الشهيد القائد… إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني
الشهيد القائد… إشراقات من مسيرته الجهادية ومشروعه القرآني
يمني برس- تقرير
من هو الشهيد القائد؟
هو علم الهدى، وقرين الذكر الحكيم، وحجة الله على عباده. الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، ينتهي نسبه الشريف إلى أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والده: هو السيد المجاهد فقيه القرآن العالم الرباني/ بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي -رضوان الله عليه-.
كان له الأب والمربي والمعلم الأول، وعن فضل هذه التربية يؤكد الشهيد بقوله:” بأن كل ما لديه هو من بركات والده الذي رباه تربية قرآنية”.
مكان وتاريخ ميلاده
ولد -رضوان الله عليه- في شهر شعبان 1379هـ/ الموافق (فبراير 1960م) بمنطقة/ الرويس/ بني بحر/ مديرية ساقين / محافظة صعدة.
مؤهلاته العلمية على الصعيد العلمي درس الشهيد القائد العلوم الدينية وعلوم القرآن الكريم، والفقه واللغة وغيرها من المعارف على يد والده، وعلى يد العديد من العلماء والفقهاء، كما كانت له مسيرة حافلة في مجال الدراسة العليا ومنها:
1- تخـرج الشـهيد القائـد -رضـوان الله عليـه- في كليـة الآداب قسـم الدارسـات الإسلامية عام1994م، ثم سـافر بعد ذلك إلى السـودان بعد حصوله على منحة دراسـية ليكمــل دراستـــه العليا فـي السـودان فـي جامعـة “أم درمان” عـام1997م.
2- وفي السودان قدم العديد مـن البحوث فـي الجامعة، حول عـدة مواضيع منها عـن “الجهاد”، و”الإنفاق في سـبيل الله” نالت إعجاب مدرسـيه وزملائه. ثم عـاد إلـى اليمـن لتحضير رسـالة الماجسـتير، ومن ثـم الدكتوراه، إلا أن تسـارع الأحـداث والتحـرك الأمريكـي الصهيونـي للهيمنـة علـى المنطقـة فرضـت علـى الشـهيد القائد خيارا واحدا، وهـو التحـرك بهـذا المشـروع القرآنـي لإنقـاذ الأمـة.
بداية المشروع القرآني
وعلى الصعيد الفكري والثقافي فقد بدأ تحركه العلمي والثقافي، ضمن منهجية قرآنية لبناء وتأسيس الأطر الأولى للثقافة القرآنية.
1- ففي نهايــة عــام (2001م) بدأ الشهيد القائد -رضوان الله عليــه- يســلط الضــوء علــى هــذه الثقافــات المغلوطــة والعقائــد الباطلــة، فقــام بتدريــس مجموعــة مــن الطــلاب -بداية فــي منزلــه، ثم فــي مدرســة الإمــام الهــادي “عليــه الســلام” بمــران- بعــض الكتــب العلميــة دراســة نقديــة تحليليــة ليوضــح الخلــل الــذي أوصــل الأمــة إلــى مــا وصلــت إليــه.
2- اسـتمر علـى هـذه الحـال حتـى وفقـه الله إلـى هـذا المشـروع القرآنـي العالمـي بعالميـة القـرآن الكريـم، والـذي يمثـل الهويـة الجامعة، متجاوزا بـه الأطـر المذهبيـة والجغرافية، وكانت بداية المشـروع القرآني ثقافيـاً في محاضـرة (يـوم القـدس العالمـي) [بتاريـخ: 28 رمضان 1422هـ] التي وضع فيها الأسس الأولى للمسيرة القرآنية المباركة.
الحرب الأولى. الطابع والأهداف
في مثل هذا اليوم من الشهر، في السادس والعشرين من شهر رجب، ارتقى شهيد القرآن السيد القائد/ حسين بن بدر الدين الحوثي “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” شهيداً، سعيداً، فائزاً، في عدوانٍ ظالمٍ جائرٍ استهدفته به السلطة الظالمة آنذاك؛ استرضاء منها لأمريكا، استمر ذلك العدوان ثلاثة أشهر باستثناء أربعة أيام، وبإشرافٍ وتحريضٍ أمريكي، وكانت تلك هي الحرب الأولى التي تلتها حروبٌ مستمرة ومتتالية ضد المشروع القرآني الذي تحرك به الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه”.
