الشهيدُ الرئيس
الشهيدُ الرئيس
رحل شهيدنا الرئيس صالح علي الصماد سلام الله عليه، وفي ذكرى رحيله ما يزال البشر والحجر والشجر يبكي؛ فرحيله يدمي القلوب.
نعم حتى كرسي الرئاسة الذي كان يجلس عليه بكى لصدق توليه وأمانته، حكمنا عامين أَو أكثر هذا لا يهم وكأنه حكمنا لعقود من الزمن، صحيح أن القلب لرحيله انفطر؛ لأَنَّه كان رجلًا بحجم أُمَّـة، صدق ما عاهد الله عليه فبرؤيته ومشروعه قد شرع في بناء دولة “يدٌ تحمي ويدٌ” تبني وما زال المشروعُ جاريًا على قدم وساق حتّى بعد استشهاده، إنه شهيدنا ورئيسنا صالح علي الصماد -رضوان الله عليه- الّذي لم يحتل فقط بل استوطن قلوب اليمنيين.
رُغم الحصار استطاع التحَرّك، ومن صدق توليه جمع كُـلّ أطياف الشعب بحنكته وحكمته، نزل إلى جبهات القتال تاركًا دار الرئاسة حاملًا للسلاح وقال: حيا على الفلاح.
ونصر بدمه أُمَّـةً ووطنًا بمقدساته الدينية، فهنيئًا له الشهادة هنيئًا له جنان الخلد، نعم هنيئًا لك ذاك الشرف العظيم يا أبا الفضل عشت حرًا ونلت الشهادة، انتصرت بقيمك ومبادئك بأخلاقك وأنت على قيد الحياة، انتصرت كذلك بعد استشهادك قهرت مغريات الحياة وكل أعداء الأُمَّــة، لقد قلت: لا في زمن التخاذل والنفاق.
وصلت إلى أعلى هرم في الدولة، ولم تنظر إلى المكاسب والمناصب ولم يستطع الشيطان إغراءك لذلك انتصرت؛ فبرؤيتك وبصيرتك امتلكت مَـا هو أغلى من كنوز الأرض، ألا وهو الحكمة والإيمان، كيف لا وأنت ابن المسيرة القرآنية مسيرة الحق والمظلومية مسيرة نصرة الدين والمقدسات والتي لا يتخرج منها إلا الأبطال القادة الأحرار الذين ليس لهم ثمن يقدر إلا الجنة.
اليوم وفي ذكرى استشهادك نجدد العهد والولاء والوفاء لك فكلنا كشعب يمني ندين لك بدمائك الطاهرة الشريفة التي قدمتها لأجل نصر الإسلام والوطن لدحر كُـلّ مخطّطات الأعداء فكلنا ٢٥ مليون يمني صامدون وصامدات و”يدٌ تحمي ويدٌ تبني” للسعي نحو الاكتفاء الذاتي نحو بناء دولة ذات سيادة.
نعاهدك ونبادلك الوفاء بالوفاء بأننا على دربك ودرب كُـلّ الشهداء الذين ضحَّوا على دربكم ماضون ولن نرضى إلا بالنصر أَو الشهادة ونصرة الدين والمقدسات.