شهر حساس ينتظر كيان الاحتلال وسط تصاعد التوتر في عدة جبهات
يمني برس |
نقل المعلق العسكري في موقع “والا”، أمير بوخبوط، عن مصادر في المؤسسة الأمنية الصهيونية أن الشهر المقبل سيكون حساسًا بشكل خاص، وذلك في ظل تصاعد التوترات في ساحات الحرب الرئيسية الأربع: لبنان، سورية، الضفة الغربية، وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الولايات المتحدة سيكون لها تأثير كبير في توجيه السياسة الصهيونية في مختلف المناطق خلال المرحلة المقبلة.
قطاع غزة
أفاد بوخبوط بأنه كان من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق الأسرى، الاثنين، غير أن رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الموجود حاليًا في الولايات المتحدة للاجتماع مع الرئيس الأمريكي، قرر عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر على الأقل حتى عودته من رحلته، وهو ما يعكس تأخيرًا متعمدًا في المفاوضات الجارية بشأن ملف الأسرى.
في هذا السياق، كشف بوخبوط عن أن جيش الاحتلال يستعد لاتخاذ سلسلة من الخطوات الميدانية، من بينها إقامة مواقع عسكرية في المنطقة العازلة على طول قطاع غزة، وهي المنطقة المحصورة بين السياج المحيط والعمق الذي يتراوح بين 700 و1000 متر داخل الأراضي الفلسطينية، إضافة إلى تنفيذ عمليات هندسية لتعزيز الخطة الدفاعية الجديدة حول المستوطنات في النقب الغربي.
وأشار إلى أنه تقرر الإبقاء على التعزيزات العسكرية في هذه المرحلة داخل الأراضي الفلسطينية وبالقرب من الحدود، لضمان تعزيز الحماية، في ظل رفع حالة التأهب الجوي بشكل كبير، مضيفًا أن جيش الاحتلال يجري استعدادات لاحتمالات متعددة تتعلق بالمفاوضات الجارية، حيث يتم العمل على خطتين متوازيتين: الأولى تتضمن انسحاب القوات الصهيونية من الأراضي الفلسطينية وإعادة انتشارها على طول الحدود، إذا ما تم التوصل إلى اتفاقات جديدة، والثانية تستعد لاحتمال انهيار المفاوضات واستئناف القتال، وهو ما جعل جيش الاحتلال يعيد ترتيب قواته في قطاع غزة بما يتناسب مع هذه السيناريوهات المحتملة.
لبنان
أما فيما يخص الجبهة اللبنانية، فقد أوضح بوخبوط أنه “إذا لم يحدث أي تغيير في اللحظة الأخيرة، فمن المقرر أن تنسحب قوات جيش الاحتلال من جنوب لبنان في 18 فبراير 2025، بعد أن يتولى الجيش اللبناني المسؤولية عن القرى الحدودية وينتشر في المنطقة”، لكنه أشار إلى أن المسؤولين في المؤسسة الأمنية الصهيونية يعربون عن قلقهم الشديد من تزايد محاولات إطلاق الطائرات من دون طيار، لافتًا إلى أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى تقييم دقيق حول ما إذا كانت هذه العمليات ناتجة عن مبادرات محلية أم أنها تأتي ضمن قرارات وتوجيهات من قيادة حزب الله.
وأضاف أن مصادر في المؤسسة الأمنية الصهيونية أعربت عن رضاها عن التنسيق القائم بين جيش الاحتلال وآلية المراقبة الأمريكية – اللبنانية، مؤكدةً أن هناك تقديرًا يشير إلى أن الجيش اللبناني سيلتزم بالهدف الذي حُدد له. كما أن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال تستعد لسيناريوهات قد تتضمن قيام حزب الله بمحاولات لتعزيز وجوده العسكري في المنطقة، مستغلًا انسحاب قوات الاحتلال منها.
