المنبر الاعلامي الحر

يوم الفرقان !!

يوم الفرقان !!

يمني برس- بقلم العلامة- الحسين السراجي

غزوة بدر الكبرى التي شكل انتصار المسلمين فيها فاتحة الانتصارات في شهر رمضان ؛ شهر الفتوحات والانتصارات والخيرات والتمكين .
ما في رمضان من القيم الإيمانية والمعاني السامية من شأنه أن يضيف للمسلمين صبراً لا ينقطع وعزيمة لا تنفد وإقداماً لا حدود له وما إن تذكر الأحداث المهمة في تاريخ المسلمين والتي حدثت في رمضان بالذات ؛ فإن أول ما يستحضره المسلم غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون بقيادة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على جحافل الكفر وصناديد الباطل يومها .
وقعت غزوة بدر صبيحة يوم الاثنين 17 رمضان 2هـ – صادف اليوم والتأريخ – وكان موقعها أرض بدر ، وهي محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة المكرمة ، وكانت تمثل سوقاً من أسواق العرب المشهورة ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء .

أصبحت شوكة المسلمين قوية ، وأصبحوا مرهوبين بين قبائل الجزيرة العربية كلها ، وتعزَّزت مكانة الرَّسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المدينة ، وارتفع نجم الإسلام فيها ، ولم يعد المتشكِّكون في الدَّعوة الجديدة ، والمشركون في المدينة يتجرَّؤون على إظهار كفرهم ، وعداوتهم للإسلام ؛ لذا ظهر النِّفاق ، والمكر ، والخداع ، فأعلنوا إسلامهم ظاهرًا أمام النَّبيِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه .
التأريخ يعيد نفسه في كل عصر ومكان فما عاناه النبي نعانيه نحن وما تعرض له من خيانات ومكر المنافقين نتعرض له وطاغوت الكفر يعمل بنفس الوتيرة ونحن نواجهه بنفس العزيمة .
غزوة بدر ورغم صغر حجمها لكنها معركة فاصلة في تاريخ الإسلام ، ولذلك سماها الله عز وجل يوم الفرقان { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ ٱلْفُرْقَانِ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } الأنفال 41 ، ففرق بها سبحانه بين الحق والباطل ؛ فأعلى فيها كلمة الإيمان على كلمة الباطل ، وأظهر دينه ، ونصر نبيه وحزبه وأذل الشرك وقادته ولذا فإن لـ يوم بدر مكانة عظيمة في القلوب والتأريخ .
هذا اليوم لازالت له تجلياته فيما ينبغي أن يكون عليه سلوك المسلمين ؛ فليست بدر معركة حربية حدثت فيها مكاسب وخسائر على كافة المستويات ، وإنما فيها قيم هي سبب كل نصر مهما تغيرت ملابسات المعارك وأزمانها ، وفيها مفاتيح ينبغي أن نمتلكها حتى نستطيع أن نفك المغاليق ﴿ وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ ﴾ الأنفال 26 .

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com