وحـــدَه السيــدُ القــائد..
وحـــدَه السيــدُ القــائد..
يمني برس ـ بقلم ـ الشيـخ عبدالمنـان السـنبلي.
بعيدًا عن التـشنجات أَو التـعصُّبات أَو التـجاذبات أَو التـأطُّرات والتخندقات الأيديولوجية أَو السياسية أَو النخبـوية أَو الطائفية أَو المذهبيـة أَو المناطقية أَو العنصريـة الضيـقة المقيـتة..
بعيدًا عن كُـلّ هذه المسميـات جميعًا..
وبعيدًا أَيْـضًا عن كوني مقـاومًا عربيًّا مسلمًا أرفض الخضـوع والخنـوع والاستسلام..
أستطيع أن أقـول اليـوم، وبكل صراحة: إن السيد القائد عبـدالملك بدرالدين الحوثـي هـو أولُ زعيـم وقائد عربي يسجِّلُ موقـفًا معـاديًا ثابتًا وواضحًا ومعـلنًا قــويًّا وصـادقًا من أمريكا و”إسرائيل” في آنٍ معًا..
فإذا كان الشهيدُ القائد حسين بدر الدين الحـوثي هـو أول قائدٍ عربي سجَّل هذا الموقف من الناحية النظرية، فَــإنَّ السيد القائد عبـدالملك بدرالدين الحوثي هـو أول من سجّله وجسّده من الناحية العملية..
هو أولُ زعيـم دولة عربـية بنـى مـواقفَه من أمريكا و”إسرائيل” والغرب عُمُـومًا على أَسَاس المبادئ القرآنيـة لا المصـالح المـادية..
هو أولُ قائد عـربي انطلق وانخرط في الصـراع بناءً على فـَهم واضـح ودقيـق لحقيـقة وطبيـعة هذا الصـراع..
أن تتـعامل مع “إسرائيل” كعدوٍّ، وأمريكا كصـديق أَو حليف، فأنت، بذلك تـجهَلُ حقيـقة وطبيـعة الصـراع..
أن تتـعامل مع “إسرائيلَ” كعدو، وأمريكا كحليف فقط أَو كداعم أَو منحاز لهذا العدوّ، فأنت بذلك أَيْـضًا تجهلُ حقيقة وطبيعة الصـراع..
أن تتعامل مع “إسرائيل” كعدو، وأمريكا كوسيط أَو راعٍ للسـلام، فأنت كذلك تجهل حقيـقة وطبيـعة الصراع..
أما أن تتـعامل مع “إسرائيل” كصديق، وكذلك أمريكا، فأنت في هذا الحالة لا تجهل حقيقةَ وطبيعة الصراع فحسب، بل وتجهل أَيْـضًا أنك عربي ومسلم..
ولذلك، ونتيجةً لهذا الفهم الخاطئ، هُزم العرب في كُـلّ جولات ومحطات الصراع السابقة ضد “إسرائيل”، وحتى في زمن الأباطرة العرب..
الرئيس جمال عبدالناصر مثلًا عاش حياته كلها في عـداء مفتـوح ومـباشر ومـعلَن ضد “إسرائيل” لكنه، ومع ذلك، لم يكن
يشأ المواجهة والصدام مع أمريكا..
كان يعتبرُها فقط مُجَـرّد حليفٍ وداعمٍ لـ “إسرائيل”..
وهذا جهل منه بحقيقة وطبيعة الصراع..
صدام حسـين أَيْـضًا كان معاديًا لـ “إسرائيل”، لكنه، ومع ذلك، لـم يكن على اختلافٍ وقطيعة تامة مع أمريكا، فقد اتسمت علاقته بحـالة التأرجح وعدم الاستقرار ما بين وصـلٍ وقطيـعةٍ، وتوافق واختلاف..!
وهذا أَيْـضًا جهل منه بحقيقة وطبيعة الصراع..
ولولا أن أمريكا نفسَـها هي من بادأَتْه وبادرَتْه بالعـداء، لما كان قد أظهر معاداتـَها أَو اضطرَّ إلى مواجهتها..
كذلك القـذافي قـضى عمرَه كلَّه وهـو يسبهم ويلعنهم في العلن، لكنه كان يتفاوض معهم في السـر..
يقاطعهم في النـهار ويغازلُهـم في الليـل..!
وهذا جهلٌ منه كذلك بحقيقة وطبيعة الصراع..
أما بقيةُ الزعماء والقادة العرب الذين جاءوا على امتدادِ رقـعة الصـراع العربي الإسرائيلي فمواقفهم من أمريكا و”إسرائيل” أقل مستـوى، وبدرجاتٍ متفاوتة، من مواقف الثـلاثة الـمذكـورين آنفـًا..
وهكذا هُــزم العرب..
هُزموا جميعًا، وأُهيــنوا وأُذلوا حتى انبــطحوا..
ذلك أنهم قد أخفقــوا وفشــلوا في فَــهم ومعرفة حقيقة وطبيــعة الصــراع؛ الأمر الذي ترتب عليه عدمُ إدراك ومعرفة وتحديد طبيعة وحجم العدوّ الحقيقي..
وحـــدَه السيــد القائد عبـدالملك الحوثي اليــوم من أدرك ذلك وعـمل على تحديد وإعادة تعريف ماهية وهُوية العدوّ الحقيقي؛ انطلاقًا من فهم سليم ودقيق لحقيقة وطبيعة الصراع، والتي تتلخَّصُ في أن أمريكا و”إسرائيل” ومن لف لفَّهما هم العدوُّ الحقيقي للأُمَّـة، وأن لا نصرَ لهذه الأُمَّــة إلا بمواجهة هذا المحور ككل، وبنفس المستوى..
لذلك، وبناء عليه، فقد جاء موقفُ السيد القائد عبـدالملك بدرالدين الحوثي الأقوى والأصدقَ من كُـلّ المواقف العربية التي جاءت على مدى سنوات الصراع العربي الإسرائيلي بمراحلَ عـديدة؛ الأمر الذي يـجعلُه الحاملَ الأبرزَ والوحيـدَ للواء الانتصار في هذا الصراع الوجودي..
والأيّام بيننــا..