المنبر الاعلامي الحر

جمعة رجب في ذاكرة اليمنيين

جمعة رجب في ذاكرة اليمنيين

يمني برس- بقلم- أ. محمد الورفي*

في أول جمعة من رجب السنة الثامنة للهجرة أعلن اليمنيون إسلامهم حيث كان يوما مشهودا  في صدر الإسلام ، فدخلوا في دين الله أفواجا طوعا ورغبة  وأسوة بمن سبقوهم من أهلهم وأبناء جلدتهم  قبائل الاوس والخزرج   الذين ناصروا الرسول وبايعوه وآزروه وجاهدوا معه لنصرة الإسلام .

إن جمعة  رجب  لها خصوصيتها لدى اليمنيين فهم يحيونها كل عام وتعرف بالرجبية والتي تتجلى فيها مظاهر الاستبشار  يحمدون الله تعالى الذي اتم عليهم نعمة الاسلام ،فحينما تهل عليهم هذه المناسبة تهل معها القيم العليا التي جاء بها الإسلام مثل الكرم. وصلة الأرحام من خلال العزائم والولائم وتبادل الهدايا، والبعض يحييها في المساجد، والبعض بالأناشيد المعبرة والموشحات بالرغم من إهمال النظام السابق لهذه المناسبة رسميا وتغييبها في المناهج الدراسية.

ولأن هويتنا وثقافتنا مستهدفه فكان لابد من الاهتمام والتوعية من خلال إقامة الأنشطة والفعاليات الرسمية بمختلف مؤسسات الدولة  مثل الندوات والمحاضرات   يعبر العلماء والأدباء والمفكرين والثقافيين والخطباء والمرشدين  عن هذه المناسبة لأنها تمثل لدى اليمنيين حدثا هاما وقد عرف  العام الثامن للهجرة بعام الوفود لكثرة الوفود والأفواج والقبائل  التي تدفقت من بطون وأنحاء اليمن ومخاليفها لتعلن إسلامها ولم تبقى قبيله او منطقه في أرض اليمن الا ودخلت في الإسلام .تلك الأعداد الكبيرة التي استجابت لداعي الرسول ورسالته التي حملها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،حيث تذكر المصادر التاريخية بأنه وصل إلى صنعاء ومناطق اخرى  فبقي بضع شهور يعلم الناس فيها أمور دينهم من منبعه الصحيح والأصيل وقد أصبح هذا الدين جزءاً لا يتجزأ من هويتهم  فلم يكن مجرد إنتماءاً شكليا فقط  بل جسد هوية اليمنيين على مدى التاريخ ببركة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم و مدينة علمه الإمام علي الذي كان وسيطا لنقلها ويتشرف اليمنيون بقدومه إليهم وكذلك الصحابي الجليل معاذ بن جبل.

وحين أخبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بدخول اليمنيين الإسلام سجد رسول لله قائلا السلام على همدان وهذا يعبر عن مكانة اليمنيين.

لقد لبى اليمنيون النداء  فلم يكن اسلامهم بحد السيف تهديدا ،وتميزوا عن غيرهم بالحكمة والعقل والبصيرة وبالقوة والبأس والشجاعة ،فمدحهم الرسول في الكثير من المواقف اثناء حياته وخصهم في كثير من الأحاديث الشريفة والتي تظل وساما محمديا يلازمهم الى أن تقوم الساعة.

أما عن الدور الملقى على عاتقهم في نصرة الإسلام منذ بداية الرسالة المحمدية فكانوا نعم العون والمدد, فكانت أول قطرة دم تسقط في سبيل الله هي دماء يمنية .

لقد كان اليمنيون رجالاً حول الرسول الأعظم في كل غزواته في مواجهة المشركين   كما وقفوا مع الإمام علي والحسن والحسين وجميع العترة الطاهرة الذين اختصهم الله لقيادة الامةَ،

ولأهمية الدور التاريخي والإسلامي لليمنيين كان لابد من وجود أعداء لهم عبر مراحل التاريخ يريدون استهداف هويتهم الإيمانية حيث أشار الرسول الكريم إلى ذلك مؤكداً بأن هنالك اقوام يسعون للطعن والقدح والتقليل من شأن أهل اليمن والله يريد لهم العلو، فقال صلى الله عليه  وعلى آله وسلم في حق أهل اليمن:

(يريد أقوام أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم)

كانت  قوى اجنبية ودول  استعماريه تسعى لمسخ هوية المجتمع اليمني ليسهل السيطرة عليه لكن مجتمعنا كان ولا زال من اكثر الشعوب العربية محافظا على هويته  فلم يتأثر بتلك الثقافات ولم يقبلها لامتلاكه مقومات الهوية الإيمانية ،أما دول العدوان في عصرنا الحالي  كالسعودية والإمارات  فهما من أوائل الدول العربية التي تظهر علاقتهما الودية مع إسرائيل وتغرس ثقافة التطبيع معها وتتحالف مع أمريكا’ فاتجهت  إلى يمن الايمان والحكمة لطمس  هويته مستخدمة ما لا يتصوره العقل البشري من تقنية وإعلام وكسب ولاءات في عدوانها على اليمن ودفع أموال ضخمه لذلك  ولكنها لم تحقق اهدافها المرجوة في اليمن لأن اليمن منبع العروبة والاسلام .

