إنــه سيــد العــرب.. يـا أشبــاه الرجــال!
أحمد الشرقاوي*
بعد أن فشلت في إيجاد موقع لها في المنطقة بسلاح الدين الذي جزّأته ضدا في خطاب رب العالمين إلى إسلام “سني” و”إسلام شيعي”، في محاولة خبيثة لإشعال الفتنة بين المسلمين، لتنزلق الأمة إلى قعر جحيم الهاوية المذهبية..
وبعد أن وصلت إلى حافة الإفلاس المالي بسبب ما أنفقته من مليارات الدولارات على إراقة دماء العرب والمسلمين وتخريب أوطانهم وتفتيت جيوشهم وتمزيق مجتمعاتهم..
وبعد أن اكتشفت أن الأمريكي خانها مع الإيراني ورفض تمتيعها بمظلته الأمنية مقابل المال والزيت والعمالة، وحذرها من أن الخطر الذي يتهدد أمنها يكمن في الداخل لا من إيران..
وبعد أن فشلت عاصفة إجرامها على اليمن وعواصف إرهابها على سورية والعراق ومصر وتونس وغيرها… وأدركت أن دخول الروسي حلبة الصراع في سورية وتحالفه الإستراتيجي مع طهران، قلب موازين القوة لغير صالحها، وأصبح محور المقاومة هو من يرسم المعادلات الجديدة في المنطقة..
وبعد أن تصاعدت الحملات الإعلامية العربية والدولية بشكل غير مسبوق ضدها، حتى من قبل أسيادها في الغرب، متهمة إياها بتفريخ وتمويل ورعاية الإرهاب العابر للحدود والبحار والقارات، حيث أصبح هذا الشر يمثل خطرا داهما يهدد العالم بأسره..
وبعد أن بدأ ‘آل سعود’ وحكام مشيخات الخليج يتحسّسون رؤوسهم، ويشعرون بقرب سقوط عروشهم ونهاية عهدهم، لم يجدوا من منقذ لهم غير “إسرائيل”، فتموقعوا جهارا نهارا في خندقها، وتبنوا علنا خطابها المناهض للمقاومة، ولكل ما هو عربي أصيل وإسلامي جميل..
وهكذا.. قرر “آل سعود’ من رعبهم وتهورهم وغبائهم، العمل بنصيحة أسيادها في تل أبيب، لاستبدال سلاح “الدين” بسلاح “العروبة”، علهم يجدون فيه هذه المرة حلا لمعضلتهم المستعصية وأزماتهم المركبة مع إيران المسلمة..
فاختاروا ساحة لبنان باعتبارها آخر ساحة من ساحات المقاومة لم يطلها بعد لهيب النار، لتكون ميدانا لتصفية الحساب مع حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله سيد العرب وإمام المقاومة، لاعتقادهم أنه هو من أفشل مخططاتهم في العراق وسورية واليمن، وأقام عليهم الدنيا ولم يقعدها في البحرين.. فامتطوا حمارا من خشب، وامتشقوا سيفا من ورق، وأعلنوا النفير العام باسم “العروبة”، في معركة تبدو أشبه بمعارك “دون كيشوت” الوهمية ضد طواحين الهواء، والتي ستتحول في نهايتها “السعودية” لا محالة، من مملكة الرمال إلى مملكة الرماد..
*** / ***
لأن شعار “العروبة”، وبخلاف ما كانت تراهن عليه مملكة الأعراب، لا يمكن تسويقه بالكذب والتزوير والتحوير والتضليل كما فعلت بسلاح الدين مستغلة في ذلك جهل الناس بالحقيقة والطريقة، إذ سرعان ما انقلب الشعار ضدها، فتكشف زيف ادعائها، وسقط القناع عن وجهها وورقة التوت الأخيرة عن عورتها، وتبين للجميع، بمن فيهم أصحاب الذاكرة المثقوبة، أن ‘آل سعود’ أتوا الناس بدم كاذب على قميص مُزوّر، وأن “العروبة” بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف.
والسبب يعود بالأساس إلى إدراك الناس أن شواهد التاريخ الحديث تؤكد أن ‘آل سعود’ هم من اغتالوا العروبة بخنجر الغدر في عز انبثاقها وصعودها زمن القائد الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله، لأن “العروبة” كُفر وشرك في العقيدة الوهابية، مثلها مثل الحرية والديمقراطية، وهم الذين اعتادوا اغتيال الصحابة والأولياء في قبورهم، وذبح الأئمة في محاربهم، وتفجير العلماء في منابرهم، وهدم المساجد على رؤوس المصلين الذين يخالفون عقيدتهم الجاهلية، وتآمروا على ربيع الشعوب معلنين الجهاد ضد حُلمهم الجميل بالانعتاق، فحوّلوا حياة الأمة إلى مآسي ومآثم، كدأب اليزيد الذي حوّل تاريخ المسلمين إلى كرب وبلاء.