الضفة الغربية
وفي الضفة الغربية، كشف بوخبوط عن أن جيش الاحتلال يواصل العمل بقوات معززة في جنين وطولكرم، مع تركيز العمليات العسكرية على بلدات وقرى تيسير وطمون وطوباس والفارعة ووادي الفارعة، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال لا يعتزم سحب قواته من هذه المناطق إلا بعد أن يتمكن من قتل أو اعتقال المقاومين الفلسطينيين الذين ينشطون هناك.
وأضاف أن الاحتلال نشر سبع سرايا عسكرية جديدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بهدف تعزيز الدفاع عن الطرق والمستوطنات، وذلك تحسبًا لوقوع عمليات فدائية، مشيرًا إلى أن مصادر أمنية صهيونية أكدت أن جيش الاحتلال ينوي تقليل حدة عملياته العسكرية خلال الفترة المقبلة، وذلك استعدادًا لبداية شهر رمضان الذي يصادف أواخر فبراير، حيث يعتبر هذا الشهر فترة أمنية حساسة.
وأشار إلى أن التقديرات الأمنية لدى الاحتلال تفيد بأن قيادة حركة حماس في الخارج، بدعم مالي كبير من إيران، ستعمل على توجيه عمليات نوعية داخل الأراضي المحتلة وفي عمق الضفة الغربية، وهو ما دفع جهاز الأمن العام الصهيوني (الشاباك) وجيش الاحتلال إلى تعزيز جهودهما الاستخبارية لمتابعة أي تحركات قد تؤدي إلى تصعيد ميداني. كما أن الاحتلال يستعد لإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما يشكل عاملًا آخر في التحديات الأمنية التي تواجهها قواته في تلك المنطقة.
سورية
أما فيما يتعلق بالجبهة السورية، فقد كشف بوخبوط أن جيش الاحتلال قام بإنشاء منطقة عازلة في الأراضي السورية، خصوصًا في جبل الشيخ السوري، حيث تم إقامة مواقع عسكرية وفرض سيطرة ميدانية في تلك المنطقة، وذلك بهدف إبعاد الفصائل المسلحة التي يعتبرها الاحتلال “معادية”.
ورغم أن المؤسسة الأمنية الصهيونية تصف الوضع في المنطقة العازلة بأنه “مستقر”، إلا أن الاحتلال لا يزال يواصل تنفيذ عمليات هندسية، إضافة إلى نشر مزيد من التعزيزات العسكرية، بما في ذلك العربات المصفحة، بهدف تعزيز حماية الحدود الصهيونية، كما يتم تنفيذ برامج تعاون استخباري مع سكان المنطقة لضمان بقاء الأوضاع تحت السيطرة.
حدود الأردن
وفي سياق متصل، أشار بوخبوط إلى أن جيش الاحتلال سيتعين عليه تعزيز قواته على طول الحدود الأردنية، بجانب الكتيبة العسكرية التي تحمي الفنادق السياحية في منطقة البحر الميت.
كما كشفت التقارير عن أن الفرقة الشرقية في جيش الاحتلال، بقيادة العميد أورن سيمحا، تستعد لنشر كتائب احتياط جديدة على طول الحدود الأردنية في وقت لاحق من هذا العام، حيث يهدف هذا الانتشار إلى تعزيز الرقابة الأمنية، ومنع عمليات تهريب الأسلحة، إضافة إلى التصدي لأي احتمالات وقوع عمليات مقاومة مسلحة في تلك المنطقة.
اليمن
وفي ختام تقريره، تطرق بوخبوط إلى الوضع المتعلق بجبهة اليمن، حيث أشار إلى أن أجهزة الاستخبارات الصهيونية كثفت بشكل كبير جهودها في جمع المعلومات الاستخباراتية حول أنصار الله، وذلك بهدف توسيع بنك الأهداف استعدادًا لأي عمليات عسكرية محتملة.
ونقل عن مصادر في المؤسسة الأمنية الصهيونية قولها إن هناك تقديرًا يفيد بأن استئناف العمليات العسكرية الصهيونية في قطاع غزة قد يؤدي إلى استئناف الهجمات القادمة من اليمن، وهو ما دفع الاحتلال إلى العمل على مجموعة متنوعة من السيناريوهات الدفاعية والهجومية، لمواجهة أي تهديدات محتملة من تلك الجبهة.