على نفسها جنت واشنطن
على نفسها جنت واشنطن
يمني برس- بقلم- صفاء السلطان
منذ بداية معركة طوفان الأقصى وتزامنا مع معركة الإسناد أعلنت اليمن موقفها الصريح والواضح بأنها قيادة وحكومة وشعبا مع شعب فلسطين المستضعف المظلوم، فبدأت القوات المسلحة اليمنية خطواتها التصعيدية بداية باستهداف السفن الإسرائيليو التي تمر عبر مضيق باب المندب وخليج عدن ثم تصاعدت العمليات بخطواتها التصعيدية الخمسة لتشمل أخيرا السفن الإسرائيلية والإمريكية والبريطانية التي تمر حتى في البحر الأبيض المتوسط، فرضت حينها اليمن معادلة جديدة من الضغط على العدو الإسرائيلي وحاصرته في اقتصاده حتى رضخ لكل مطالب الشعب الفلسطيني بفك قيود الأسرى والمعتقلين في سجون الكيان الإسرائيلي، تلك جولة قد خلت بمافيها من تضحيات جسام وانتصارات عظام ، اليوم وبعد محاولة العدو الإسرائيلي لنقض الاتفاق كما هي عادته التاريخية وانتهاجه لنهج سياسة التجويع والحصار وقتل الشعبين الفلسطيني واللبناني ، لم يكن لدى شعب الأنصار بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله إلا أن يعاودوا الجولة ويعودوا لمسار الإسناد بفرض الحصار مجددًا على كيان العدو الاسرائيلي الأمر الذي أضر بمصالحهم وأوجع نظام الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا فأخرجها من وكرها متعربدة متجبرة تضرب هذه المحافظة وتلك، وتستهدف تلك الأسرة وذاك المبنى غير آبهة بالكثافة السكانية مما أدى لارتقاء عشرات الشهداء وجرح الآخرين في خطوة تصعيدية ضمن المسلسل الإجرامي لأئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وكالعادة فقد وجه السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله باستهداف البارجات والسفن الأمريكية تحت القاعدة القرآنية ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).
فليس من العدالة ولا من الإنصاف أن يقف الشعب اليمني وهو من عُرف عنه الشهامة والرجولة متفرجاً أمام العربدة الأمريكية الظالمة،
ذلك الشعب الذي عُرف تاريخيًا ببسالته وجهاده الطويل ضد الباطل وقادته ولعل أهم مواقفهم العظيمة ذلك الموقف بين يدي رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله في غزوة بدر الكبرى التي نعيش في هذه الأيام ذكراها العظيمة فقد روي أن رسول الله قد استشار الأنصار في أمر غزوة بدر فلم يكونوا حينها من المتخاذلين أو الهاربين أو من المحايدين ، بل كانوا بين يدي رسول الله مجاهدين أشداء على الكفار رحماء بينهم، فما كان جواب الأنصار رضوان الله عليهم إلا أن قالوا : “يارسول الله إنّا لصبُرٌ عند الحرب صدقٌ عند اللقاء يا رسول الله إنا لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون” .
وكان جواب سعد بن معاذ زعيم الأوس لرسول الله صلَّ الله عليه وآله في نفس الغزوة:
امض يا رسول الله لما أردت ونحن معك، لو خضت عرض البحر خضناه معك ما تخلّف منا أحد، ولعل الله يريك منا ما تقرّ به عينك، فسِر على بركة الله».
وهاهو سيد الأنصار من جديد يقاتل أئمة الكفر وجنود إبليس الذين يجوبون الأرض بظلمهم وطغيانهم دون أن يوقفهم أحد ولا يجرؤ على صدهم أحد، إلا على يد سيد وقائد الأنصار الذي أوقف زعيم الإجرام الهالك والهرم المدعو ترامب عند حده وقال له : الجحيم لك أنت ياترامب، في صورة عظيمة تعكس حجم الإيمان والثقة العالية بالله وتعكس التقوى العظيمة التي يحققها شهر رمضان المبارك، وكما هو موقف الأنصار سابقًا بين يدي رسول الله صلَّ الله عليه وآله، هاهم يعيدون نفس المشهد ونفس الموقف العظيم بمساندتهم لقضايا الأمة ووقوفهم خلف قائدهم العزيز والشجاع الذي لايخاف في الله لومة لائم، هذا هو شعب الإيمان الذي لايرضخ ولا ينكسر مهما كانت التحديات ومهما كانت التضحيات كيف لا وهم من قال عنهم رسول الله: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” ولعل أعظم تجليات الإيمان هو الوقوف في وجه الطغاة والمعتدين والاستفادة من الأحداث التاريخية فقد استخلص اليمانيون عبر الزمن مايفيدهم في حاضرهم مستفيدين من الدروس والعبر من كل الأحداث التاريخية مجسدين لها في أرض الواقع بقيادة قرآنية حكيمة لاتخشَّ ولاترهب إلا الله، ولعل الانتصارات المحققه على البر والبحار من كسر للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية ماهو إلا دليل واضح على أن المعركة قد حُسمت بنصر جند الله النجباء على حزب الشيطان الأمريكي الرجيم فهذه وعود الله التي نثق بتحققها التي ذكرها في كتابه الكريم:
“وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”
والعاقبة للمتقين
ولا عدوان إلا على الظالمين.