العدوان الأمريكي البريطاني في خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي
العدوان الأمريكي البريطاني في خطابات السيد القائد عبد الملك الحوثي
يمني برس- تقرير- أحمد داوود
أكمل العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن عامه الأول، محققاً الكثير من الخيبات والفشل، والعجز في الخروج من المستنقع اليمني.
في البداية وتحديداً في يوم 12 يناير 2024م، حركت أمريكا حاملات الطائرات، وأساطيلها وقطعها الحربية لتنفيذ ضربات جوية ضد اليمن، متخذة من أول جمعة في رجب مناسبة لهذا الاستهداف.
ويرى السيد القائد عبد الملك الحوثي – يحفظه الله- أن الأمريكي اتجه للعدوان على اليمن بهدف الإسناد للعدو الإسرائيلي، لأنه يريد أن ينفرد العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وبقطاع غزة، ويعمل على إبادتهم دون أن يكون هناك أي موقف مساند لقطاع غزة، لافتاً إلى أن اختيار الأمريكي لهذا التاريخ الأول من رجب، له الكثير من الدلالات والاعتبارات، فالأمريكيين والإسرائيليين يختارون التوقيت اختياراً؛ ليكون له دلالات معينة، هو يدلل على طبيعة المعركة التي يخوضها ضد بلدنا، أنَّه يعادي بلدنا، ويعادي شعبنا العزيز؛ لانتمائه الإيماني، لمواقفه الإيمانية، لمنطلقه الإيماني، لتوجهه الإيماني بالشكل الصحيح.
كانت أمريكا تعتقد أن عدوانها على اليمن، سيحقق لها الهدف في حماية الملاحة الإسرائيلية، وردع اليمنيين، لكن المفاجأة لجميع المتابعين كانت في حديث السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أكد ارتياح اليمن لهذه المواجهة.
وقال السيد القائد بعد أسابيع من العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا:” إذا كانت المواجهة مباشرة مع الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، فذلك أحب إلينا، ونحن مستعدون لفعل ما يلزم، ونقاتل بكل جرأة؛ لأننا نعتمد على الله ولا نعتمد على أنفسنا، بل نعتمد على الله “سبحانه وتعالى”.
كانت هذه البداية الموفقة لليمن، وضربة استباقية للجانب المعنوي للأمريكيين، وللإعلام المرافق لهذه الحملة، فالسيد عبد الملك هو أول قائد على وجه الأرض يعبر عن ارتياحه للمواجهة المباشرة مع أمريكا، وهو محق في ذلك، فقتال الوكلاء هو الأصعب والأشد، لا سيما وأن أمريكا تحرك أدواتها وفق أجندة طائفية ومذهبية ضيقة.
بعد ثلاثة أشهر من العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، حدث تراجع في حركة السفن الأمريكية، وأصبحت لا تجرؤ على أن تواصل حركتها عبر البحر الأحمر، واستبدلته بطرق أخرى بعيدة جداً، وهذا له تأثيره على الاقتصاد الأمريكي، وعلى مستوى تأخر البضائع، والكلفة الكبيرة جداً في الشحن، وأيضاً في تأمين النقل البحري، وأيضاً له تأثيره على الأسعار، وبلغت
عمليات التأمين -بحسب السيد القائد- لبعض الشركات على السفينة الواحدة: (خمسين مليون دولار)، وهذا شيء غير مسبوق لدى الأمريكيين، لم يعتادوا عليه من قبل، ومشكلة حقيقية أمامهم.
لسنا ممن يخاف من أمريكا
وخلال أسابيع متتالية، وجولات مكوكية لوزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، أعلن عن تشكيل ما يسمى بتحالف “حارس الازدهار” قبل أسابيع من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، في مشهد كانت واشنطن تحرص من خلاله إلى ترهيب اليمن، لإيقاف العمليات المساندة لغزة، قبل البدء بالحرب العدوانية.
وفي ظل هذا الحراك، أكد السيد القائد على ثبات الموقف اليمني المساند لغزة، وعدم التراجع، موجهاً نصيحة للعرب والغربيين بعدم التورط خدمة لأمريكا و”إسرائيل”، قائلاً لهم :”لا تورطكم أمريكا، دعوها تتورط هي، تفرجوا عليها، ولتتورط معها بريطانيا لا مشكلة”.