وخطيئة الزعيم جمال عبد الناصر أيها السادة، أنه لم يكن رجلا كالرجال، بل كان جبلا شامخا من الكبرياء، أعلن الحرب على الأقزام والعملاء من أشباه الرجال.. لذلك حاربوه حتى قتلوه بسمّ الغدر، لكنهم أخطؤوا حين اعتقدوا أن إعلان الحداد على العروبة سيُخمد شعلتها في قلوب الأمة، بدليل، أنه كلما ذُكر اسمه إلا وتذكر العرب الزمن الجميل، وكيف أن هذا الرجل العظيم الذي أتى من زمان غير زماننا ليزرع في نفوسنا بذور العزة، ويُعلمننا برغم أننا لم نكن نجيد حينها القراءة، أن الكرامة لا تباع ولا تشترى بمال الزيت النجس رغم الفقر ورغم الحاجة، وأن وجودنا وحياتنا ومفتاح نهضتنا للخروج من معضلاتنا وكل أزماتنا المركبة، تكمن في السفر إلى أرض الطهر والبراءة، مهبط الوحي وأرض الرسالات ومنبع الحضارات، فلسطيـن الحبيبـة..
لأن قدرنا كما هو مخطوط في أم الكتاب قبل الخلق يوم كان الله ولا شيئ معه، هو أن لا عروبة ولا إسلام لمن يحيد عن هذه البوصلة، وأن موعدنا مع ربنا في الأرض قبل القيامة، سيكون في قدس الأقداس لتطهيره من رجس الصهاينة، والوقوف بالوادي المقدس تحت جبل الطور حيث كلم الله موسى تكليما، وزيارة كنيسة المهد في بيت لحم حيث ولد المسيح المُخلص، قبل الإسراء المعاكس نحو مقام إبراهيم الخليل لتحرير الكعبة من احتلال ‘آل سعود’ اليهود.
*** / ***
وإذا كان جمال عبد الناصر رحمه الله قد نجح في زراعة بذرة العروبة في قلوب الأمة ومهد لموسم الحصاد، فإن حزب الله سيد العرب وقائد المقاومة، جسّد حُلم ناصر حين سقى بذرته الطيبة بدماء الشهداء الطاهر، فأذاق العرب والمسلمين طعم الانتصار، فاكتشفوا معنى الإحساس بالعزة والكرامة، وحطم في نفوسهم جدار العجز، وفكك من عقولهم عقدة الهزيمة، ورفع رؤوسهم عالية من مستنقع الذل والإهانة إلى سدرة الزهو وعرش العنفوان، فأصبح للعرب قيمة تختلف عن قيمة الأعراب من سلالة صعاليك نجد، والمنافقين من عرب بني عبد شمس وبني عبد مناف..
فهم الناس أن الصراع في جوهره ليس بين العرب والفرس كما أرادت له “السعودية” أن يكون، بل بين مشروعين، مشروع التحرير والنهضة التي تقوده إيران اليوم في المنطقة بأدرع المقاومة العربية والإسلامية الشريفة، ومشروع العبودية والذل والإهانة الذي تقوده “السعودية” ضدا في قيم العروبة والدين، وعكس السير والمصير ومجرى سنن التاريخ.
وتبين لكل ذي عقل ودين، أن لا تعارض ولا تناقض ولا تنافر ولا تضاد بين العروبة والإسلام، لأن العروبة الحقة كانت ولا تزال وستظل هي الوعاء الذي تنصهر فيه بكيمياء الثقافة، كل الرسالات السماوية في مشرق الحضارة، وجميع الإثنيات والعرقيات والطوائف والمذاهب والتيارات والملل والنحل التي تتخذ من اللغة العربية لسانا، قاسمهم المشترك جميعا هو الحرية واحترام الحق في الحياة والحق في الاختلاف، ما دام الله الذي خلقهم جعلهم في عالم المتناقضات مُختلفين، لحكمة بالغة مُؤداها، أن نور المعرفة ينبثق تحديدا من الاختلاف، فينجو من فهم هذه الحقيقة وأدرك سرها وسلك درب الحوار، ويهلك من أعمى الله بصره وبصيرته وسلك طريق المكابرة، لقوله تعالى: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ…) هود: 118 – 119. مع الإشارة إلى أن “الاختلاف” في الرأي مطلوب، وهو بعكس “الخلاف” المذموم حين يتعلق الأمر بالمبادئ والثوابت والأخلاق.
