المنبر الاعلامي الحر

اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار الفاخرة

اليمن يكتب نهاية أسطورة الطائرات الأمريكية بدون طيار الفاخرة

 

جزافا تحاول الولايات المتحدة استعادة بعض من هيبتها المسفوكة على خناجر اليمنيين، بإصدار قوائم التصنيف بالإرهاب وهي أم الإرهاب ومنبعه، لتأتي الصفعة مدوية بإسقاط طائرتها الاستطلاعية” MQ-9″ في محافظة الحديدة بصاروخ أرض جو يمني الصنع بتقنيات أحالت الخيلاء الأمريكي إلى ركام.
لم يكن صمود اليمنيين في وجه التحالفات والضغوط المتراكمة مجرد بقاء على قيد الحياة، بل تحول إلى سلسلة من الانتصارات التي غيرت موازين القوى. إسقاط 15 طائرة أمريكية مسيرة من طراز “MQ-9” منذ السابع من أكتوبر 2023م ليس مجرد رقم في سجل الحرب، بل هو دليل قاطع على التطور النوعي في القدرات العسكرية اليمنية، وقدرة اليمنيين على تحدي التفوق الجوي الأمريكي، وكسر معادلة الهيمنة التي سعت واشنطن لفرضها.
إسقاط الطائرة الأمريكية يعد تطورا لافتا، بعد تمكن القوات المسلحة اليمنية من تحقيق نجاحات متتالية في رصد الطائرات المسيرة من نوع MQ-9 واستهدافها، وهذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تطور ملحوظ في القدرات العسكرية اليمنية، خاصة في مجال الدفاع الجوي. فعملية رصد الطائرات المسيرة التي تحلق على ارتفاعات تصل إلى 10 كيلومترات ليست مهمة سهلة، إذ تتطلب أنظمة رادار متطورة وصواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى هذه الارتفاعات، فالطائرات المسيرة MQ-9 مصممة لتكون خفية إلى حد كبير، مع بصمة رادارية ضعيفة تجعل اكتشافها أمراً معقداً، ومع ذلك، تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تحديد نقاط الضعف في هذه الطائرات وفهم مسارات تحركها فوق الأجواء اليمنية، ما مكنها من تطوير تكتيكات فعالة لاستهدافها. وهذا التطور في القدرات العسكرية اليمنية بات مصدر إرباك للجانب الأمريكي، الذي بدأ يعيد تقييم الوضع في المنطقة.

مواصفات “إم كيو9”

