المنبر الاعلامي الحر

حرائق أمريكا.. فرصة للشعور بمعاناة أهل غزة

يمني برس |
بينما يواجه سكان “لوس أنجلوس” الأمريكية حرائق مدمّـرة تلتهم الغابات والمنازل، يعيش أهل غزة تحت قصف يومي وعدوان مُستمرّ لا يترك لهم فرصة للنجاة أَو الأمان، المشهدان، رغم اختلاف أسبابهما، يحملان معاناة إنسانية يجب أن تكون جرس إنذار لأهل العالم، وخَاصَّة الشعب الأمريكي، ليتفهموا حقيقة ما يعيشه الفلسطينيون يوميًّا.

الحرائق التي اجتاحت “لوس أنجلوس” وقبلها “كاليفورنيا”؛ دفعت آلاف السكان للفرار من منازلهم، يبحثون عن مأوى آمن بعيدًا عن ألسنة اللهب، هذا الخوف والتشريد المؤقت يعكس، ولو بجزء صغير، ما يعيشه أهل غزة منذ سنوات طويلة، حَيثُ لا يتوفر لهم أي ملاذ آمن، ولا تنتهي معاناتهم في انطفاء حريق أَو توقف عاصفة، فالعدوانُ الإسرائيلي يحاصرُهم بالقصف والحصار، ويحوِّلُ حياتَهم إلى مأساة يومية لا تعرفُ نهاية.

في “لوس أنجلوس”، ورغم قسوة الكارثة، هناك دعم حكومي ضخم، وأجهزة إنقاذ متطورة، وتعاطف محلي ودولي يقدم المساعدات والإغاثة، أما في غزة، فالمشهد مختلف تمامًا، العدوان الذي يواجهه الفلسطينيون ليس فقط بلا دعم، بل يواجهونه في ظل صمت عالمي وغياب كامل لأية حماية أَو إنصاف دولي، والغارات الإسرائيلية تستهدف البيوت والمدارس والمستشفيات، وتترك الأطفال والنساء تحت الأنقاض دون أن يتحَرّك أحد لإنقاذهم.

ما يعيشه الأمريكيون اليوم من خوف وتشريد جراء الحرائق يجب أن يفتح أعينهم على المعاناة التي فرضتها حكومتهم بدعمها المُستمرّ لـ “إسرائيل”، والتي ساهمت في تعزيز العدوان على الفلسطينيين، فإذا كان سكان لوس أنجلوس يشعرون بالضعف أمام كارثة طبيعية، كيف سيكون حالهم لو كان الخطر الذي يهدّدهم عدوانًا عسكريًّا مقصودًا، يقصف منازلهم بشكلٍ متعمد؟

على الشعب الأمريكي أن ينظر إلى غزة ليس كخبرٍ عابرٍ في وسائل الإعلام، بل كقضيةٍ إنسانية تستحق التضامن الحقيقي، فما يعيشه أهل غزة من دمارٍ يومي ومعاناة مُستمرّة هو نتيجة سياسات تدعمها الحكومة الأمريكية، والتي تغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي.

حرائق “لوس أنجلوس” قد تكون دعوة للتأمل، لتذكير كُـلّ من يعاني من كارثة أَو مصيبة بأن هناك شعوبًا تعيش في نيران العدوان منذ عقود دون أية فرصة للنجاة، والتضامن الإنساني لا يجب أن يكون انتقائيًّا؛ إذَا تعاطف الأمريكيون مع ضحايا الكوارث، فمن واجبهم أَيْـضًا أن يشعروا بمعاناة الفلسطينيين ويسعوا لإيقاف الظلم الذي يدمّـر حياتهم.

لعل هذه الحرائق تكون فرصة لأهل “لوس أنجلوس” للتفكير في حال أهل غزة، وللسعي نحو تغيير السياسات التي تجعل المعاناة الإنسانية في غزة مُستمرّة، الأزمات، سواءٌ أكانت طبيعية أَو من صنع الإنسان، تذكّرنا دومًا بأن التضامن والعدل هما الطريق الوحيد لتحقيق السلام والإنسانية.

تقرير| محمد عبد المؤمن الشامي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com