المنبر الاعلامي الحر

محراب القلوب

محراب القلوب

يمني برس- بقلم- خلود همدان

ياويل من أبكى السماء بضربةٍ
كسرت ضلوع الدين والإسلام
أضحت سرائِرُ أرضنا علنيةً
والجرمُ أضحى حافي الأقدام

من أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماؤها، ومن أعظم من ذلك الفارس المغوار بطل بدر والخندق والأحزاب، ليث الله الغالب وعذابه الواصب على أعداء الله ورسوله في ليلة من ليالي شهر الله المقدس فُتِحت أبواب السماوات السبع والملائكة على الأرض تتهيأ لترتقي بروح هارون من موسى إلى الله سبحانه وتعالى وفي لحظات فارقةً مؤلمه يُغادر أمير المؤمنين الدنيا تكاد البسيطة أن تميد بسكانها تنعي الأرض السماء لقد رحل أمان الأمة ونموذج الإسلام العظيم استشرى الظلام الحالك وتدّلهمُ المصائب والمحن وينهال الشقى على ظهر الدين والقرآن غُمد سيف الله الحسام المسلول واعتلى على أكتاف أمة محمد سلاطين الظلال وطغيان بني أمية جثموا على صدرها ويجرعوها شراب النفاق.

أشقى الأشقياء قتل أتقى الأتقياء وبسيف أشر الورى ضُرب خير الورى وبأيدي تحسب على الدين والملة قضى مولاي الإمام علي نحبه في وسط محرابه وفي عاصمة دولته هل كان هذا يعقل ومالذي أوصل الأمة إلى هذا المستوى من الفجور والطغيان؟! نعم إنه الانحراف الذي جعل الناس يحاربون أعلام الهدى ورموز الملة السوية والنهج المحمدي الأصيل لم تكن هذه الفاجعة وليدة اللحظه ولا فلتة حصلت في ذلك الزمان إنما نتاج طبيعي امتد من بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن ذلك اليوم الذي أقصي فيه الإمام علي عليه السلام.

فكل مُصاب نال آل محمدً
فليس سوى يوم السقيفة جالِبُه

لنرى الساحة الإسلامية يحكمها أمثال معاوية ويزيد وغيرهم من طغاة بني أمية وتلتف الأمو حول من اتخذوا دين الله دغلا، وعباده خولا، وماله دولا، يحرفون الدين ويجردوه من مضمونة وجوهره العظيم الذي يصنع أمة واعية ذات أخلاق ومبادئ تسير بها نحو النجاة والسمو والرفعة والفلاح.

إن إحياء هذه الذكرى والفاجعة والمصيبة الكبرى ليس لمجرد ارتداء ثياب العزاء ولا لتعالي نحيب أصوات البُكاء إنما لاستلهام الدروس والعبر وعدم ارتكاب الذنب القبيح الذي ارتكبته الأمة أنذآك ولفهم وإدراك خطورة المسألة في التفريط بأعلام الهدى والإنجرار نحو رايآت النفاق ورموز الظلالة والفتن والتخلي عن القيادة الربانية ومحاربتها هذا فعلاً ماجلب لأمتنا الخسارة والذل من ذلك الزمن وإلى اليوم.

سيبقى الأمام علي عليه السلام مشكاة تنير في سماء العزة والعنفوان وسيبقى مدرسة الصبر والزهد والورع نستوحي منه الدروس العملية في مسيرة الجهاد ومقارعة الظلم والظلال والمظلين وبسيفه” ذو الفقار “سنصدر أروع ملاحم الفداء والتضحية في سبيل خوض معركة الوعي والتحرر من الأفكار الظلامية التي صنعها بنو أمية وسنكون بإذن الله ضربة كبرى تمزق خيبر العصر إلى أشلاء وسيتلاشى كل من يقحم نفسه في محاربه أنصار وشيعة علي الذين حملوا رآيته واستشهدوا في دربه وكان عنوان تحركهم هو شعاره” أفي سلامة من ديني ” وإنا لله وإنا إليه راجعون عظم الله لأمتنا الأجر في المصاب الجلل وسلام الله الولي العلي على سيدنا ومولانا الإمام علي.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com