الصماد الشاهدُ الحقّ على عظمة المشروع القرآني
أمة الرحيم الديلمي
الرئيس الشهيد «صالح الصماد» سلام الله عليه هو خريج مدرسة الإيمان مدرسة الحق مدرسة حسين بدرالدين، تشرّب الهدى حتى ارتوى، تحمل المسؤولية وشعر بها، تقلد المنصب ولم يكن يساوي عنده ذرة تراب.
عاش بهذه النفسية الزاكية الراقية، أصبح قِبلَة الإنسان المؤمن في حَمْلِ المسؤولية، فترة وجيزة استلم رئاسة اليمن ولكن أحدث فيها تغييرًا شاملًا، لامست أعماله قلب كُـلّ يمني محبًّا وَمعارضًا.
كان الزهد والورع والصدق وتَحَمُّلُ المسؤولية من أبرز صفاته وكان نتَاجُهَا التسليم الصادق المطلق والاستجابة السريعة لتوجيهات القيادة، فلا يوجِّهُ السيد بشيء إلا وسارع في تنفيذه، قد كان شديدَ الحرص على أن ينفذ كُـلّ كلمة تأتي من السيد ويحرص أن تكون النتائج كما يريد.
لم يكن بعيدًا عن الناس أَو لا يعرف همومهم ومشاكلهم ومعاناتهم لا، فقد كان شديدَ القرب منهم وفي أوساطهم، حتى ظن الناس أنه واحد منهم لا رئيسهم، أَو أنه يفعل ذلك لمُجَـرّد التثوير والشهرة الإعلامية، ترفّع سلام الله عليه عن مثل هذه الأعمال الصغيرة الدونية.
لم يلبث سلام الله عليه في دار رئاسته إلى أن تأتي المشكلاتُ إليه بل كان في الميدان كان في المؤسّسات، كان في الجبهات، تجده ذاك الثقافي المحنك، وذاك الساسي المخضرم، وذاك العابد الزاهد، وذاك المجاهد.
كان رجل المهمات الشاملة، كان جندي الله في مختلف المجالات، كان أبًا للشعب، وأخًا للمواطن، وفردًا فعالًا في المجتمع.
الوضع في عصره كان مضطربًا فرأس أفعى الشر عفاش كان موجودًا في فترة حكمه والحصار خانق، والحرب علينا شديدة، ولكنه جعل من كُـلّ تلك المصاعب سُلّمًا للبناء، بنى بيد وتبندق بيد، لم يفعّل جانبًا، ويُغفل جانبًا بل أَلَمَّ بكل الجوانب وجاهد فيها، كيف لا وهو المؤسّس والمنطلق بشعار “يد تبني ويد تحمي”.
شكَّل أكبر خطر على أمريكا وسياستها التركيعية للحكام والرؤساء، فلم يخف عصاها الغليظة أبدًا فتربيته الإيمانية تجعله يراها قشة، فعند انطلاقته بروحيته الإيمانية العملية حقّق في الميدان ما أرعب به أمريكا، وحقّق في السياسة ما أقلقها، وجدد روحيات من حوله ما جعلها صُلبة أمامها.
هذا ما جعل الأمريكي يدقُّ ناقوس الخطر؛ لتسارع بإخماد الشاهد الحق على عظمة المشروع القرآني.
كل ذلك شكّل ضغطًا كَبيرًا ودافعًا مهمًّا لأمريكا كي تنال من صمادنا؛ فسعيها أثمر عندما استطاع معدومو الضمير، محبو المال أن يزرعوا الشريحة في جيبه؛ ليقدموه لأمريكا هدية ليهنأ بالُها وتَقَرُّ عينها برحيل مثل هذه الهامة المتميزة والفريدة من على هرم القيادة في اليمنِ.
فاز الصماد وتقلبت له في الصدور بالافتقاد قلوبنا، بل إننا افتقدنا شخصًا ساميًا بسموه، ومتحملًا للمسؤولية كتحمله.
سنة ونيف رزقنا الله بمتخرج من مدرسة آل بيت رسُول الله أصلح البلاد ووصل صلاحه للعباد، أصبحنا اليوم نتعطش لمتخرجٍ صادق يحمل الإيمان ولا يُخزنه في قلبه بل يكون إيمانًا عمليًّا صادقًا نلمس ثماره.
وفي الختام نقول: فزت يا صماد قلوبنا ورب الكعبة.