هل السعوديون فعلاً يقاتلون دفاعاً عن الإسلام أم خدمةً لمصالح بلاد العم سام ؟!
503
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي…
في الواقع لم يحشد أحدٌ من المسلمين كما حشد السعوديون للدفاع عن الإسلام و دار الإسلام في أفغانستان ضد الغزو السوفيتي في نهاية السبعينات، هكذا كانوا يخبرونا، و من كان يشكك قائلاً إنما قاموا بذلك لأن مصلحة أمريكا تقتضي القيام بذلك في إطار ما كان يعرف بالحرب الباردة، كانوا يردوا عليه قائلين : إنما هي مجرد إلتقاء مصالح ليس إلا !!
ولأن حبل الكذب قصير، فلم تمضِ سوى عشرين سنة حتى غزى الأمريكيون أفغانستان للقضاء على من دعمتهم و أرسلتهم السعودية يوماً، فماذا فعلت السعودية للدفاع عن دار الإسلام الذي دافعت عنه بالأمس القريب ؟! لم تحرك ساكناً، و إذ من كانت تطلق عليهم بالأمس بالمجاهدين أصبحوا فجأةً في نظرها إرهابيين، بل أن كل من كان يهم للذهاب هناك للجهاد، فمصيره السجن و المحاكمة !!
لماذا ؟! و مالذي جرى ؟! و هل يأتي ذلك في إطار الدفاع عن الإسلام حقيقةً ؟! ولماذا لم ترسل السعودية المجاهدين كما أرسلتهم أول مرة في أفغانستان للدفاع عن الإسلام و دار الإسلام في فلسطين، و كذلك في العراق عند إحتلالها من قبَل الأمريكان ؟! ولماذا ناصبت الثورة الإسلامية في إيران العداء من أول يوم وحركت مياة الطائفية الراكدة و الآسنة بينما كان الشاة في إيران يعتبر أكبر حليفاً لها ولأمريكا ؟! لماذا ؟! و لماذا ؟! و لماذا ؟!
أسئلة كثيرة لم أجد لها إلا جواباً واحداً هو لأن مصالح أمريكا تقتضي ذلك، و ما أكذوبة الدفاع عن الإسلام إلا غطاءٌ زائفٌ لإضفاء شرعية دينية لحكام آل سعود يختفي وراءها كل ما يقدمونه من إخلاصٍ و تفانٍ خدمةً لمصالح بلاد العم سام ؟!!!
و هنا السؤال :
لماذا كل هذا التفاني و الإخلاص الذي يقدمه حكام آل سعود خدمةً لمصالح الأمريكان حتى لو جاء ذلك على حساب مصالح الأسلام و المسلمين ؟!!
لمن لا يعرف الإجابة عليه أن يبحث عن ما دار بين الملك عبد العزيز آل سعود و الرئيس الأمريكي روزفلت في أول لقاء قمة سعودي أمريكي على متن السفينة الحربية (يو إس إس كوينسي) في عام 1945، وسيعرف الإجابة !!