كما وجه نصيحة للدول العربية بعدم الاشتراك مع أمريكا في العدوان على اليمن، لأنه “لا يليق بأي بلد عربي أن يخدم “إسرائيل”، وأن يقف مع العدو الصهيوني ليواصل جرائمه في غزة”، ومع ذلك أكد السيد القائد أن “أي طرف تورطه أمريكا ليتجند لخدمة “إسرائيل”، وليُقْدِم على خطوات هي عدوانٌ على شعبنا العزيز من أجل خدمة العدو الإسرائيلي، سيقابلها أيضاً ردة فعلٍ من جانبنا، ولن نكون مكتوفي الأيدي ولا مكبلين أمام ما يستهدف شعبنا العزيز على المستوى الاقتصادي أو على المستوى العسكري، والخاسر هو من يخسر في خدمة إسرائيل، وفي نصرة العدو الإسرائيلي”.
قبل العدوان الأمريكي البريطاني بيوم واحد كان السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطاب أسبوعي قد أكد أن “أي اعتداء أمريكي لن يبقى أبداً بدون رد”، بل أن الرد سيكون أكبر من ذلك.
وأبدى السيد -يحفظه الله- استغرابه من أبواق العملاء والخونة الذين كانوا في بداية الأمر يستخفون بالموقف اليمني ويسخرون منه، منوهاً إلى أنه لما حصل الاعتداء الأمريكي على اليمن اتجهوا إلى التهويل.
كان الغرض من تهويل الخونة هو ضرب الروح المعنوية للشعب اليمني، كجزء من الحرب النفسية، لكن السيد القائد أكد أن الشعب اليمني ليس ممن يخاف من أمريكا، ولا ممن كان سقف موقفه إلى الدرجة التي لا تُغضب أمريكا.
وجه السيد صفعة قوية للأمريكيين وطابور الإرجاف، وأثبت الشعب اليمني أنه قوي، وشجاع، ولا يخشى من أمريكا، وقد عبر عن موقفه هذا بصراحة من خلال الخروج المليوني في الجمعة التي تلت العدوان على اليمن، ويومها هتف المحتشدون بالعديد من العبارات منها “لسنا نخشى أمريكا”.
انزعاج وقلق أمريكي
وبدلاً من تحقيق الهدف الأمريكي في الأشهر الثلاثة الماضية لحماية الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، فقد تعرضت السفن البريطانية والأمريكية إلى ورطة جديدة، فأصبحت قيد الاستهداف، وهذا أزعج وأقلق الأمريكيين، ولا سيما أن العمليات اليمنية توسعت بعد ذلك، لتصل إلى المحيط الهندي لأول مرة، وإلى أماكن لا تخطر على بالهم، والأكثر من ذلك اندهاشهم وحيرتهم لهذه القدرات العسكرية من إصابة الأهداف المتحركة من مناطق بعيدة، وطرحهم للكثير من التساؤلات: كيف أمكن ذلك، وليس هناك أسطول بحري، ولا أقمار صناعية، ولا تتواجد الاستخبارات، كما يقول السيد القائد.
تواصلت الضربات اليمنية الموجعة للعدو الأمريكي، وهربت الكثير من القطع الحربية من البحر الأحمر، وأصاب الأمريكيين شعورهم باليأس والإخفاق التام في منع العمليات للقوات المسلحة اليمنية، أو في الحد منها، أو في منع تأثيرها، وبعدها توالت التصريحات لقادة البحرية الأمريكية الذين أكدوا أن اليمن أكبر تحد للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث.
معونة إلهية وتطوير متواصل للقدرات العسكرية
وخلال عام من العدوان على اليمن، لم يترك العدو الأمريكي وسيلة إلا واستخدمها في الضغط على اليمن، لإيقاف عملياته المساندة لغزة، فإلى جانب الغارات العدوانية يقول السيد القائد إن الأمريكيين اتجهوا للضغط على اليمن اقتصادياً، والضغط على الملف الإنساني، والضغط السياسي، والحرب الإعلامية الشرسة، ومع ذلك فشلوا بكل ما تحمله الكلمة، وهو انتصار عظيم لشعبنا العزيز ومن آيات الله.
