المنبر الاعلامي الحر

في وداعِ سيدِ الحُسنِ والحُزنِ.. نصر الله

في وداعِ سيدِ الحُسنِ والحُزنِ.. نصر الله

يمني برس ـ بقلم ـ فضل أبوطالب

(1)

يا حبيبَ القلوب وضياءَ الأبصار..

يا حركةَ الروح في الأجساد..

يا نبضَ القلب في القلب.. ونورَ العين في العين.

وماء الحياة المتدفق.. وشعاعها المتوهج..

يا مَن ملأ دنيانا نورًا وبهاءً وجمالًا..

وحياتنا حرية وعزة وكرامة..

(2)

يا جبلَ الصبر ووجوه البر..

يا صلاةَ القانتين وجهادَ المخبتين..

ودعاءَ المضطرين..

(3)

يا ليلةَ القدر في سِني أعمارنا..

وساعات الفجر الأولى لحاضرنا ومستقبلنا..

وإطلالة الصبح الصحو..

وإشراقة الشمس وهي ترسلُ خيوطَ أشعتها الذهبية على سفوح الجبال وفي السهول والوديان وتقتحم النوافذ والشرفات..

(4)

يا سليلَ الأنبياء..

وحفيدَ الأصفياء والأتقياء..

يَـا رأفةَ محمد بالمؤمنين.. وبأسَ علي على الأعداء..

يَـا زكاءَ الحَسَن وتضحيةَ الحُسَينِ.

(5)

يَـا صوتَ المظلومين..

وهمسَ المسحوقين في الجنبات المعتمة..

وعرقَ الكادحين المتصبّبُّ ألمًا ووجعًا..

وصرخة المعذبين في الأرض..

(6)

يَـا أجملَ البشر.. وأنبلَ القيم.

وأحسنَ القصص.. وأصدقَ الحديث.

يَـا أشرفَ القضايَـا الإنسانية في بُعدها الأسمى.

وأقدسَ المعارك في المشهد الأقصى.

أيها السيفُ المُصْلَتُ على الأعداء.

والنخلة اليانعة التي يتكئ عليها المتعبون

فتسّاقط عليهم رُطبًا جَنيًّا.

(7)

أنت المدى في صواريخنا والبأس في مسيّراتنا والنار في بنادقنا.

يا حروفَ كلماتنا وقوافي الشعر حين نقذفُه حِممًا في وجوه أعدائنا.

أنت هواؤنا النقي.

يا أعذب من قطر الندى.

وأرق من نسمات السحر الباردة.

وأبيض من الثلج وهو يكسو جبالَ لبنان ووديانها.

(8)

ماذا عساي أقول لك يَـا سيدي.

وأنت نصرُ الله: في زمن الذل والانكسار العربي.

والشموخ: في زمن الانبطاح أمام الإسرائيلي والأمريكي.

والحرية: في زمن الهيمنة الأجنبية على أمتنا.

وأنت رمزُ الحق ونصيرُ المظلومين، وأيقونة التحرير للأرض والإنسان.

(9)

ماذا عساي أقول يَـا سيدي.

وأنت الطُّهر: في أسمى معانيه؛ إذ كان معنى الطهر أن تتنزَّهَ عن الخبائث.

وأنت التضحية: حين تعني تقديمَ الروح دفاعًا عن المستضعفين.

وأنت الإيمان: عندما يعني العُبوديةَ المطلقة لله ومواجهة قوى الظلم والفساد في الأرض.

(10)

أيها القائد الأممي: الذي دافع عن الإنسانية في مواجهة الهيمنة الأمريكية على العالم ودافع عن الأمم المستضعفة في أمريكا اللاتينية وغيرها.

أيها القائد العربي الإسلامي: الذي دافع عن العراقِ وأفغانستان والبوسنة والهرسك وكل شعوب الأُمَّــة.

(11)

أيها القائد اللبناني الاستثنائي: الذي حرّر لبنانَ من الاحتلال الإسرائيلي.

أيها القائد الفلسطيني: الذي دافع عن فلسطين على امتدادِ تاريخ الصراع مع العدوّ الإسرائيلي حتى لقي الله شهيدًا على طريق القدس.

(12)

أنت شجرة طيبة أصلُها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتي أكلها كُـلّ حين بإذن ربها.

فقد بنيتَ بجهادك وتضحيتك أُمَّـةً جهادية عظيمة راسخة البنيان منتشرة على امتداد الساحة الإسلامية والعربية واللبنانية مُستمرّة على العهد حتى تحقيق النصر إن شاء الله.

(13)

في الأخير..

نقول لك يَـا سيدي:

يَـا أشرفَ الناس.. وأطهرَ الناس.. وأكرمَ الناس..

إلى اللقاء.. مع انتصار الدم على السيف.

إلى اللقاء.. في الشهادة.

إلى اللقاء.. في جوار الأحبَّة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com