و جمعة رجب لها أهميه وخصوصيه لدى اليمنيين تجسد الإسلام الاصيل   فيعظمها ويمجدها اليمنيين لما لها من أهمية كبيره ، ولأن اول جمعه من رجب هي نقطة تحول رسمت الدور الذي القي على عاتقهم في نشر الاسلام ونصرة المستضعفين أنزل الله في تلك الوفود التي اعلنت اسلامها سوره تتلى لتبرهن هذا الدور وهي  سورة النصر ، فكان الله شاهدا بقوله (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)  ورسولنا الكريم شاهدا بقوله (اتاكم اهل اليمن هم ارق قلوبا والين أفئدة الايمان يمان والحكمة يمانيه)فكان ولازال الدخول الجماعي لكل اليمنيين في هذا الدين هو سر الاعتصام والقوة والوحدة والعزة والمنعة, مهما حاول الأعداء استهداف هذا الشعب وبالرغم من كل إمكانياتهم المادية والدعم الاعلامي الضخم والدعم اللوجستي من أمريكا وإسرائيل ومن تعاون معهم من الأعراب فهم لم ولن يستطيعوا تحقيق ذلك.

على دول  العدوان الاستفادة من تجاربهم   السابقة التي  فشلوا فيها فشلا ذريعا في كل المجالات حاولوا دينيا من خلال التكفير لمجتمع بأكمله باعتبار أن الاسلام في اليمن خلال المراحل الماضية إسلام شكلي بلا مضمون  فأصدروا فتاوي البدع  بتوظيف علماء السلطة او الحركة الوهابية  ليدمروا مساجد أثرية يطمسوا قبور الاولياء اوغير ذلك، ولكنهم لم يحققوا أي نتيجة لأن اليمن لديها إرث اسلامي وحضاري كبير، كما فشلوا في الجانب  الاقتصادي عبر الحصار برا وبحرا وجوا   فاتجه اليمنيون حكومة وشعبا نحو الجبهة الاقتصادية وتنشيطها وتشجيع المنتج المحلي الذي يعتبر جزءاٌ من الهوية اليمنية وذلك للتقليص من تواجد اي منتج أجنبي، كما حاولوا إخضاع هذا الشعب عسكريا  فهزموا شر هزيمه في جبهات وعمليات مختلفة ، خصوصا واليمن الآن يمتلك ترسانة عسكرية وصناعة عسكريه متطورة, والدليل على ذلك الانتصارات لرجال القوات  البحرية تجاه الاساطيل والمدمرات والسفن وحاملات الطائرات الأمريكية ،وكذلك نجاح القوه الصاروخية والمسيرات التي تصل الى عمق الكيان الصهيوني.

واليمن ارضا هي البلدة الطيبة لا تقبل إلا الطيبين فهي مقبرة لكل غازي  ، واليمن إنسانا تستعيد مكانتها ومجدها وتفرض شروطها وثابتة في مواقفها الداعمة والمساندة لغزة وفلسطين مفوضين قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ومتوكلين على الله.

وبما أن الحكمة هي التي قادة اليمنيين بدخولهم الإسلام في الماضي سيستطيعون أيضا بفضل الله والقيادة الحكيمة  اخراج اليمن الى بر الامان,

ومن بركات دخول اليمنيين الإسلام هي دعوة رسولنا الكريم لهم  حين قال (اللهم بارك في يمننا وشامنا) هذه الدعوة لها مدلولاتها تجلت في الواقع لقد ظهر في نجد قرن الشيطان، وتجلى الموقف المشرف لليمن مساندا لأبناء غزه في مواجهة الصهاينة والامريكان من جهة وبلاد الشام ظهرت بركاته في حزب الله في لبنان. ونصرته لغزه في عمليات طوفان الاقصى منذ السابع من اكتوبر من العام الماضي، وما الخروج المليوني لأبناء اليمن في المسيرات المختلفة الا إعلانا للنفير العام  واستعدادا لخوض معركه  قادمه من خلال الدورات التدريبية والتعبوية  في حال استمرار دعم  امريكا وحلفائها للصهاينة  والذين فشلوا وهزموا في البحر الاحمرلأن مواقفنا كيمنيين لن تتغير تجاه قضيه فلسطين  والامه الإسلامية فمن هنا نفس الرحمن ونحن الرئة الثالثة التي يتنفس عبرها أبناء غزة العزة وشعبها الصابر المجاهد والمغلوب على أمره .

* ناشط تربوي وثقافي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com