المنبر الاعلامي الحر

هو الله سِرُّ الصمود ومولى الانتصار

خلود همدان

آية في المصحف تتلى وأُخرى في الميدان تتجلى، هنا آية تُرتل وهناك يد قابضة على الزناد تتقرب إليه وتتبتل، ينصروه في الأرض، ومن السماء يأتي النصر، والنصر سنة منه لا تتبدل، ومن لم يره في ذلك الميدان فلن يراه في مكان آخر.

نعم، وجدناه حاضرًا في تلك الرقعة الجغرافية الصغيرة جدًّا، يساند يدافع، يهيئ، يعين، يشتت الجموع ويفرق الأحزاب، يمنح الصبر ويربط على القلوب لتواصل المعركة بثبات متناه وصمود منقطع النظير، وفي مشاهد أقرب ما تكون للمعجزات تارة في البحر وتارة في “إيلات” ينطلق الصاروخ ترافقهُ الألطاف الإلهية على هيئة غمامة تشوش على أجهزة الرصد والرادار ويسري بكل أمان دون أي اعتراض، وفي اليم جزر ومد تتلاطم الأمواج وتشتد الرياح وتجري بما لا تشتهي السفن ولا أمامها إلا أن تعود أَو تختار أتحرق أم تغرق، فقد كسرت الغطرسة والترسانة الكبرى أمام صاروخ صنع من مدفعية.

وفي هذه المعركة الذي خاضها المحور على مدى خمسة عشر شهرًا على التوالي رأينا التأييد الإلهي بصورة ناصعة وواضحة وكان الشيء الملموس في الميدان هي المعية الربانية لأُولئك الثلة المؤمنة الصابرة في ساحات الجهاد والإسناد.

رأينا آيات الله تترجم في الواقع وأكثر من أي وقت مضى زادت هذا المحور قوة إلى قوته.

قوة الله لا تغلب، وجنوده لا تقهر ولا تنهزم أبدًا مهما كان حجم التحديات، كُـلّ هذه الانتصارات كان الله سبحانه وتعالى هو وراءها، يمد أولياءه بالعون والنصر والتمكين.

برغم التهويل الصهيوني والوعيد الأمريكي، كانت قوة الله أقوى ووعده أمضى، وأمره نافد وصدق وعز وجل من قائلٍ كريم «قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُـلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».

فما كان لنا أن ننتصر إلا بك وما كان لنا أن نهزمهم إلا بفضلك ولطفك ورعايتك التي لم تفارق المؤمنين في محاور القتال والتضحية، نصرتنا وهزمتهم ومكنت لنا ودحرتهم وأظهرتنا وأخزيتهم وأعزيتنا وأذليتهم، تُجير ولا يُجارُ عليك، وإن جندك لهم الغالبون.

لم ينته الصراع، والقضية باقية، والله معنا هو حسبنا، عليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، وإن عادوا عدنا وعاد الله معنا، وما يجب أن نتذكره دائمًا هو الافتقار إلى الله والحاجة إليه لكي لا نُسلب هذه الرعاية والألطاف فلا قوة لنا إلا به ولا نصر لنا إلا من عنده سبحانه وتعالى، لا نعجب بكثرة فنشقى ولا نغتر بقوة فنضرب، ولنكن متمسكين بحبله المتين وهديه القويم وله ولأعلام الهدى طائعين مسّلمين.

«قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آَمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَـمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِين» ولله عاقبة الأمور وهو خير الناصرين، وهو الله.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com