مخاطرُ ستارلينك.. ولِــمَ اليمنُ أولًا؟
مخاطرُ ستارلينك.. ولِــمَ اليمنُ أولًا؟
يمني برس ـ بقلم ـ طارق العبسي*
تشكِّلُ شبكةُ ستارلينك تهديدًا لسيادة الدول وخصوصية البيانات، حَيثُ تعتمدُ على أقمار صناعية مملوكة لشركة سبيس إكس؛ ما يمنحها سيطرة عالمية على خدمات الإنترنت. هذا يثير مخاوفَ بشأن الهيمنة التكنولوجية؛ إذ قد تفقِدُ الدولَ السيطرة على بنيتها التحتية الرقمية؛ مما يجعلها عُرضةً للتجسس أَو قطع الخدمة في أوقات الأزمات.
بالإضافة إلى ذلك، تُنقَلُ البيانات عبر الأقمار الصناعية التابعة للشركة؛ مما يزيد من خطر المراقبة غير المصرَّح بها وانتهاك خصوصية المستخدمين.
وفي غياب قوانين صارمة، قد تستخدم هذه الشبكة كأدَاة للتدخل الأجنبي؛ مما يهدّد الأمنَ القومي والسيادة الرقمية للدول.
شاهدنا وسمعنا تقاريرَ رسمية وغير رسمية تؤكّـد استعمالَ خدمات ستارلينك في الجانب العسكري في أوكرانيا وتشغيل خدمات عسكرية؛ مما يعكسُ حقيقةَ توافر هذه البنية التحتية في أي بلد.
اعتمدت بلدانٌ عديدة مثل روسيا والصين على بنيتها التقنية، وحظرت أَو قيدت الوصول إلى خدمات ستارلينك؛ كونها تشكِّل خطرًا دائمًا على الأمن القومي لأي بلد.
إضافة إلى ذلك، هناك قدرة معلوماتية وتقنية لدى بلدان مثل الصين وروسيا على “تشويش” أَو إيقاف خدمات ستارلينك في بلدانها، وهذه التقنيات غالية وعملها محدود في نطاقات وبلدان متقدمة، أما البلدان التي لا تملك مثلَ هذه الخدمات فلا حَـلَّ لها سواء حظر مثل هذه التقنيات؛ حفاظًا على سيادتها وأمنها القومي.
ما يثيرُ الفُضُولَ في ذلك هو اختيار شركة سبيس إكس اليمنَ كأول دولة في الشرق الأوسط تقوم بتشغيل هذه الخدمات، والأكثرُ غرابة لا يمكن أن تشكل اليمن رقمًا مهمًّا في تشغيل خدمات ستارلينك نتيجةَ ضعف القوة الشرائية وبما لا يدع مجالًا للشك أن غرضَ توافر مثل هذه الخدمات لا محالةَ خبيثٌ وغيرُ سوي.
أما “خصوصية البيانات” فليس هناك التزام من قبل شركة سبيس إكس حول هذا الموضوع.
حتى إن كان هنالك التزامٌ بعدم كشف بيانات المستخدِمين وبيعها فَــإنَّنا لم نعد نثقُ بتلك الوعود، حَيثُ وقد رأينا وسبقتها قصصٌ وتجاربُ لشركات رقمية أمريكية؛ فمثلًا فضيحة “أنالتيكا” مع شركة “فيسبوك” وضّحت كيف يمكن استخدامُ بيانات المستخدِمين وبيعها لأطراف خارجية ولأغراض عديدة.
وحتى إن التزمت شركة سبيس إكس بعدم الكشف عن بيانات مستخدميها فهناك قوانين ومصوغاتٌ أمريكية تحت بند وقانون مكافحة الإرهاب بالكشف عن أية معلومات تريدها من أية شركة أمريكية، سواءٌ أكانت الشركة وطنيةً خالصةً أَو شركةً متعددةَ الجنسيات.
* خبير أمن سيبراني