كانت الحرب الأولى مطبوعةً بالطابع العدواني، والإجرامي، والوحشي، وبالتكبر، والطغيان، والظلم. عدوان بكل ما تعنيه الكلمة، لا مبرر له، ولا مشروعية له. فما الذي فعله الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه”، ليشنّوا عليه تلك الحرب، وليستهدفوه بذلك العدوان، وليعملوا على قتله؟
قضيته:
– أنه تحرك بمشروعٍ قرآني.
– يُذَكِّر الناس بكتاب الله “تَبَارَكَ وَتَعَالَى”.
– يقدم رؤيةً قرآنيةً تُرشد الأمة، وتهديها لكيفية التصدي للخطر الداهم عليها، إثر الهجمة الأمريكية والإسرائيلية والغربية، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، التي هي بنفسها صناعة صهيونية؛ لتكون ذريعةً كبيرةً من أجل تنفيذ مرحلة جديدة من مؤامراتهم:
- للسيطرة المباشرة على المسلمين.
- ومسخ هويتهم.
- واحتلال بلدانهم.
- ونهب ثرواتهم ومقدراتهم.
– تَحَرَّك بمشروعٍ قرآني، وبخطواتٍ عمليةٍ على ضوء ذلك المشروع القرآني:
أولاً/ الشعار: (الصرخة في وجه المستكبرين):
اللــه أكـــــــــــبر
الـمـوت لأمريكـــا
الـمـوت لإسرائيـل
اللعنة على اليهود
النصــــر للإســلام
وهذا الشعار كان له أهميته القصوى، فهو خطوة عملية للتحرك بالمشروع القرآني:
- لكسر حاجز الصمت، ولمنع تكميم الأفواه.
- للانتقال بالناس من حالة الاستسلام إلى الموقف.
- لتحصين الناس من التطويع والولاء لأعدائهم.
- للارتقاء بهم نفسياً وذهنياً، وتهيئتهم للمواقف الأكبر التي يفرضها عليهم دينهم، وانتماؤهم للإسلام والقرآن.
ثانياً/ المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية:
ومع الهتاف بالشعار، تأتي المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية التي هي ذات أهمية كبيرة في المواجهة الاقتصادية؛ نظراً لما يستفيده الأعداء من بضائعهم التي تغزو الأسواق في بلداننا العربية والإسلامية، ويجنون من ورائها مليارات الدولارات، التي توظَّف كلها في العدوان على أمتنا، والاستهداف لشعوبنا.
ثالثاً/ النشر للوعي القرآني:
على مدى ثلاث سنوات قدَّم شهيد القرآن “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” مئات المحاضرات، والكلمات، واللقاءات، والجلسات، وهو يتحدث بشكلٍ تفصيلي؛ لفضح مؤامرات وخطط الأعداء، وتقييمهم، وكشفهم، وتعريتهم من خلال القرآن الكريم، والوقائع والأحداث، وأيضاً لتقديم الحلول والرؤى التي تغيِّر واقع هذه الأمة، وترتقي بهذه الأمة لتكون في مستوى الوعي العالي جداً تجاه مؤامرات الأعداء، ولتكون في إطار الموقف والفعل والعمل في التحرك ضد أعدائها، لتدفع الشر عن نفسها، لتدفع الخسران في دنياها وآخرتها عن نفسها، وهذه ميزة عظيمة للمشروع القرآني.
يقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه- : ((يجب أن نرتبط بالقرآن الكريم من جديد، ونتعلمه، ونعلم أبناءنا وبناتنا ونساءنا، ونكثر من تلاوته، ونهدي مصاحفه لبعضنا البعض وأشرطة تلاوته، نتحرك في إطار أن نشد أنفسنا إلى القرآن من جديد، وأن نرسِّخ قدسيته ومكانته وعظمته في نفوسنا من جديد؛ لأن القرآن هو من لو لم يكن من عظمته وفضله إلا أنه يكشف الحقائق أمامنا، لا يمكن لأي كتاب في هذه الدنيا أن يريك الحقائق ماثلة أمامك)).
