مسلسل معاوية تزييف التاريخ وإثارة للفتن

يمني برس- بقلم- وفاء الكبسي

يأتي شهر رمضان المبارك ليقرب العباد من خالقهم وتذكرة للناس من غفلتهم طوال أشهر العام؛ لأنه شهر عبادة وطاعة، وليس شهر مسلسلات فيها إضاعة للوقت وإفساد للقيم والإخلاق وهدم لزكاء النفس واكتساب الذنوب والآثام،
للأسف أصبح شهر رمضان وكأنه مهرجان تتسابق فيه القنوات لإنتاج أعمالٍ درامية بهدف اللهو والتسلية، وبعضها الآخر يحمل أجنداتٍ خبيثة تُزرع في عقول المشاهدين بخبث ودهاء.

القنوات الفضائية تغرق الناس بعشرات المسلسلات والبرامج الترفيهية الهابطة التي تفوق ساعات اليوم نفسه، مما يجعل الإنسان أينما قلب القنوات يجد ما يُلهيه عن رمضان، وهو شهر الصيام والقرآن والعبادة، فهل هذه صدفة؟ أم أنها خطة لإشغال المسلمين عن صيامهم وقربهم من الله؟

منذ حوالي شهر رصدت في إحدى الصفحات أكثر من ثلاثين مسلسلا في رمضان والآن تقريبا تضاعف العدد إضافة إلى البرامج الأخرى، ومازاد الطين بلة عرض مسلسل معاوية، أليس هذا دليل على أنها خطة شيطانية متكاملة يفسدون صيام الناس بالفسق والفجور، عبر المسلسلات التي تملأ الشاشات ليلاً ونهارًا؛ ليفسدون عقول وعقائد الناس بتحريف التاريخ وتزوير الحقائق، حتى تنشأ أجيال مشوّشة لا تعرف دينها ولا رموزها الحقيقية، فتجرأ الناس على عداوة آل البيت والطعن فيهم والاستهانة بمكانتهم.

لا حاجة لنا في مشاهدة المسلسل حتى نحكم عليه، فالجواب واضح من عنوانه، فقناة إم بي سي ليست مجرد منصة ترفيهية، بل هي وسيلة إعلامية لها تاريخ طويل في نشر الفجور والتطبيع مع المنكرات ومحاربة الإسلام ولديها أجندة واضحة من خلال برامجها.. لا يمكن للأفعى أن تعطيك عسلا، بل سمًا قاتلا وما تفعله إم بي سي أنها تخلط السم بالعسل أو العسل بالسم، فهي تلمع لشخصيات فاسدة ضالة منحرفة كمعاوية لتشوية الإسلام وتزييف الحقائق وإثارة النعرات والفتن بين المسلمين.

هذا المسلسل ليس كبقية المسلسلات التي تحتوي على لهو ومنكرات، هو في الحقيقة أخطر بكثير من هذه المسلسلات التي لا ننصح بها وهي محرمة؛ لأن هذه المسلسلات تنحصر الخطورة في الانحراف الأخلاقي وهذه كارثة ومصيبة وتؤدي إلى ضياع الشباب والفتيات وحتى الكبار وتنشر الخيانة والشك والفسوق، لكن مسلسل معاوية يهدف لحرّف التاريخ وتُشوّه العقائد التي تترك أثرًا مدمرًا في الوعي الجمعي للأمة.

وعلى كل حال هذه المسلسلات الفاجرة ومسلسلات تحريف التاريخ والعقائد الهدف منها إفساد شهر رمضان المبارك على المسلمين بالملاهي وإفساد العقيدة بالتاريخ المزوّر.

أخيرًا يجب علينا كمسلمين أن نحذر من هذه الألاعيب، وألا نكون عونًا على نشرها بالمشاهدة أو المتابعة أو الترويج، فالتاريخ الإسلامي أكبر من أن يُختزل في مسلسلٍ خبيث يهدف إلى المشاهدات والأجندات، وأقدس من أن يُلوّث بأيدي الإعلام الفاسد، لا نكن جزءًا من لعبة التضليل، ولنكن واعيين.