الجهود العربية للسلام مع الكيان المؤقت

يمني برس- بقلم- صفاء السلطان

تنعقد القمة العربية في ظل ظروف ومنعطف خطير تمر به هذه الأمة وفي ظل استهداف مستمر من قبل كيان العدو الإسرائيلي لغزة والضفة الغربية، يكاد العدو الإسرائيلي أن ينقض كل معاهدة وكل اتفاق غير آبه باجتماعات وقمم العرب التي لا ترتقي بياناتها إلى البيانات المدرسية المنددة بالانتهاكات الصهيونية المستمرة بحق فلسطين ولبنان وبحق الأمة كلها.

انعقدت القمة وكلٍ بما لديهم فرحون ويضنون بذلك أنهم يقدمون انجازات عظيمة لهذه الأمة؛  لكن في الحقيقة أن ما تم تقديمه هو بيانات للاستسلام لكيان العدو الإسرائيلي.

قمة كان الذل هو أكثر ما يخيم على أولئك الحكام الذين أجبروا أخيرا على إعادة بناء مادمره كيان العدو، ولعل اللافت في هذه القمة هي رسالة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط والتي كانت رسالة تنم عن تحملٍ للمسؤلية المفترضة من قبل جميع الحكام العرب، رسالة حملت في طياتها الكثير من الرسائل القوية التي تضع لكيان العدو خطوطاً حمراء يتوقف عندها،
وكان مما جاء في رسالته:
أن كيان العدو الصهيوني ومن ورائه أمريكا بعد أن خرجوا من غزة وهم يجرون أذيال الهزيمة و الخيبة لا ينبغي أن يحققوا أهدافهم بالسياسة
كما أكد رئيس المجلس السياسي على أن جهود السلام مع الكيان الصهيوني بداية بكامب ديفيد واوسلو ماهي إلا أوهاء وسراب،  وقد أثبتت الأيام والأحداث أن ما تم أخذه بالقوة فلن يستعاد إلا بالقوة وأن السبيل الوحيد الذي أثبت فاعليته هو الجهاد في سبيل الله ، كما أكد مهدي المشاط على:
أن فلسطين ليست قضية خاصة بالفلسطينيين فقط وإنما هي قضية مركزية لجميع العرب والمسلمين ولا يحق لأي أحد أن يتنازل عن أي شبرٍ منها،  وأكد في رسالته على الموقف الثابت والمستمر لليمن وللقوات المسلحة اليمنية لدعم القضية الفلسطينية ومساندة أي دولة تتعرض لأي عدوان من قبل العدو الصهيوني،ومما قاله في رسالته:
“في هذا السياق نؤكد على موقف اليمن الثابت والمبدئي والمتواصل بأعلى سقف ممكن وبتكامل شعبي ورسمي لمساندة إخواننا في غزة، ولبنان، بكل ما نستطيع، في أي جولة قادمة من جولات الصراع وامتداد موقفنا هذا ليشمل كل دولة وبلد عربي مستهدف من هذا الكيان الغاصب”
كما أكد في رسالته أن الخيار الصحيح هو خيار الجهاد والمقاومة كما دعا إلى توسيع التضامن العربي وتعزيز الدفاع العربي المشترك  والإسناد لكل الدول المستهدفة وإيقاف التطبيع مع كيان العدو الصهيوني وسحب الاعتراف به  وطرد سفراءه من الدول العربية وتفعيل المقاطعة وقطع أهم مصدر لمصادر الطاقة كـ البترول كون الدول العربية ولاسيما الخليجية الممول الأكبر لكيان العدو.
كما دعا المشاط إلى مواجهة العدو الإسرائيلي والتحرك الفعلي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي من بعض القرى اللبنانية.

رسالة قوية تمنينا أنها صدرت بموقف موحد من قبل كل حكام العرب المجتمعين في قمتهم التي لم يعد العدو الإسرائيلي يعطيها أي أهمية لأنه يعي تماماً أنهم أصبحوا في قبضة يده يحركهم كيف شاء ومتى يشاء،  وإن من أوضح الواضحات على الفشل المسبق لقمتهم أن العدو يستمر في خروقاته واستباحته وقتله للفلسطينيين وعدم انسحابه من بعض القرى اللبنانية.

يستمر العرب في ذلتهم ، ويستمر العدو في استباحته وغطرسته، وبين ذا وذاك يستمر اليمن في تصدير أعظم المواقف المشرفة التي صدرها في معركة طوفان الأقصى ويصدرها اليوم من خلال رسالة رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، وفي بيان القوات المسلحة اليوم والذي أكد على جهوزية اليمن بالإسناد المستمر لفلسطين ولأي دولة يتمادى العدو الصهيوني في استهدافها.