رابعاً/ الفضح والكشف للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية والغربية:
يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه” ((قد نتوقع ببساطة تفكيرنا أنه إذا سكتنا أفضل نسكت قد نتوقع أنهم سيسكتون، لا، السكوت سيدفعهم إلى أن يعملوا للحصول على تنازلات كثيرة أخرى، ويعملوا ليصلوا إلى ضرب أشياء أخرى، لن يسكتوا، يجب أن نفهم هذا، لن يسكتوا، ولن يتوقفوا إلا متى ما تحركنا نحن وصرخنا في وجوههم، سيسكتون وسيتوقفون، أمَّا إذا سكتنا فالخطورة هنا، الخطورة البالغة هنا، بعض الناس قد يقول: [نسكت، لا نكلف على أنفسنا]، إن السكوت هو الخطورة، لو كان السكوت من ذهب -كما يقولون- لما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد، عن التضحية، عن الاستبسال، عن انفاق الأموال، عن التواصي بالحق، أليس القرآن كله حركةً وكلاماً، أم أنه صمتٌ وجمود؟ كله حركة، كله كلام، فعلاً قد يكون السكوت من ذهب ليذهب كل شيء، إذا سكتنا سيذهب ديننا، وستذهب كرامتنا، ونذهب -ونعوذ بالله- إلى الجحيم في الأخير، يذهب الناس إلى الجحيم)).
خامساً/ التحصين لمجتمعنا الإسلامي من الخداع والتضليل والتدجين:
يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه” : ((نتحدث بروحية من يفهم أنه طرفٌ في هذا الصراع، ومستهدفٌ فيه شاء أم أبى، بروحية من يفهم بأنه وإن تنصَّل عن المسؤولية هنا، فلا يستطيع أن يتنصل عنها يوم يقف بين يدي الله)).
سادساً/ التقديم للحلول العملية القرآنية:
لقد قدم الحلول التي ترتقي بالأمة إلى مستوى التصدي لأعدائها والوقوف بوجه مؤامراتهم. يقول الشهيد القائد “رضوان الله عليه”: ((نتحدث أيضاً لنكتشف الكثير من الحقائق داخل أنفسنا، وفي الواقع، وعلى صعيد الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها، نتحدث بروحٍ عملية، بروحٍ مسؤولة، نخرج برؤيةٍ واحدة، بموقفٍ واحد، بنظرةٍ واحدة، بوعيٍ واحد، وهذا هو ما تفقده الأمة)).
واقع الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية
آنذاك كان الموقف السائد لمعظم الأنظمة والزعماء والحكومات العربية وغيرها في العالم الإسلامي أمام تلك الهجمة الخطيرة هو:
1- الاستسلام والخضوع.
2- التجنُّد مع أمريكا، والقبول بما تفرضه في كل المجالات.
3- انعدام التحرك المضاد والمناهض للهجمة الأمريكية الإسرائيلية والغربية.
التوجهات والسياسات التي تبنتها الحكومات والأنظمة خدمة لأمريكا:
عسكرياً:
1- بالقواعد العسكرية.
2- السيطرة على الجيوش.
اقتصادياً:
1- بالالتزام بإملاءات الأمريكيين، التي تعيق أي نهضة اقتصادية.
2- صناعة الأزمات الاقتصادية.
3- إعاقة أي توجهٍ جادٍ نحو الإنتاج.
4- نهب ثروات الشعوب والاستئثار بها.
أمنياً:
1- تسليط التكفيريين على الشعوب.
2- نشر الجرائم بكل أشكالها وأنواعها.
3- تغذية الفتن بين أبناء المجتمع.
سياسياً:
1- الاستثمار في المشاكل السياسية، وصنع واقعٍ مأزوم.
2- بعثرة المجتمع بإنتاج المزيد والمزيد من الانقسامات السياسية، والتباينات.
3- تغذية الصراعات تحت عناوين: المناطقية، والعرقية، والمذهبية…الخ، بما يحول دون أي استقرارٍ سياسي.
ثقافياً وفكرياً:
1- استهداف الأمة في ذلك لإضلالها، وتزييف وعيها، وطمس هويتها؛ عبر سيطرتهم على العملية التعليمية بكلها والتربوية في كل مراحلها، ومنع ما يريدون منعه من الأنشطة التعليمية، التي لا تنسجم مع توجهاتهم.
2- السيطرة على الخطاب الديني وعلى المساجد.
3- السيطرة على الإعلام، وعلى مختلف الأنشطة التثقيفية.
أخلاقياً:
1- في حربهم الضروس على الأخلاق والقيم.
