أفحكم أمريكا تبغون؟!
أفحكم أمريكا تبغون؟!
يمني برس- بقلم- صفوة الله الأهدل
ماذا حل بكم أيها العرب، حتى لم تقفوا مع إخوانكم العرب في فلسطين، أين هي عروبتكم؟ مالذي جرى لإسلامكم حتى تخلّيتم عن إخوانكم المسلمين في أرض إسلامية تحتضن مُقدّس من مُقدّساتكم، أين إيمانكم بهذا الدين؟ لماذا أصبحتم هكذا ساكتين أمام مايحدث في فلسطين وغزة، بل مالذي حصل لكم حتى أضحيتم هكذا تنصاعون لحكم أمريكا وأوامرها، وتبغون كل ما تريده، لماذا تعينوا عدوكم على قتل ومحاصرة أخوانكم في العروبة والدين، ماهو المسوغ لأفعالكم القبيحة هذه، أهو الكفر البواح، أم النفاق والخوف بعينه على كرسي السلطة؟! إن السيف الذي يذبحون به أخوانكم الفلسطينيين سيطالكم يومًا ما، ويمتد إلى أن يصل إلى أعناقكم وينهي بذلك ملككم الزائل وحكمكم الذي تظنون بأفعالكم هذه بأنكم تحافظون عليه؛ وذلك عندما ينتهي دوركم، ويتحقق لهم مايريدوه في هذه الحرب:{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
أمريكا تحكم بأحقية اليهود بفلسطين، وأنتم طبّعتم وأعطيتم القدس لليهود كي تكون عاصمة لهم، أمريكا تريد وطن يحتضن اليهود يمتد من الفرات إلى النيل على حساب العرب والمسلمين وأنتم تعيننوا اليهود على تحقيق ذلك، أمريكا تسعى جاهدة لإنهاء الخطر الذي يهدد إسرائيل في المنطقة وأنتم تساعدون إسرائيل في القضاء على حركات المقاومة، أمريكا تمنح إسرائيل كل ما تريد وأنتم تحققون لإسرائيل كل ماتطلبه، لماذا أنتم أذلاء لهذه الدرجة، لماذا يكسوكم كل هذا الضعف؛ بينما دين الله قوي وعزيز يمنح من يملكه القوة والعزة، لماذا أنتم مهانين خانعين؟ بينما كان العرب أهل النخوة والنجدة، لماذا تتخافتون هكذا وتسارعون لتنكّر لدينكم وعروبتكم وأمتكم؟ ألم يكن هناك مثل في قاموسكم ترددونه على ألسنتكم: “أنا عدو ابن عمي وعدو من يعاديه”! أين أصبح الآن من واقعكم؟ أليس في دستوركم آيات تتلونها في صلاتكم ومنتدياتكم ومنابركم: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} و:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}! أين ذهب أمام مايحدث اليوم؟
أمريكا دعمت إسرائيل على شن العدوان على غزة وأمدتها بالسلاح والغطاء السياسي والأنظمة العربية ساعدت إسرائيل على إبادة أهالي غزة، ومن ثم قامت أمريكا بخطوة إجرامية مايسمى بخطة التهجير لسكان القطاع بقصد تهويد فلسطين بمشاركة الأنظمة العربية، والآن بالتضييق والخناق ومنع وصول المساعدات الإنسانية لمن بقي على قيد شبه الحياة من المواطنين بسكوت من الأنظمة العربية، ما أقل حياؤهم وما أصلف وجههم يجاهرون بأفعالهم القبيحة؛ بل ويتبجحون بها أمام مرأى ومسمع من العالم، أنا لا أعلم ممَّ خلقوا، وممَّ عجنت طينتهم حتى فعلوا كل هذا دون أيّ خجل أو حياء، هؤلاء لم يؤمنوا بالله ولا بالنبي ولا بما أُنزل عليه مثقال ذرة كما حكى الله عن أجدادهم السابقين: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}؛ بل لم يؤمنوا بالله بأفواههم حتى يدخل الإيمان إلى قلوبهم، أيضًا تجردوا عن كل القيم والمبادئ العربية التي كان عليها العرب سابقًا في الجاهلية الأولى.