فضل شهر رمضان وخطورة التفريط فيه
فضل شهر رمضان وخطورة التفريط فيه
يمني برس- بقلم- أم المختار مهدي
من رحمة الله الواسعة بعباده أن فتح لهم المجالات الكثيرة والواسعة لمضاعفة الأجر والتخلص من الذنوب والمعاصي، وأهم ما تتجسد فيه هذه الرحمة الإلهية العظيمة بنا هو :”شهر رمضان المبارك”؛ لما جعل الله تعالى فيه من الأجر الكبير والمضاعف على الأعمال الصالحة أو الأقوال الحسنة أو الأذكار، فشهر رمضان المبارك يعتبر محطة تربوية إيمانية عظيمة نتزود منها كل القيم والمبادئ الإيمانية والأخلاقية، كما أنه فرصة لإصلاح ما مضى وما سيأتي من العمر.
ما يضفي على رمضان حيويته وأهميته وقداسيته وعظمته هو : ما يلقيه السيد القائد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- من محاضرات يومية؛ للتذكير وللإفادة بما لا غناء للمؤمن عنه في مسيرة حياته، وما يحتاجه كل فرد مسلم في طريقه لرضوان الله تعالى، إما أخذ الدروس والعبر من القصص القرآني الذي يتحدث عنه السيد القائد، وإما معرفة ما يساعدنا في حياتنا للقيام بالأعمال التي ترضي الله تعالى، وتجنب كل ما فيه غضب الله تعالى وبالتالي شقاوتنا وخسارتنا في الدنيا والآخرة.
الكلام عن عظمة وفضل شهر رمضان المبارك يطول، وأنا هنا أحب أن أتحدث عن التفريط بهذه الفرصة والفضل الكبير، كثيرة هي أعمالنا السيئة وكبير هو تفريطنا بما يترأف به الله تعالى علينا من المحطات المتكررة على مدار العام والشهر والأسبوع وحتى اليوم.
شهر رمضان المبارك له فضل عظيم فيه تصحيح لكل أخطاء الإنسان، ومحو لكل سيئاته إذا صامه حق صيامه وقامه حق قيامه، وبقدر بفضله وعظم الأجر فيه تكون المؤاخذة من الله تعالى لمن فرط فيه، من يراه كغيره من الشهور لا يقيم لفضله وزنًا، أو من يتقرب بالسنن فيه وبعض الواجبات ويخل بفرائض الدين الكبرى كالجهاد والإنفاق فيتجسد فيه قول الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- :(رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والضمأ وليس له من قيامه إلا التعب والعناء)، ما أحقره من إنسان ! قبل أن تكون فيه قلة دين هي قلة عقل في البداية؛ لأنه يتنازل للشيطان عن جنة عرضها السموات والأرض ويشتري منه عذاب دائم مستمر.
التفريط هو حالة خطيرة على الإنسان، يؤثر على نفسيته وعلى طهارة قلبه وزكاء نفسه، يترتب عليه أمور كثيرة في الواقع العملي مثل : عدم تحمل المسؤولية وعدم الاهتمام بها، عدم الحرص على ما رضي الله تعالى أو البحث عنه، خسارة الفرص العظيمة وتضييع الأعمال الصالحة، وبهذا يخسر الإنسان أهم مكسب من شهر رمضان المبارك وهو :”رضوان الله”.
أي شيء في الدنيا يمكن أن يُتعوض أو يتبدل إلا الوقت الذي اضعته فيما لا يفيد، احرص على بناء دار الآخرة؛ لأن فيه مستقبلك الأبدي إما جنة خالداً فيها أبدا، وإما جهنم خالداً فيها أبدا، لا غنى لنا عن رحمة الله تعالى وها هي أيام الرحمة قد انقضت، ستقبل علينا أيام المغفرة التي نحن دائمًا بحاجة إليها، لنستغل الشهر ونغتنم فيه اللحظات ونبتعد عن التقصير أو التفريط فربما لن نشهده بعد عامنا هذا.