المنبر الاعلامي الحر

محاضرات السيد القائد الرمضانية.. زاد الإيمان وسلاح الوعي

محاضرات السيد القائد الرمضانية.. زاد الإيمان وسلاح الوعي

يمني برس ـ بقلم ـ شاهر أحمد عمير

تمثل المحاضرات الرمضانية التي يلقيها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حفظه الله، محطة إيمانية متجددة، تمد الأُمَّــة بطاقة روحية وفكرية تعزز وعيها وترسخ ثباتها في مواجهة التحديات. فهي ليست مُجَـرّد خطب دينية تقليدية، بل مشروع قرآني متكامل يسهم في بناء الإنسان الواعي المدرك لحقيقة الصراع بين الحق والباطل، ويمنحه البصيرة أمام ما تواجهه الأُمَّــة من مؤامرات تستهدف عقيدتها وهويتها واستقلالها.

في شهر رمضان المبارك، حَيثُ تسمو الأرواح وتتجدد العزائم، تأتي هذه المحاضرات كمنهل صافٍ يستقي منه المسلمون أسمى المعاني الإيمانية التي تعزز صلتهم بالله وتقوي إرادتهم على طريق الجهاد والثبات. كُـلّ كلمة فيها تنطلق من القرآن الكريم وتستلهم من تعاليمه النقية ما يرسخ العقيدة الصحيحة في النفوس، ويحصنها من التضليل الفكري والإعلامي الذي تمارسه قوى الاستكبار العالمي. ما يميزها أنها لا تقتصر على الجوانب العبادية، بل تتناول مختلف قضايا الحياة، فتسلط الضوء على الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية برؤية قرآنية واعية، مما يجعل المستمع أكثر قدرة على فهم الواقع وتحليله بأُسلُـوب علمي مبني على البصيرة، فلا يكون عرضة للدعايات الكاذبة والتضليل الإعلامي الذي يسعى إلى زعزعة ثقة الشعوب بقضاياها العادلة.

في ظل العدوان الذي يستهدف اليمن وشعبه، تأتي هذه المحاضرات كمصدر قوة معنوية تعزز الثبات والصمود، إذ تذكر المجاهدين بأن الثبات على المبادئ هو السبيل للنصر، وأن التوكل على الله هو السلاح الأقوى في مواجهة الطغيان والاستكبار. ومن خلال الاستدلال بالآيات القرآنية، يؤكّـد السيد القائد أن الشعوب الصابرة المجاهدة هي التي تصنع مستقبلها بعيدًا عن الإملاءات الخارجية، وتكتب تاريخها بإرادتها الحرة، مهما حاول الأعداء كسر عزيمتها.

هذه المحاضرات ليست مُجَـرّد دروس دينية، بل هي مدرسة متكاملة لبناء الإنسان القرآني، الإنسان الذي لا يتأثر بالحرب النفسية التي يشنها الأعداء، ولا ينخدع بالشعارات الزائفة التي يروجونها. فمن خلالها، يتعلم المستمع كيف يكون ثابتًا في مواجهة الفتن، وكيف يتحلى بالبصيرة التي تجعله مدركًا لحقيقة المعركة التي تستهدف وعي الأُمَّــة قبل أي شيء آخر. كما أنها تسهم في تنمية الوعي الجمعي، فتجعل المجتمع أكثر تماسكًا واستعدادًا لتحمل مسؤولياته في الدفاع عن قيمه ومبادئه وهويته الإيمانية.

رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، وفيه تتجلى معاني العزة والقوة التي يؤكّـد عليها السيد القائد، حَيثُ يحث على استغلال هذا الشهر في تزكية النفس وتعزيز الإرادَة والاستعداد لمواجهة أي تحديات قادمة. فالأعداء لا يشنون الحروب العسكرية فقط، بل يسعون إلى شن حروب فكرية وثقافية تستهدف وعي الأجيال، ولذلك فَــإنَّ التحصين بالوعي هو الخطوة الأولى لمواجهة هذا الخطر. وهذه المحاضرات تقدم هذا التحصين، إذ تعيد توجيه الأُمَّــة نحو طريق العزة والاستقلال والتحرّر من التبعية.

اللافت في هذه المحاضرات أنها ليست مُجَـرّد توجيهات موسمية، بل هي مشروع متكامل لإحياء الروح الإيمانية والثورية في الأُمَّــة، مشروع يعيد إليها ثقتها بنفسها، ويرسخ في نفوس أبنائها القناعة بأن التمسك بالمنهج القرآني هو السبيل الوحيد لاستعادة مجدها وحريتها. فهي تجعل المستمع أكثر ارتباطا بقضايا أمته وأكثر استعدادا لبذل الجهود في سبيل نصرة الحق؛ لأَنَّها تؤصل لمفهوم أن الجهاد لا يقتصر على المواجهة العسكرية، بل يشمل كُـلّ صور النضال في سبيل إعلاء كلمة الحق ومقارعة الباطل.

إن الأُمَّــة الإسلامية اليوم بحاجة ماسة إلى هذه المحاضرات التي تعيد توجيه البوصلة نحو القضايا المصيرية، وتمنح الشعوب مناعة فكرية وإيمانية تحصنها من حملات التضليل التي تهدف إلى تفكيكها وإضعافها. وفي ظل التحديات التي تواجهها المنطقة، تزداد أهميّة هذه المحاضرات كعامل أَسَاسي في بناء وعي الأُمَّــة، القادر على مواجهة المؤامرات والتصدي لمخطّطات الأعداء. فالمعركة اليوم ليست فقط معركة سلاح، بل هي معركة وعي في المقام الأول، ومن يمتلك الوعي يمتلك القدرة على حسم المعركة لصالحه، مهما كانت الظروف.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com