ومن أهم الجوانب التي ركز عليها السيد القائد في خطاباته بشأن العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، ما يتعلق بالجانب الإيماني، ومدى الارتباط الكبير بالله عز وجل، حيث يؤكد أن اليمن وقواته المسلحة لمسوا معونة الله، وهي خاصية لا يفهمها إلا المرابطين في الميدان، والتي بالتأكيد هناك الكثير من القصص التي سيتم الكشف عنها في هذا الجانب، وكيف كانت رعاية الله حاضرة بالمجاهدين، وهم يواجهون عدواً يمتلك كل الإمكانات الهائلة، والتطورات التكنولوجية العالية.
ويفسر السيد القائد جانباً من المعونة الإلهية لليمن في هذه المعركة الاستراتيجية مع العدو الأمريكي البريطاني، لافتاً إلى أن هناك جوانب معينة، من أبرزها تحرك الشعب اليمني في الموقف الصحيح، والموقف المتكامل، عسكرياً، والأنشطة الشعبية، وكذلك الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال، لافتاً إلى أننا عندما اتَّجهنا لنتخذ هذا الموقف، مرضاةً لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، واستجابةً له، من منطلق انتمائنا الإيماني، لمسنا بشكلٍ واضح معونة الله تعالى، وتأييده الكبير، وتيسيره العظيم، ورعايته الواسعة، وهذا شيءٌ واضحٌ في فشل الأعداء.
ويربط السيد القائد ما بين التأييد الإلهي، والعمل بالأسباب، فالعدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا ساهم في تطوير القدرات العسكرية للجيش اليمن، وهي تطورات كبيرة وعظيمة في هذا الجانب، وفاجأت الصديق قبل العدو، فالجميع يتساءلون اليوم: كيف امتلك الشعب اليمني هذه القدرات العسكرية، ومن الداعم الرئيس لهم؟ دون أن يصدقوا أنها قدرات يمنية خالصة، وبخبرات يمنية مميزة.
وفي هذه الجزئية يقول السيد القائد : ” قد تكون حالة نادرة جداً، أو لا توجد إلَّا للقليل من بلدان أمتنا، أن يمتلك بلدٌ مثل هذا المستوى من القدرات العسكرية فيما يتعلَّق بالصواريخ: الصواريخ الفرط صوتية، الصواريخ البالِسْتِيّة والمجنحة، الطائرات المسيَّرة، قدرات وصلت إلى هذا المستوى من التقدم الذي يواجه الأمريكي بكل إمكاناته، وتقنياته المتطوِّرة، والإسرائيلي بكل ما بحوزته، صعوبةً كبيرةً جداً في إعاقتها، أو التصدي لها، وفي كثيرٍ من الحالات يحالفهم الفشل في ذلك، يفشلون بشكلٍ واضح، وهذه مسألة مهمة جداً، فالأمريكي فاشلٌ تماماً”.
استهداف حاملات الطائرات
ومع ثقة الشعب اليمني بالله وتوكلهم عليه وثقتهم به، والعمل بأسباب الانتصار من خلال صناعة الأسلحة والصواريخ المناسبة، دخل الجيش اليمني في المواجهة مع البحرية الأمريكية، بكل اقتدار، موجهاً لها الصفعات تلو الصفعات، وبعمليات نوعية مباركة أذهلت الأمريكيين، وجعلتهم يشعرون بالإحباط والخيبة، والفرار من المواجهة.
ومن تجليات الانتصار الإلهي في هذه الحرب، لجوء القوات المسلحة اليمنية إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، والتي لم تجرؤ أية دولة في العالم على إطلاق حتى رصاصة واحدة تجاهها، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.
من ضمن التطوير للقدرات العسكرية، تمكن الجيش اليمني من صناعة صاروخ (فلسطين1) في يونيو 2024م، والذي تمت صناعته بمراعات متطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد على المستوى التقني، وعلى مستوى المدى، وهو صاروخ كما يقول السيد القائد عبد الملك الحوثي “حُسِبت فيه حسابات تتعلق بالجانب التقني، وكذلك ما نعانيه أحياناً من مشاكل الاعتراض التي تتعاون فيها عدة دول أحياناً، فهذا الصاروخ على المستوى التقني هو صاروخ مميز، وكذلك على مستوى المدى البعيد، الذي يلبي متطلبات المرحلة الرابعة من التصعيد”.
