المنبر الاعلامي الحر

ملفات سرية ومطالب رفضها الجميع ووافق عليها دون شروط : لأسباب عدة تدعم واشنطن هادي ؟!

تقرير / عبدالله بن عامر

ليس من الغريب أن تقف واشنطن ومعها عواصم الخليج وكل حلفاء الولايات المتحدة في صف دعم ما يسمى “الشرعية” .. بصريح العبارة الإبقاء على عبدربه منصور هادي حاكماً على اليمن مهما كلف ذلك من خسائر مالية وعسكرية وبشرية وإقتصادية وأخلاقية وغيره .

 

فـ هادي وخلال عامين من حكمه اليمن أبدى إستعداده لتقديم ما لم تكن واشنطن تتوقعه من سلفه صالح أو من أي رئيس يمني آخر لو كان مكان الرئيس التوافقي أو الإنتقالي كما يحلو للصحف الغربية اطلاق هذه الصفة عليه .

 

ورغم أن صالح كان حليفاً لواشنطن وللرياض إلا أنه لم يتنازل عن بعض الملفات وظل يناور ويبدي إعتراضات حول عدة مطالب أمريكية تتعلق بالتواجد العسكري في اليمن وكذلك مطالب سعودية تتعلق بحضرموت رغم ما قدمه من تسهيلات آنذاك لواشنطن وتعاونه الدائم مع الرياض والصمت على تجاوزاتها تجاه اليمنيين وتجاه الأراضي اليمنية .

 

غير أن هادي وافق على كافة شروط ومطالب واشنطن ولم يكتفي بذلك بل أبدى إستعداده لتنفيذ المطالب السعودية والموافقة عليها دون مقابل سيما فيما يتعلق بالنفوذ وإعادة ترتيب المشهد السياسي والأخطر ما يتعلق بالحضور العسكري وبالثروة الطبيعية .

 

كل ذلك بدت مؤشراته واضحة في التعاطي الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة الأمريكية التي أصبح لها تواجد عسكري معلن في اليمن وتحديداً في صنعاء وفي قاعدة العند جنوباً فيما المملكة كانت تعد العدة لتنفيذ مشروعها القديم الجديد عبر حضرموت .

 

ناهيك عن تفاهمات سرية لم يتم الكشف عنها او تسليط الضوء عليها منها ما يتعلق بجزيرة سقطرى حيث تتحدث معلومات ان هادي وافق على طلب امريكي يقضي بإنشاء قاعدة عسكرية في الجزيرة قد تتطور في وقت لاحق إلى معتقل يشبه إلى حد كبير جونتاناموا إضافة إلى ملفات أخرى تتعلق بمكافحة الإرهاب وعمل الطائرات بدون طيار وبتمكين القوات الأمريكية من أراضي وجزر يمنية أخرى .

 

وكل هذه المشاريع لن تصبح واقعاً على الأرض ما لم يتم إعادة تركيبة المشهد السياسي من خلال عدة خطوات وإجراءات غايتها الوحيدة إزاحة أطراف من المعادلة وتقوية أطراف أخرى لتصبح عملية تهيئة المشهد في اليمن شغل أمريكا الشاغل خلال الثلاث السنوات الماضية .

 

وتهيئة المشهد تقتضي شراء ذمم قوى وتشكيل قوى أخرى وإعادة صياغة التحالفات القبلية والمجتمعية والسياسية وإزاحة قوى عن المشهد وتصفية قيادات وشن حروب على جماعات وما إلى ذلك من الوسائل التي تندرج تحت إطار الترغيب والترهيب .

أصطدم الجميع بمتغيرات معاكسة لطموحات سفراء الدول العشر ومعهم بالتأكيد سفراء الخليج في اليمن وقبل أن يكتمل المشروع بإقراره وتضمينه الدستور وإتخاذ إجراءات تمهيدية له قررت الجماهير الخروج في تظاهرات حتى إسقاط الحكومة وهو ما عرف حينها بثورة 21من سبتمبر 2014م .

 

لتبحث بعدها سفارات الدول التي كانت تحكم اليمن عن مخرج بوسائل وطرائق متعددة وهو ما دفعها للإنتقال إلى عدن والطلب من هادي ومعه بحاح تقديم إستقالتيهما في إطار احداث فراغ سياسي بعد الفراغ الدبلوماسي بالتزامن مع جهد سعودي حثيث لإشعال فتيل الإحتراب الأهلي بين اليمنيين . وفيما كان بنعمر يحاول جاهداً تحقيق أي تقدم في الحوار وإستمراره كانت قوى الثورة تبدو أكثر صلابة وهو ما دفع العدوان في نهاية المطاف لإتخاذ قرار شن الحرب في 26من مارس 2015م .

 

لتدخل اليمن بعد ذلك مرحلة جديدة أعادة فرز القوى السياسية بين وطنية تقف إلى جوار الوطن وبين لا وطنية أعلنت إنحيازها للعدوان لتصبح القوى التي اختارت الرياض هي المشرعنه اليوم لتنفيذ الأجندة الأمريكية في اليمن فما لم تحصل عليه الدول العشر عبر تمرير الأجندة سياسياً صارت تعمل على الحصول عليه من خلال القوة العسكرية ومن خلال العملاء الذين بدأوا في التسابق على تحقيق اطماع الخارج وما سقطرى إلا بداية تليها ملفات أخرى سبق وأن أطلع عليها الكثير تتعلق بالأقاليم والدور التركي في الجانب التجاري والبريطاني في عدن والفرنسي في ملفات تتعلق بالغاز والنفط والأمريكي في الأمن والجيش والتواجد العسكري وأدوار ثانوية لدويلات الخليج منها قطر تسبقها المملكة وتتبعها الإمارات .

 

يجدر هنا التذكير بمصير كل متهاون أو متساهل وقدم للأجنبي خدمات على حساب وطنه وشعبه فأغلب ما تتحدث عنه مذكرات ضباط الإستخبارات الأمريكية وكذلك المسؤولين الأمريكيين السابقين هو تخلي واشنطن على كافة العملاء حال إنتهاء الدور المطلوب منهم وحصول واشنطن على مصالحها عبرهم .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com