2- استهدافهم بشراسة للعفة والشرف والنزاهة.
3- نشرهم للفساد الأخلاقي والرذيلة، والجرائم، والمفاسد (الاختلاط، الروابط المحرمة خارج العلاقة الزوجية، الخمور، المخدرات).
4- تفكيك البنية الاجتماعية ولبنتها الأولى الأسرة.
5- نشر الإيدز والأمراض الفتاكة.
السيطرة على القضاء:
1- إفراغه من الدور الأساسي في تحقيق العدالة.
2- تحويله فقط إلى أداة من أدوات أمريكا.
3- تحويل الأجهزة الأمنية إلى أداة قمع فقط بيد أمريكا، والسجون إلى معتقلات بيدها.
المشروع القرآني
المنطلق
في ظل هذه الأوضاع، وفي مواجهة تلك الهجمة الأمريكية الإسرائيلية اليهودية، تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” بالمشروع القرآني، وهو:
1- تحركٌ منطلقٌ من منطلقٍ قرآنيٍ إيمانيٍ.
2- تحركٌ يُجَسِّد الموقف الصحيح، والرؤية الحكيمة.
3- تحركٌ لمصلحة الأمة وإنقاذها.
4- كان موجهاً بكل وضوح ضد أعداء الأمة.
ومع ذلك راعى فيه الخطوات العملية:
– ألَّا يكون هناك مبررٌ للأعداء، لا للأمريكيين، ولا لعملائهم.
– أن تكون فاضحةً لهم، في العناوين التي كانوا يتشدقون بها، مثل (الحُريَّة، الديمقراطية، حُريَّة التعبير، حقوق الإنسان…الخ).
– أن تحصن المجتمع من اختراقهم.
– وأن تكون تلك الخطوات العملية مبسطة، وغير معقدة، ومتاحةً للناس.
الفوائد العملية للشعار وآثاره على المجتمع:
1- جعل المجتمع في حالة معادية ومباينة للأمريكيين.
2- جعل المجتمع محصناً من التقبُّل لما يأتي من جانبهم، وعلى درجة عالية من اليقظة والانتباه.
3- تصويب الأنظار تجاه مؤامراتهم ومخططاتهم، والتنبُّه لها، والحذر منها، والوقوف ضدها.
4- يحمي الأمة من الولاء لهم، ومن التطويع لهم.
الفوائد العملية للشعار وآثاره على مستوى الفرد:
كان للشعار ولهذه الخطوات الثلاث أثر حقيقي، ملموس في كل الذين انطلقوا هذه الانطلاقة، فكانوا:
1- متميزين في وعيهم، في انتباههم.
2- متميزين في موقفهم الجاد ضد الهيمنة الأمريكية، وفي جرأتهم.
3- خروجهم عن حالة الجمود، والاستسلام، والخضوع، والصمت.
أهمية “الثقة بالله”
النقلة الكبيرة التي تحققت -بفضل الله- في واقع شعبنا: أنَّ هذا الشعب وثق بالله، توكل على الله، اطمأن إلى الوعد الإلهي، عندما يقرأ المنطلقون الانطلاقة الإيمانية من أبناء شعبنا قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، فإنهم ينظرون إلى أمريكا كما قال الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” باعتبارها قشة، وليست عصاً غليظة.
الثقافة القرآنية التي كان من أول وأكبر أهدافها
1- أن ترسِّخ الثقة بالله، هذه الثقة بالله “تَبَارَكَ وَتَعَالَى”، والاعتزاز به.
2- والاطمئنان إلى وعده بالنصر.
3- والاستصغار لكل أعدائه.
لذلك فنحن في هذه الذكرى نرى مع هذه النقلة والمتغيِّرات المصداق الكبير، وأحد المصاديق للوعد الإلهي في قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
خطوات مواجهة المشروع القرآني
إن اللوبي اليهودي الصهيوني لا يرى عائقاً حقيقياً أمامه تجاه أهدافه الشيطانية والإجرامية، وهو ينشر الفساد في الأرض، وهو يظلم، وهو يفسد، وهو يستعبد الشعوب، ويقهرها، ويرتكب الجرائم، لا يرى عائقاً حقيقياً أمامه إلَّا الإسلام، كل المشاريع الأخرى، والعناوين الأخرى يستطيع أن يتغلَّب عليها. فكانت خطوات مواجهة المشروع القرآني بإشرافٍ أمريكي، وتتمثل ذلك في:
أولاً/ الاستهداف للمنتمين إلى هذا المشروع، والمتحركين في إطار هذا الموقف ومن ذلك:
1- الاعتقالات التعسفية، واستمرت إلى بداية الحرب الأولى.
