثر خطورةً، وأكثر خِيانة لِلعربِ والإسلام.
فبينما كانَ العالمُ مُشغُولًا بِـ”المأساةِ” المُفبرَكة، كانتْ جماعةُ الإخوانِ تُمهِّدُ الطريقَ لِجيشِ الاحتلال الإسرائيليّ لِيَحتلّ أهم المواقعِ الاستراتيجيةِ المُطِلّةِ على ثلاثةِ بلدانٍ عربيةٍ.
اتّفاق مُخزٍ، وَخيانةٌ كبرى، تُظهِرُ حقيقَةَ الوجهِ الآخر لِهذهِ الجماعةِ، التي تَتَحجّجُ بِدِفاعِها عنِ القضايا العربيةِ وَالإسلاميةِ.
والصمتُ الذي أحاطَ بِالجماعةِ بعدَ الكشفِ عنِ هذهِ الخِيانةِ، هُوَ أشدُّ دلالةً منَ أي إقرار؛ فَــإنَّ الكَذبَ يُكشَفُ بِسرعةٍ، ولكنّ الخيانةَ تَترَكُ وراءها آثارًا سلبيةً طويلةَ الأمد، إنّها خيانةٌ لِلقضايا العربيةِ، وَخيانةٌ لِلمبادئِ الإنسانيةِ، وَخيانةٌ لِجميعِ مَنْ آمنوا بِدَعْوَتِهمِ الكاذبة.
إنّ هذا الصمتَ المدوّيّ يُؤكّـد بِدَليلٍ قاطِعٍ على وجودِ اتّفاق مُسبقٍ بينَ جماعةِ الإخوانِ وَجيشِ الاحتلال، اتّفاق يُشَيِّعُ لِمصالحٍ ضَيّقةٍ، على حسابِ الأمنِ وَالكرامةِ الوطنيةِ لِثلاثِ دولٍ عربيةٍ.
لقد انكشفتْ حقيقةُ الخيانةِ، وَعلينا أنْ نَتَعلّمَ منَ هذا الدَّرسِ العَظيمِ، ونَحذرَ منَ خداعِ مَنْ يُزيّنونَ أفعالهُم بِأقنعةِ الزّيفِ وَالدّجل.