“مورِّم سقط على منتفخ” سقوطُ شركاء الجرائم على متوالية الهزائم
“مورِّم سقط على منتفخ” سقوطُ شركاء الجرائم على متوالية الهزائم
يمني برس ـ بقلم ـ إبراهيم محمد الهمداني
طالما سعى تحالُفُ العدوان الصهيوسعوأمريكي الإجرامي، إلى تبرير عدوانه على اليمن، بمبرّرات وذرائعَ شتى، محاولًا إضفاءَ المشروعية على موقفه العدائي، بمزاعم دعم الحكومة الشرعية تارة، وقطع أذرع النفوذ الإيراني في المنطقة تارة أُخرى، والحد من تهديد جماعة “أنصار الله”، على دول الجوار، وخَاصَّةً السعوديّةَ، تارة ثالثة، إلى غير ذلك من الأعذار الواهية، التي بلغت حَــدَّ التفاهة والسقوط، كاشفة عن السبب الحقيقي لذلك العدوان الإجرامي؛ كونه رغبةً أمريكية إسرائيلية محضة، لخدمة أهدافهما التسلطية، واستعادة هيمنة السفارة ووصاية السفير، وإعادة اليمن إلى حضن التبعية الأمريكية الإسرائيلية، ورغم ذلك الانكشاف الفاضح، إلا أن مرتزِقة تحالف العدوان –من دواعش حزب “الإصلاح” وعفافيش حزب “المؤتمر”– استمروا في ترديد تلك الذرائع الزائفة، دون حياء أَو خجل، غير متحرجين من إعلان تحالفهم مع أمريكا، ومن خلفها الكيان الإسرائيلي الغاصب، عدو الدين والأمة الإسلامية، مؤكّـدين تماهيهم الكامل، مع أبجديات ومبادئ المشروع الصهيوني، نكاية بأنصار الله ومشروعهم القرآني، متبنين مقولات الناطق الرسمي، باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، المعبرة عن موقف “إسرائيل” العدائي، تجاه جمهورية إيران الإسلامية، وعموم شيعة آل البيت، أينما كانوا، بوصفهم أشد خطرا على الإسلام والمسلمين، من اليهود والنصارى.
سقط تحالف العدوان الصهيوسعوأمريكي، في اليمن، وسقط معه مرتزِقته، وسارع كُـلّ منهم، بإلقاء وزر الهزيمة، على صاحبه؛ فالمرتزِقة متهمون – من قِبل أسيادهم – بسرقة الدعم المالي، المخصص للجبهات، وتحويله إلى أرصدتهم وحساباتهم الخَاصَّة، والمطالبة بالمزيد من الدعم المالي والعسكري، دون تحقيق أي تقدم يذكر، في المقابل، لم يحاول المرتزِقة تبرأة أنفسهم من تلك التهمة، بل ردوها بمثلها، أَو أكثر منها، فقالوا إن قيادة التحالف، لم تقدم لهم الدعم المالي الكافي، وسلبتهم حق اتِّخاذ القرار الميداني، وجعلته من نصيب الضباط الإماراتيين والسعوديّين، الذين قادوا المعارك – بلا خبرة – من غرف النوم، وتسببوا في حدوث أخزى الهزائم، والتضحية بمئات المقاتلين، على مذبح غرور الأنا المتعالية السعوإماراتية.
أصبحت نظرية المؤامرة، هي سيدة الموقف، في تفكير الطرفين، فالمرتزِقة رأوا أنفسَهم ضحيةَ مؤامرة دولية/ عالمية، تهدف إلى التخلص من “الإخوان المسلمين” في اليمن، كما في مختلف بلدان العالم، من خلال الزج بهم في الصفوف الأمامية، وتوريطهم في حروب عبثية لانهائية، ليواجهوا مصيرهم المحتوم، على يد أعدائهم أَو بنيران صديقة، من طيران التحالف، بدليل وقوع ذلك عدة مرات، علاوة على استبعادهم من مواقع القيادة، وصناعة القرار العسكري الميداني، والتعامل معهم بوصفهم مجاميع وظيفية مأجورة، من مقاولي وتجار الحروب، بالإضافة إلى عدم إشراكهم في القرار السياسي/ المفاوضات، إلا في حدود ما يجمل صورة الممول السعوديّ، الراعي الرسمي للعدوان، وما يخدم موقف ومصالح، سيد الحرب الصهيوأمريكي.
