ماذا حصل في غزوة بدر الكبرى؟
ماذا حصل في غزوة بدر الكبرى؟
يمني برس-بقلم-صفوة الله الأهدل
غزوة بدر الكبرى أول معركة في الإسلام خاضها رسول الله مع ثلة قليلة من المؤمنين؛ لمواجهة الكفر، والتصدي للطواغيت والمشركين الذين يتربصون بالإسلام والمسلمين الشر، كانت هذه الغزوة في شهر رمضان والتي سميت بيوم الفرقان؛ كونها فرقان بين الحق والباطل.
كان المشركون في قريش يستخدمون نفوذهم وقوتهم وتسلطهم على أبناء الجزيرة العربية؛ لمحاربة الإسلام وللقضاء على المسلمين، والصد عن سبيل الله إمعانًا لإطفاء نور الله، مما جعل حتمية المواجهة العسكرية معهم أمر ضروري لابد منه، لذا تحرك رسول الله ومن معه لمواجهة التهديدات والأخطار التي تضر بالإسلام والمسلمين وتقضي عليهما، فكان يبعث مجموعة من الصحابة للرصد والمراقبة لتحركات قريش بما يسمى الآن عناصر الاستخبارات، فصابت أعين الصحابة على قافلة قريش العائدة من الشام والتي كان يقودها قائد المشركين أبو سفيان مع مجموعة، ولما بلغ رسول الله خبر هذه القافلة أراد أن يضرب قريش اقتصاديًا؛ لأن استهدافها سيمثل ضربة كبيرة لهم كونهم يعتمدون على الجانب المادي في المواجهة العسكرية، ويوجه أيضًا لهم رسالة قوية تضرب نفوسهم وتضعفهم كيانهم كون أبو سفيان على رأس هذه القافلة، إلّا أن إرادة الله ومشيئته كانت أكبر من ذلك وأهم؛ أراد أن تدور معركة بين الطرفين ليحق الحق بكلماته ويقطع دابر المشركين كما حكى سبحانه في كتابه الكريم: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}.
سلك أبو سفيان طريقًا آخر ونجت القافلة، ولكن مشركي قريش وصناديدهم خرجوا بخيلهم ورجالهم وأموالهم يريدون الحرب والاصتدام مع رسول الله على رأسهم أبو جهل، التحم الجيشين، و انتهت المعركة بهزيمة قريش رغم الفارق الكبير بين عددهم وعدّتهم مقابل جيش المسلمين؛ قتل صناديدهم وزعمائهم على رأسهم أبو جهل وعتبة وشيبة والوليد بن عتبة، وأُسر العشرات منهم، خسروا أموالهم، ذهبت سمعتهم بين القبائل، ضاعت هيبتهم، كسرت شوكتهم، وقطع الله دابرهم؛ وبل وفتح بذلك الباب للقبائل العربية المجاورة للدخول في هذا الدين الإسلامي العظيم.
قدّم لنا القرآن هذه الأحداث؛ لتكون دروس تعليمية تستقي منها الأمة في كل عصر إلى يوم القيامة وليس في سنة محددة، لأنه لم يتحدّث عن مكة وقريش؛ بل تحدث عن إيمان وكفر، مؤمنين وكافرين، أنصار لله وأنصار للباطل، من ضمن هذه الدروس: أهمية الثقة بالله والتوكل عليه، تطهير الأرض من الفساد قضية تقع على عاتق المؤمنين وذلك لتحقيق العبودية لله وأقامة للعدل، وأن على الأمة الإسلامية أن تكون أمة مستقلة لاتنتظر المساعدة من دول الكفار أو الدول العظمى، وأن نهاية الطواغيت والمجرمين ستكون مخزية ومذلة.