وخلال العقود الأخيرة ظلت الولايات المتحدة تتفاخر بهذا النوع من الطائرات بدون طيار، والتي لديها مواصفات تكنولوجية عالية، منها نظام رادار متطور وكاميرات ومستشعرات عالية الدقة تستطيع مسح منطقة قطرها 360 درجة، وتبلغ قيمة الطائرة مع غرفة التحكم والصواريخ والأجهزة الأخرى 30 مليون دولار.
وتتنوع مهام هذه الطائرة بين المراقبة والتجسس وضرب أهداف أرضية، وتتميز بقدرتها على حمل صواريخ وقنابل موجهة بالليزر، وتمتلك نظام رادار متطور ينقل البيانات لعدد من الطائرات أو المواقع على الأرض.
ويبلغ طول الطائرة 11 مترا، ويصل عرضها مع الأجنحة إلى 20 متراً، ويبلغ مدى التحليق للطائرة نحو ثلاثة آلاف كيلو متر، ويصل أقصى ارتفاع لها 45 ألف قدم، بينما تبلغ سرعتها القصوى نحو 240 كيلومتراً، ولها قدرة على العمل في الظروف الجوية القاسية، والتحليق لفترة زمنية طويلة تصل إلى 40 ساعة.
لكن مع دخول القوات المسلحة اليمنية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في قطاع غزة، تهاوت “إم كيو 9” في سماء اليمن، وألغت الهند صفقة كانت قد عقدتها مع الولايات المتحدة لشراء هذا النوع من الطائرات.
بدأ العمل على برنامج طائرات إم كيو 9 ريبر في العام 2001م من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، وبدأ التدريب عليها في العام 2007 وظل هذا السلاح حكرا على القوات الجوية والقوات الخاصة المعروفة بالـJSOC. تمارس واشنطن بواسطته أعمال التجسس وحرب الاغتيالات القذرة، فتحول العالم إلى ساحة مفتوحة للحرب، كانت إم كيو ناين بمثابة مطرقة تبحث دائما عن مسمار.
لاحقا أضيفت القوات الجوية للمملكة المتحدة وفرنسا وأسبانيا وإيطاليا، إلى قائمة المستخدمين لطائرات إم كيو ناين ريبر، ولم تخرج حتى الآن عن نطاق هذه الدول.
ووفقا لخدمة أبحاث الكونجرس تبلغ قيمة طائرة إم كيو ناين، 30 مليون دولار، وقد أنفقت الولايات المتحدة عليها الكثير من الأموال، وبلغ عدد مشتريات القوات الجوية الأمريكية من هذا النوع 366 طائرة، ومؤخرا انتقلت التجربة إلى القوات البحرية حيث تم تقديمها بحسب توصيف شركة جنرال أتوميكس باعتبارها حجر الزاوية في مفهوم الحملة الاستكشافية غير المأهولة لقوات مشاة البحرية، والتي تأخذ فرقة العمل الجوية-الأرضية البحرية التقليدية، وتتخلص من الكثير من معداتها الثقيلة السابقة.
يتم إرسال MQ-9 إلى العمل كقوة احتياطية أخف ولكنها شديدة الفتك، فهي تستغل شبكات جديدة وأسلحة جديدة بنفس جرأة مشاة البحرية القديمة”.
في العام 2018م كانت القوات البحرية الأمريكية تستخدم طائرتين MQ-9A Reapers بالإيجار من شركة جنرال أتوميكس، وفي العام 2021 تم شراء الطائرتين، واعتبر ذلك خطوة مهمة في تعزيز الأولويات البحرية. وقد قدمت البحرية الأمريكية طلبات لتطوير الطائرة في العام 2022م ضمن صفقة تضمنت 8 طائرات بقيمة 274 مليون دولار، وتضمنت التعديلات دمج الطائرة بأدوات تمنحها قدرة واسعة النطاق على الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع بعيدة المدى لقوة المشاة البحرية، وقدرة طيران لأكثر من ثلاثين ساعة،
وكلفت قيمة التعديلات منفردة 34 مليون دولار، فيما تم توقيع صفقة في العام المالي 2024م تضمنت شراء 5 طائرات بقيمة 190 مليون دولار، ليبلغ بذلك إجمالي طائرات إم كيو 9 التي اشترتها البحرية الأمريكية خلال الأعوام الثلاثة الماضية 15 طائرة.
كان من أهم التعديلات التي طرحتها القوات البحرية الأمريكية واستجابت لها شركة جنرال أتوميكس هي أن تتمتع بمرونة جديدة من خلال حجرة الحماية الذاتية، والتي تضيف اكتشافًا للتهديدات وإجراءات مضادة تمامًا مثل تلك الموجودة على متن طائرة مقاتلة من الجيل الرابع، حيث تستطيع Reaper استشعار التهديدات أرض-جو وإطلاق بالونات أو مشاعل لمحاكاة صاروخ قادم.