2- الفصل من الوظائف.
3- الحرب الدعائية الإعلامية.
4- إغلاق بعض المدارس التي فشلوا في إسكات هذا الصوت فيها.
5- التشويه بين أوساط المجتمع بالدعايات الكاذبة، والافتراءات الشنيعة والرهيبة.
ثانياً/ العدوان العسكري (الحرب الأولى)
بعد أن فشلوا في إسكات هذا الصوت، اتجهوا إلى عدوانٍ عسكري، استهدفوا به الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” إلى منزله في مران، بحملة عسكرية كبيرة لاستهداف مران والمناطق المجاورة، وباستخدام كل أنواع الأسلحة (الجوية، البرية، الزحف بالآلاف من الجنود، الحصار التام)، واستمرت إلى حين استشهاد الشهيد القائد “رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْه” مع أكثر من 200شهيد.
مقومات المشروع القرآني
استمرت الحروب بعد ذلك، ست حروب شاملة، بإشراف وغطاء أمريكي، ودعم إقليمي معلن، ولكن مع كل ذلك، “كانت المفارقات العجيبة، والتي هي آية من آيات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، ودلالة واضحة على عظمة المشروع القرآني: أنه كلما حورب ازداد قوةً وتمكيناً”.
ولعل أبرز مقومات النجاح والنمو للمشروع المبارك بفضل الله ورعايته وتأييده ما يلي:
1- التمويل الذاتي(الإنفاق): في كل الحروب الست كان التحرك بالمشروع القرآني بدون أي دعمٍ خارجي.
2- كان المنطلقون في هذا المشروع القرآني أكثرهم من أضعف الناس إمكانيات.
3- الاستقلالية من التبعية للخارج: لم يكن هناك أي أجندة خارجية لهذا المشروع القرآني.
4- تَحَرُّكٌ أصيلٌ بأصالة انتماء شعبنا اليمني للإيمان، وللهوية الإيمانية.
5- تَحَرُّكٌ أصيلٌ مشروعٌ، ليس تحركاً بالباطل، ليس تحركاً بما فيه فساد، بما فيه ضر بهذا البلد.
6- تَحَرُّكٌ بالحق؛ لأنه على أساس القرآن الكريم، وتعاليم الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
7- ضرورةٌ حتمية، هناك حاجة لهذا التحرك، هناك ضرورة لهذا التحرك، ليس تحركاً عبثياً.
8- ولم يكن موجهاً ضد أحدٍ من أبناء هذه الأمة.
9- الوضوح في بوصلة العداء: كان واضحاً في تحديد من هو العدو: أمريكا و”إسرائيل”، اليهود والنصارى، اللوبي اليهودي ومن يتحرك في فلكه.
10- لم يكن مشروعاً عنصرياً، ولا فئوياً، ولا مناطقياً.
ختاما
وفي هذه الذكرى، نؤكِّد على ثباتنا على موقفنا المبدئي القرآني في مساندة الشعب الفلسطيني،
والتصدي للعدوان على بلدنا، ومهما فعله ثلاثي الشر؛ لن يؤثِّر على موقفنا، ولن يحدَّ من قدراتنا وعملياتنا بإذن الله، ولن يكسر إرادة شعبنا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
وأنَّ عليهم أن يُوقفوا أولاً عدوانهم الهمجي الوحشي الإجرامي على غزة، وأن يكفوا عن حصارهم للشعب الفلسطيني، الذي يمنعون عنه الدواء والغذاء في قطاع غزة؛ وإلَّا فسوف نسعى إلى التصعيد أكثر فأكثر، معتمدين على الله تعالى، واثقين به، وواثقين بنصره، {وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّاً وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا}.
وسيواصل شعبنا العزيز كل أنشطته في إطار موقفه الحق والمشرِّف، من تعبئة عسكرية وعامة، والنشاط في مجال التعبئة هو من أهمِّ الأنشطة، وكذلك المظاهرات والفعاليات وفي كل المجالات، وفي مقدِّمتها: التوعية القرآنية، ونشر الثقافة القرآنية.