*** / ***
وإذا كانت المبادئ والثوابت والأخلاق العربية والإسلامية التي تشبّعت بروحها الأمة هي المعيار الذي يُؤسّس لقناعاتنا، ويحدد توجهاتنا، ويحكم خياراتنا، ويُملي علينا قراراتنا، فإن منطق الأمور يقول، أن كل ما يتعارض مع مصلحة الأمة العليا ويتقاطع مع مصلحة أعدائها يُعتبر خروجا عن العروبة والدين، لأن العربي الأصيل هو الذي يناهض “إسرائيل” ويرفض التطبيع معها، والمسلم الحقيقي هو الذي يجاهد من أجل تحرير فلسطين ورفع المعاناة عن شعبها، ويواجه كل من يحاول فرض الهيمنة على بلاد العرب والمسلمين.
وإلا.. كيف يمكن أن نتقبّل ما يمكن وصفه بفضيحة وصم حزب الله بـ”الإرهاب” من قبل ‘آل سعود’ وحكام مشيخات الخليج، ونسكت على تحالفهم مع الصهاينة اليهود وتآمرهم ضد العرب والمسلمين، خاصة بعد أن كشف الله تعالى لنا الحقيقة جلية واضحة لا يُخطئها إلا جاهل ولا يحيد عنها إلا مُكابر، بقوله تعالى: (لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا) المائدة: 82.
وبالتالي، لم يعد هناك من شك بأن قرار اعتبار حزب الله المقاوم منظمة “إرهابية” هو قرار صهيوني بلسان عربي، في حق حزب عربي مسلم شريف، اختار الجهاد سبيلا للتحرير، وقدم التضحيات الجسام في حربه مع أعداء الله والدين والإنسانية، سواء في مواجهة “إسرائيل” أو مواجهة الأدوات التكفيرية التي فرّختها “السعودية” لقتل روح المقاومة في الأمة.
والمصيبة، أننا أصبحنا نلاحظ باستغراب ثورة ظلامية رجعية على مستوى المفاهيم تقودها “السعودية” اليوم في الاتجاه المعاكس لاستغباء البسطاء من الناس، بحيث تحوّلت المقاومة في لبنان وفلسطين إلى “إرهاب”، والإرهابيون في سورية إلى “ثوار من أجل الحرية” ضد نظام شرعي، وفي العراق إلى “ثورة سنيّـة” ضد ظلم الشيعة لأنهم أغلبية بحكم قواعد لعبة الديمقراطية، وفي اليمن تحولت “القاعدة” و”داعش” إلى “مقاومة” تحارب جنبا إلى جنب مع جيش الأعراب الغزاة الذين يذبحون الأبرياء الآمنين باسم “شرعية” منتهية الصلاحية، يرفضها الشعب اليمني الذي له الحق وحده دون سواه في تقرير مصيره واختيار حكامه.
والطامة العظمى وآفة الأثافي، أن نرى اليوم “السعودية” التي هي أم الإرهاب والبيئة الحاضنة لكل العقارب والأفاعي السّامة، والمشيخة الداعمة والممولة لجرائمها الوحشية باسم “الجهاد”، تصنف حزب الله المجاهد تنظيما “إرهابيا”، لا لشيئ سوى لأنه يحارب “إسرائيل” وأدوات “السعودية” التكفيرية..
بدليل أن الإعلام الإسرائيلي هو الوحيد في العالم الذي احتفل بهذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، وقالت عنه مصاصة الدماء وعاهرة الأمراء “تسيبي ليفني”، أن قرار “السعودية” قرار “مهم ودقيق”، وقال مسؤولون صهاينة بفرح كاشف فاضح، أن القرار يصب في مصلحة الكيان المجرم ويجعل “السعودية” و “إسرائيل” في خندق واحد في مواجهة إيران وحلفائها في المنطقة.. فأين يذهب آل سعود اليهود من هنا؟.
*** / ***
اليوم تقول “السعودية” على لسان كتبتها بعهر ووقاحة، أن المطلوب هو مساواة حزب الله بـ”داعش”، لأنه ارتكب من الجرائم في حق العرب والمسلمين في سورية والعراق واليمن والخليج ما يستوجب معاملته بمثل ما يتم التعامل به مع التنظيمات المصنفة إرهابية..
وهذا المعطى يكشف لمن لا يزال لديه ذرة من شك في خلفيات القرار الحقيقية، أن هدف “السعودية”، هو شيطنة حزب الله والتحضير لاستصدار قرار إدانة بحقه من الجامعة العربية يكون أساسا لمطالبة مجلس الأمن بتصنيفه ضمن القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، لاستدراج حلف الناتو لحرب طاحنة تحضرها “إسرائيل” ضد حزب الله، وتخشى أن تُمنى خلالها بهزيمة مُذلة قد تكون القاضية إذا لم تتدخل القوى الأطلسية لإنقاذها مما تعتقد أنه سيكون “يوم الله الأكبر” الذي تتوجس منه خيفة ورعبا.