وبالتوازي مع تدشين العمل بصاروخ (فلسطين1)، بدأت القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، والتي كانت تتواجد في البحر الأحمر، بدءاً بالحاملة (ايزنهاور)، حيث تم استهدافها لأول مرة في يونيو 2024م بـ (سبعة صواريخ مجنحة، وأربع طائرات مسيَّرة)، وعلى وقع هاتين العمليتين تراجعت حاملة الطائرات الأمريكية، وتحركها باتجاه شمال البحر الأحمر، فتراجعت وقامت بتغيير موقع انتشارها، وابتعدت عن المنطقة؛ خوفاً من أي عمليات استهداف قد تتعرض لها من قبل قواتنا المسلحة، والكلام هنا للسيد القائد عبد الملك الحوثي.
ويضيف السيد القائد :” أثناء الاستهداف لها كانت على بُعد (أربعمائة كيلو) من الحدود، حدود الساحل اليمن أثناء الاستهداف، ثم ابتعدت إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غرب جدة، وتوقفت هناك بمحاذاة جدة، وتوقفت حركة الطيران بعد استهدافها لمدة يومين فيها، وعملية الاستهداف كانت ناجحة، وكان لها هذا الأثر المهم: في هروب حاملة الطائرات بعيداً عن المنطقة التي كانت فيها أثناء الاستهداف لها، وفي تغييرها لمسارها، وهذا يحدث في كل ضربة للسفن المستهدفة، عندما تكون عملية الاستهداف ناجحة، تهرب، وتغيِّر مسارها، ويتجلى ذلك على مستوى الرصد عبر الأجهزة والتقنيات المتوفرة”.
ظلت القوات المسلحة تترصد حركة حاملة الطائرات الأمريكية، تنفيذاً لوعد السيد القائد، وبموازاة ذلك تمضي في تطوير القدرات العسكرية، والكشف عن أسلحة استراتيجية مثل “حاطم” و “فلسطين2” الفرط صوتي، والغواصات المسيرة، وغيرها، وهذا مصداقاً لتأكيد السيد القائد عبد الملك بعد استهداف “ايزنهاور” أن الضربات القادمة ستكون أكبر وأكثر فاعلية وتأثيراً، وهو ما حدث بالفعل، فبعد هروب “ايزنهار” أعلن السيد القائد أن حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” ستكون قيد الاستهداف إذا دخلت إلى البحر الأحمر، وبالفعل لم تدخل هذه الحاملة.
الاشتباك اليمني الثاني مع حاملات الطائرات كان مع الحاملة “ابراهام لينكولن”، عندما تم استهدافها بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة أثناء استعداد أمريكا لشن هجوم جوي على اليمن.
انجاز تكتيكي.. الهروب الأمريكي السريع
ومع اقتراب نهاية العام الأول من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، خاضت القوات المسلحة اليمنية حرباً شرسة مع حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”.
وفي هذا الشأن يقول السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- “طبعاً برز في هذا الأسبوع إنجاز تكتيكي للأمريكيين عسكرياً، وهو ماذا؟ الإنجاز التكتيكي هو في تطوير عمليات الهروب سريعاً، أصبح لديهم مهارة في هذا بالنسبة لحاملة الطائرات [ترومان]، حيث هربت على الفور وبشكل سريع، وعادت على الفور أيضاً كل التشكيلات من الطائرات الحربية، التي كانت قد أقلعت من فوقها لتنفِّذ مهام عدوانية، عادت كذلك على الفور، وانعطفت وغيَّرت مسارها، وهربت باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، طبعاً مثل هذه الإنجازات غير محبَّذة: الهروب السريع، والمغادرة على الفور”.
وتظل هناك الكثير من الجوانب الهامة التي تطرق لها السيد القائد خلال عام من العدوان الأمريكي البريطاني على بلدنا، لكن الخلاصة، والحقيقة الصادعة أن الأمريكي قد ورط نفسه، ودخل في مستنقع كبير، وأن الخروج من هذه الورطة لن يكون إلا وفق الرغبة اليمنية، والشروط اليمنية، والمتمثلة في وقف العدوان الإسرائيلي والحصار على قطاع غزة، وهي حقيقة بات يؤمن بها الأعداء جيداً، وباتوا على قناعة بالمضي نحوها.