عار الإرهاب حين يكون دعم غزة جُرمًا
عار الإرهاب حين يكون دعم غزة جُرمًا
يمني برس- بقلم- غيداء شمسان
إذا كان وقوفنا مع غزةَ ومساندتنا لها، هو الذنب الذي أجرم به اليمنيون لتدرج أسماءهم في قوائم الإرهاب المشؤومة، فلتفعل ذلك أمريكا مليون مليون مرةٍ، ولن نأبه بذلك، وسنبْقى على موقفنا حتى النصر أو الشهادة ليس هذا التصنيف إلا وصمة عارٍ على جبين من وضعه،
ودليلًا قاطعًا على انحطاط المعايير وَانتفاء القيم الإنسانية.
أي إرهابٍ هذا الذي يدفع بالبشر إلى نصرة المظلوم، والوقوف في وجه المستكبر؟ أي منطقٍ هذا الذي يجعل من التضامن مع قضيةٍ عادلةٍ جريمةً يعاقبُ عليها؟
ليس في هذه المعمورة إرهاب يهدد سلام العالم، ولكن منذ ظهور أمريكا بدأَ مشروع الإرهاب الحقيقي، ذاك المشروع الذي جعل العالم مسرحًا للمجازر والجرائم الوحشية، فتاريخها الإجرامي يشهد بذلك، تاريخ ملطخ بدماء الأبرياء، ومتخم بِفظاعة الجرائم، إن أمريكا بقوتها الغاشمة وهيمنتها المتجبرة، هي من روعت العالم بحروبها وغزواتها، وهي من أَشعلت نار الفتن في كل مكانٍ، إنها باختصار جوهر الإرهاب وعينه، والمنظرة له والموجهة لأَدواته.
تصنيف أنصَار الله في اليمن كمنظمة إرهابيةٍ، يأتي في إِطار ردة فعلٍ ضعيفةٍ وغبيةٍ لأمريكا على من مرغوا أَنفها وأَهانوها في البحر ليس أَكثر، إنه جزء من حساباتٍ سياسية تافهةٍ، وانتقامٍ أَعمى يستهدف من رفعوا راية العزة والكرامة في وجه التعدي، ومن قال للظالم “لَا” بصوتٍ جلجل في أَرجاء المعمورة، إن أمريكا بهذا التصرف الأَحمق لم تزد أنصار الله إلا عزةً وتماسكًا، ولم تزد نفسها إلاخزيًا وخسرانًا.
إن اليمن، بتاريخه العريق وكرامته المصونة، ليس بالبلد الذي ترهبه التهديدات الواهية، ولا يتزعزع بمكايد الظالمين لقد علمتنا الأَيام أن النصر لا يأتي بِالخضوع والاستسلام، وإِنما بالصمود والمقاومة،، وبالإِيمان بالقضية العادلة إن دم غزة ليس بالدم الذي يهدر هباء، وإِنما هو الشعلة التي تنير لنا درب الحُرية، والقوة التي تدفعنا نحو النّصرِ الأ كِيد.
فليعلم العالم بأَسرهِ، أَن اليمن سيبقى سندا لفلسطين وغزة، وسيظل صامدًا في وجه الظلم والاستكبار، ولن تثنيه التصنيفات الباطلة والاقترافات السخيفة، وسيثبت للعالم، مرةً أخرى، أن الإِيمان بالحق، والعزيمة الصادقة، هما السلاح الأَمضى في مواجهة قوى الشر والطغيان، فليدرك الظالمون أَن الأيام دوارة، وأن نصر الحق آتٍ لا محالة، وأن إرادة الشعوب أقوى من كل قيد.