لكن معضلة هذا المخطط البائس، أن دونه عقبات وعوائق، لعل أبرزها:
* أن قرار مشيخات الخليج يعنيها وحدها دون سواها، لأنه لا يستقيم مع شرعة الأمم المتحدة ومقتضيات القانون الدولي، لأن الجهة الوحيدة في العالم المخولة بتصنيف الجماعات والتنظيمات إرهابية هي الأمم المتحدة، كي يتحول القرار إلى قرار ملزم لجميع الدول، وها هو ممثل أمينها العام وتعليقا على قرار مشيخات العهر والبورديل الخليجية يقول الخميس، “إن قرار مجلس التعاون الخليجي بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية لا يعنينا، طالما أنه لا يتوافق مع معايير الأمم المتحدة لتعريف الإرهاب وتصنيف المنظمات الإرهابية”.
* أن قرار وزراء داخلية العرب، لا يعتبر قرارا شرعيا يمثل سيادة الدول العربية، لأن الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم الحكومات بصفة رسمية في المؤتمرات والمنتديات الإقليمية والدولية هي وزراء الخارجية الذين يمثلون سيادة بلدانهم ويعتبر موقفهم موقف ملزم من الناحية القانونية.. كما وأن النصاب في هذا الحالة يستحيل أن يكتمل ليحصل “الإجماع العربي” الذي تسعى لضمانه مملكة ‘آل سعود’ بالمال النجس، ما دام لا يزال في منطقتنا حكومات تحافظ على الحد الأدنى من الشرف والكرامة.. وبالتالي، فقرار وزراء داخلية العرب الذي رفضته العراق، وتبرأت منه الجزائر، وانقلبت عليه تونس، وقال مسؤول مصري أن موقف بلاده لا يعد قبولا بالقرار بقدر ما يعبر عن موقف محابي لـ”السعودية” دون أن يعني ذلك التزاما من القاهرة بنتائجه.. وبهذا المعنى، فهو قرار غير شرعي وباطل، ولد ميتا، ويعتبر من الناحية القانونية قرارا لاغيا وكأنه لم يكن.
* أنه حتى لو افترضنا جدلا، أن الجامعة العربية اتخذت قرارا يدين حزب الله بالإجماع، وهذا أمر مستبعد جدا، فمن المستحيل أن يتم تصنيف حزب الله منظمة إرهابية من قبل الأمم المتحدة دون أدلة ملموسة وتحقيق طويل عريض وإجراءات مسطرية معقدة، ناهيك عن أن روسيا ستقف في وجهه بالمرصاد، لأن خارجيتها ومسؤوليها أعلنوا في أكثر من مناسبة، أنهم لا يعتبرون حزب الله منظمة إرهابية، وأن الحزب هو من يحارب الإرهاب على الأرض في سورية.
وبهذا، يكون مشروع ‘آل سعود ولد مشوها، ولن يكتب له النجاح حتى لو أدخل إلى غرفة العناية المركزة وصرفت عليه المهلكة كل ما تملك من مال حرام، ودعمتها في هذا المسعى “إسرائيل” وأمريكا والغرب الأطلسي من خلف.
وها نحن نرى أن حملة شيطنة حزب الله أتت بنتائج عكسية، بحيث أكدت مواقف وتصريحات وبيانات الأحزاب القومية وحركات المقاومة في المنطقة وهيئات المجتمع المدني وشرفاء الأمة من ساسة ومثقفين ومفكرين وكتاب وإعلاميين على امتداد العالم العربي والإسلامي تضامنا غير مسبوق مع حزب الله، في ما يشبه استفتاءا على شرعية المقاومة التي أقرتها شرائع السماء وقوانين الأرض الوضعية..
لكننا لاحظنا باستغراب مشوب بالأسف، صمت حركة حماس التي لم تدلي حتى الآن بموقف واضح في هذا الشأن، في ما ذهبت حركة النهضة في تونس إلى إدانة حزب الله وتجريم ما اعتبرته أعمالا “إرهابية” يقوم بها الحزب ضد الشعب السوري، ومعلوم أن هذه الحركة الإخونجية الماسونية، هي التي كانت تغرر بالشباب التونسي، وصدرت منه الآلاف ليكونوا وقودا لنار المحرقة الصهيونية في سورية.
فلله الأمــر مـن قبــل ومـن بعــد.
*عن بانوراما الشرق الاوسط