كذلك حضرت نظرية المؤامرة، في منظور النظام السعوديّ – قائد تحالف العدوان – الذي رأى أنه وقع في الفخ، وتورط في حربه على اليمن مرتين، في وقت واحد؛ الأولى:- حين ناصب الشعب اليمني العداء ابتداءً، وأعلن عليه الحرب الشعواء والحصار المطبق، وارتكب بحقه أبشع المجازر، وعمليات الإبادة الجماعية الوحشية، دون موجب حقيقي لذلك، ليصبح بذلك الموقف الإجرامي المشين، في مقام العدوّ الأول للشعب اليمني، وموضع غضبه وثأره وانتقامه.
والثانية:- حين اعتمد على المرتزِقة المحليين، في تنفيذ المهمة الموكلة إليه، من سيده الصهيوأمريكي، ظنًّا منه أنه سينجح بهم في إتمامها، بأقل كلفة وأدنى جهد، من خلال توظيف قوة المال السعوديّ، بالإضافة إلى استغلال حالة الحقد والعداء، في قلوب الإصلاحيين والمؤتمريين، الذين يرَون أن إسقاط أنصار الله “الحوثيين” في صنعاء، هو ثأرهم الشخصي وانتقامهم الخاص، وبذلك يتم ضرب عصفورين بحجر واحد، ويخرج النظام السعوديّ من دائرة اللوم والانتقام؛ بحُجَّـةِ أن الحرب كانت يمنية يمنية، وأن اليمني هو من قتل اليمني، في ظل انتقال السعوديّ إلى دور الوسيط، والأخ الأكبر الراعي للمفاوضات اليمنية، الساعي بالصلح بين الإخوة الأعداء.
لكن عواصف الميدان اليمني، جاءت بما لا تشتهي سفن الأحلام السعوديّة، وأربكت كُـلّ الحسابات، وأسقطت كُـلّ الرهانات، وبدا أن صمودَ الشعب اليمني، أكبر من أن تكسره أعتى القوى العالمية، وأن الاعتماد على المرتزِقة المحليين، في حسم هذه المعركة، لصالح المشروع الاستعماري الصهيوأمريكي، لا يعدو كونه ضربًا من المحال، يتطلب لتحقيقه صبر أيوب، وعمر نوح، وملك سليمان، الأمر الذي جعل أموال وكنوز وخزائن سلمانَ، تقبض يدها، بعد أن كانت أبوابُها مشرعةً على مصراعيها، أمام المرتزِقة، خَاصَّة بعدما اكتشف النظام السعوديّ، أن حياة الرفاهية، ونعيم فنادق الرياض، قد أفسد قادة مرتزِقته، وفتح أعينهم على متعة التجارة، ولذة تصاعد الأرصدة والأرباح، وأطمعهم في طلب المزيد، وكأنهم علموا أخيرًا قيمة الوطن، فكرهوا أن يبيعوا أنفسَهم بثمن بخس، خَاصَّةً وأنه بيعٌ لا رجعة بعده إلى الوطن، ولا خيار لهم في انتماء لسواه، وهو ما لم يتوقعه النظام السعوديّ، الذي واجه مطالب حكومة الفنادق، بسلسلة إجراءات عقابية صارمة، ولم يستثنِ أحدًا منهم، سواء من عقوبة الضرب، أَو الحرمان من بعض الحقوق الأَسَاسية، أَو الحجز في الغرف لأسابيع، أَو التهديد بالترحيل إلى عدن، وإسقاط الحصانة والحماية.