اليمن يحطم أسطورة MQ-9 وتعديلاتها

منذ أن بدأت القوات البحرية الأمريكية الحرب ضد اليمن بهدف حماية السفن الإسرائيلية، أعدت القوات الأمريكية طائرة MQ-9 Reaper لتكون رأس الحربة في العمليات العسكرية، للقيام بمهام تجسسية واستطلاعية لا يمكن القيام بها من خلال الأقمار الاصطناعية، لكن مالم يكن في الحسبان الأمريكي أن هذه المعركة ستكتب نهاية أسطورة الطائرات بدون طيار الفاخرة، وسيتحول إسقاط هذا النوع من الطائرات المزود بحماية ذاتية إلى تسلية لدى اليمنيين.
بشكل مهين للسلاح الأمريكي أسقطت القوات المسلحة اليمنية 15 طائرة MQ-9 Reaper منذ نوفمبر 2023، ليبلغ عدد طائرات ريبر التي تم إسقاطها في اليمن 19 طائرة، حيث سبق وتم إسقاط أربع من هذا النوع كانت تشارك بها واشنطن ضمن حرب التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على اليمن.
لم يعد الأمر مصادفة، ولم تألف الولايات المتحدة هذا الإسقاط لطائراتها؛ فطوال عمر البرنامج لم يتم الحديث سوى عن إسقاط، 3 في ليبيا وواحدة في العراق، وواحدة في البحر الأسود تم اتهام روسيا بإسقاطها بينما رفضت روسيا الاتهام.

اليمن يثبت تفوقه العسكري

وفي الـ26 من فبراير الماضي أثبت تحليل نشره المجلس الأطلسي للدراسات أن القوات المسلحة اليمنية نجحت في فرض خسائر فادحة على أسطول الطائرات الأمريكية بدون طيار كما أثبتت قدرتها على إضعاف التفوق القتالي للولايات المتحدة.
وجاء في التحليل الذي كتبه ليوناردو جاكوبو ماريا مازوكو بعنوان “كيف تخدم هجمات “الحوثيين” على طائرات MQ-9 Reaper الأميركية أجندة إقليمية أوسع. وأوضح التقرير أنه بالنسبة للـ”حوثيين” فإن فرض خسائر فادحة على أسطول الطائرات بدون طيار الأمريكية يخدم أهدافًا تكتيكية واستراتيجية ورمزية على المستويين المحلي والإقليمي. فالضربات ضد طائرات MQ-9 Reaper بدون طيار تعمل على إضعاف أنظمة الاستخبارات والاستهداف الأمريكية، وتساعد “الحوثيين” في تعزيز الدعم المحلي والإقليمي.
وأضاف التقرير أنه ونظرا للفوائد التي لا يزال “الحوثيين” يتمتعون بها من إسقاط هذه الطائرات بدون طيار، فإن الولايات المتحدة تحتاج إلى تعديل استراتيجيتها لنشر الطائرات بدون طيار لضمان أن تكون طائرات MQ-9 Reapers أقل عرضة لهجمات اليمنيين.
وأكد أن تكثيف وتيرة العمليات ومعدل النجاح المتزايد لهجمات الجيش اليمني على الطائرات بدون طيار الأمريكية أمر غير مسبوق، ما يُظهر تحسن مهارات اليمنيين في التصويب وتوسيع قدراتهم الهجومية.

أمريكا في المأزق

في أواخر فبراير الماضي نقلت شبكة “فوكس نيوز” عن قادة عسكريين أميركيين، أن الجيش اليمني اعترض طائرة من طراز “F-16” كانت تحلّق على علو مرتفع، بالتزامن مع إطلاق صاروخ على مسيرة أمريكية نوع ” إم كيو ناين” الأمر الذي يعتبر تطورا مقلقا بالنسبة إلى الولايات المتحدة، وهو يمثّل تهديداً لقواتها ولحلفائها في المنطقة. مؤكدين أن إطلاق “الحوثيين” هذه الصواريخ تصعيد كبير في المواجهة العسكرية. وبحسب فوكس نيوز فإن هناك مناقشات حاليا على أعلى المستويات في الجيش الأمريكي بشأن ما أسمته القناة أفضل السبل لمواجهة “الحوثيين”.
معاودة الولايات المتحدة إرسال هذا النوع من الطائرات بعد تعهدها بمراجعة سياستها يؤكد أن واشنطن لا تملك أي بدائل أخرى عن الطائرة، وبالتالي فإعادة إرسالها وتمكن الجيش اليمني من إسقاطها خير دليل على التفوق التكنولوجي اليمني مقابل العجز الأمريكي في التغلب عليه.

المصدر : موقع أنصار الله

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com