المنبر الاعلامي الحر

رحلة القلب مع القرآن…أين أنت من هذا النور؟

رحلة القلب مع القرآن…أين أنت من هذا النور؟

يمني برس- بقلم- غيداء شمسان

خمس محطات تصنع الحياة!
خمس محطات ترسم بها ملامح الروح، وتحدد بها مسارات القلوب، وتضاء بها دروب السائرين إلى الله. خمس مراحل يمر بها الإنسان في علاقته بكلام الله، فإلى أيها تنتمي؟ وأيها تليق بك؟ وأيها تستحق أن تسعى إليها بكل ما أوتيت من قوة؟

1. الهجران الموجع (إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً):

يا لها من شكوى مرة، ويا له من عتاب مؤلم، يطلقها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شاكيا قومه إلى ربه، لأنهم اتخذوا القرآن مهجورًا. كم هي قاسية هذه الكلمة، حين تصف حالنا مع القرآن! كم هو موجع هذا الهجران، حين يحل في قلوبنا، ويظلم به واقعنا! هجران للفظه، فلا نقرأه، ولا نتلوه هجران لمعناه، فلا نفهمه، ولا نتدبره هجران لعمله، فلا نطبقه، ولا نلتزم به يا له من خسران عظيم، أن نعيش في الدنيا، والقرآن مهجور في حياتنا!

2. القراءة المباركة (فاقرؤوا ما تيسر من القرآن):

لكن، لا تيأس، ولا تستسلم، فباب الله مفتوح دائمًا، ورحمته واسعة لا تنقطع. ابدأ بالقراءة، ولو قليلًا، ففي كل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها اقرأ بتدبر وتأن، واجعل لسانك يرتل كلام الله، وقلبك يخشع لذكره، وعقلك يفهم معناه، اجعل القراءة عادة يومية، ووردًا لا تنقطع عنه، ففيها النور والشفاء، والهدى والنجاة.

3. التدبر العميق (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته):

لا تكتف بالقراءة المجردة، بل اجعل هدفك التدبر، والتفكر، والتأمل في آيات الله، حاول أن تفهم مراد الله من كلامه، وأن تستخرج الدروس والعبر، وأن تربط الآيات بواقعك وحياتك، التدبر هو مفتاح الفهم، وبوابة العمل، وسبيل الوصول إلى الحق.

4. الاتباع الصادق (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه):

ليس الهدف من القراءة والتدبر، مجرد المعرفة والثقافة، بل الهدف الأسمى هو الاتباع، والعمل، والتطبيق. إذا قرأت أمرًا، فامتثل له وإذا قرأت نهيًا، فاجتنبْهُ وإذا قرأت قصة، فاعتبر بها،وإذا قرأت مثلًا، فافهمْهُ واعملْ بهِ الاتباع هو ثمرة الإيمان، ودليل الصدق، وعلامة الفلاح.

5. التفاعل الوجداني (تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم):

أعلى مراتب الإيمان، وأسمى درجات اليقين، أن تتفاعل مع القرآن بقلبك وروحك ووجدانك أن تشعر بالخشية والخوف والرجاء والحب، حين تتلو آيات الله أن تقشعر جلودك، وتدمع عينيك، ويرتجف قلبك، شوقًا إلى لقاء الله، وخوفًا من عذابه، ورجاء في رحمته، وحبًا لجماله.

وختامًا، هذه هي مراحل الإنسان مع القرآن، ففي أي مرحلة تعيش؟ وأيها تريد أن تكون؟ لا تتردد في السعي إلى الأفضل، والارتقاء إلى الأعلى، فالقرآن هو نور الحياة، وهدى للمتقين، وشفاء لما في الصدور. فاجعله رفيق دربك، وقائد مسيرتك، وسبيل نجاتك، لتفوز في الدنيا والآخرة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com