سقطرى في أوهام هادي المحاصر..!
يمني برس- بقلم/ ابو بكر عبدالله
إن صح وجود اتفاق وقعه عبد ربه منصور هادي منح فيه العائلات الحاكمة في الامارات السيادة على محافظة ارخبيل سقطرى لعشرات السنين فهي خطوة بلا شك ستقوده وسماسرة حكومة الرياض وفي الصدارة خالد بحاح إلى قفص الاتهام بتهمة الخيانة العظمى والتفريط في السيادة الوطنية في ظروف الحرب.
نقول إن “صح الاتفاق” لثقتنا أن هادي المتخبط صار منذ ضلوعه بجريمة استدعاء العدوان الخارجي وادارة مخططات تقسيم اليمن وترك محافظاته الجنوبية فريسة لفوضى الحروب والانفلات الامني وسرطان القاعدة” و” داعش” صار مكبلا سوى عن تنفيذ الاوامر التي تأتيه في هيئة قرارات من عرفة العمليات التابعة لتحالف العدوان السعودي الاميركي في عدن ومكتب محمد بن سلمان.
يعرف العالم ان هذا المشروع ليس صناعة اماراتية وإن تخفى برداء ابيض وهلال أحمر اماراتي وذرائع اعادة الاعمار في منطقة لم تشهد أية حروب أو غارات من تلك التي دمرت الاخضر واليابس طيلة شهور الحرب الضارية التي يشنها تحالف العدوان السعودي الاميركي الغاشم سوى محافظة ارخبيل سقطرى.
لا يحتاج الامر إلى قدرات خارقة لاكتشاف أن المشروع صناعة اميركية اسرائيلية فواشنطن والكيان الصهيوني افصحا في مرات كثيرة عن طموحاتهما في الحصول على مؤطء قدم في نقطة تلاقي المحيط الهندي وبحر العرب والذي يتيح موقعا استراتيجيا يتوسط دول شرق آسيا وافريقيا ويتيح قاعدة عسكرية بمزايا استراتيجية مفتوحة لحراسة حقول النفط الخليجية والبقاء قريبا من مضيق جبل هرمز.
لكن لماذا تضطر العائلات الحاكمة في الامارات إلى لعب هذا الدور ولماذا توجه خزائنها لتمويل مشاريع ليس لها فيها ناقة ولا بعير.. ولماذا يضطر هادي للوقوع في هذه الورطة؟
يعرف كثيرون الاجابة على هذه الاسئلة بلا شك فهي ليست بعيدة عن الضربات الموجعة والمخزية التي تلقتها القوات الاماراتية في المحافظات الجنوبية وخصوصا في محافظة عدن بعد عمليات المصادرة المكشوفة للعشرات من آلياتها ومستودعات سلاحها وانحسار قدراتها العسكرية بعد تكبد مرتزقة “بلاك ووتر” الذين استأجرتهم لإدارة حربها العبثية في اليمن وانسحابهم من اليمن، وصولا إلى تهاوي قدراتها العسكرية والامنية في تأمين مطار عدن الدولي وقصر معاشيق الذين خضعا لسلطة وحماية القوات الاماراتية منذ احتلال قوات تحالف العدوان السعودي المحافظات الجنوبية في يوليو الماضي.
هادي الذي بدا في الآونة الاخيرة محاصرا بنفوذ ومطالب النظام السعودي وضغوط الخلافات العميقة مع القوات الاماراتية التي فقدت هيبتها وقدراتها وترسانتها في ليل، بدا كذلك مهددا بالاقتلاع من داعمه السابقين في الحراك الجنوبي ومراكز القوى الجديدة المتمثلة بالتنظيمات الارهابية التي ظن عبثا أن القوى الدولية التي تديريها ستسمح له باستخدامها ورقة لمشاريعه. تفاجئ هادي أن هذه القوى سرعان ما افقدته القدرة على الحركة والقرار، فاتجه إلى ميدان اللاعبين الكبار بورقة بالغة الكلفة وفيها ما فيها التداعيات، بتوقيع اتفاق مع حكام العائلات الاماراتية بمنحهم السيادة على جزر محافظة ارخبيل سقطرى لعشرات السنين.
اليمنيين بل والعالم كله عرف يقينا أن هذه الخطوة لم تكن موجهة للاماراتين وما تم اعلانه كان فقط للتسويق الداخلي، حتى أن الجانب الإماراتي بدا مرتبكا اكثر من هادي بعدما شرع بتحريك الملف عبر سماسرة حضروا إلى سقطرى مختبئين خلف رايات بيضاء وهلال أحمر بذريعة مشروع ” اعادة اعمار سقطرى” والذي حوله الاعلام الاماراتي في غمرة تخبطه تاليا إلى مشروع ” لتنمية واعادة اعمار سقطرى” فيما كانت مطابخ العائلات الحاكمة في أبو ظبي قد تعجلت الافصاح رسميا عن اتفاق وقعه هادي يتيح للأمارات السيادة على محافظة ارخبيل سقطرى لعشرات السنين.
ربما من حسن حظ اليمنيين أن هادي وقع هذا الاتفاق أو منح وعودا أو ناور بهذا الملف في وقت لم يعد فيه رئيسا شرعيا فعلاوة على الاقواس التي تحيط بشرعيته ثمة محاكمات يجريها القضاء اليمني الشرعي لهادي وسته من معاونيه وهي كافية لأن تجرده من أي صلاحات سيادية حتى لو ظل ينعق إلى يوم الدين فالعالم كله يعرف أن ما يملكه هادي اليوم ليس إلا لقبا منحته له قوى الاستكبار والوصاية بوصفة رئيسا معترف به دوليا لتنفيذ مشاريعها.