الأنظمة العربية بين وحل العمالة والنفاق
الأنظمة العربية بين وحل العمالة والنفاق
يمني برس بقلم- صفوة الله الأهدل
يتودد الأنظمة العربية لأمريكا وإسرائيل يقرّبوا لهما ثرواتهم وخيراتهم وبلدانهم مع شعوبهم قرابين بين يديهما، بل ويحققوا لهما وما يحلمان به إلى حقيقة ويجعلون من خيالهما واقعًا؛ محبةً لهم رغم أن الله نهاهم عن ذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَتُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ}، يُعينوهم على قتل وإبادة من بقي من إخوانهم العرب والمسلمين في غزة بشتى الوسائل؛ وكأنهم يعتذرون لهما عمَّ يقوم به محور المقاومة ضدهما، حقًا أنني أشفق عليهم كثيرًا فمهما فعلوا لهم فلن يرضوا عنهم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، ولن يقبلوا بهم بين أوساطهم:{هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}، بل قد لايعلمون أنه متى ما انتهوا من فلسطين فسيأتي الدور عليهم؛ ستُنتهك حرمتهم، وتُستباح دماءهم، وتُحتز رقابهم على عروشهم وفي ملكهم، ويُمزق اجساد أطفالهم، وتُقتل نسائهم، وتُستحل أرضهم؛ فالجزاء من جنس العمل.
حكام الأنظمة العربية كانوا يدّعون الإسلام فظهر نفاقهم: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ}، نسبوا أنفسهم للإيمان فبرز دجلهم: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} يخادعون بتمسّكهم بالقرآن الكريم فانكشف إعراضهم عنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، كذبوا باتباعهم للنبي فانفضح كفرهم به وبما جاء به: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}.
لن يفلح الأنظمة العربية بجرمهم الشنيع هذا، ومشاركتهم بحرب الإبادة التي تُشن على قطاع غزة، ولن ينجوا من عقاب الله: {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ}، لأن لله أمرهم بقتال من يقاتلوهم في دينهم ويخرجوهم من ديارهم: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}، بل ولن يرحمهم التاريخ؛ سيكتب ويُدوّن في صفحاته عن جبنهم وذلهم، نفاقهم واردتدادهم، قعودهم وتخاذلهم، عمالاتهم وخيانتهم، خنوعهم وجمودهم، وكل الخزي والعار الذي جلبوه لأنفسهم والذي سيظل يلاحقهم إلى يوم القيامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
مانفع الأعذار اليوم بعد أن ولّوا أمر هذه الأمة لأئمة الكفر، وباعوا أنفسهم لهم، وتسلطوا على شعوب أمتهم المسلمة المستضعفة وكأنهم ليسوا من أمة الإسلام وليست منهم؛ لم يتقوا لدينهم ولا لأنفسهم ولا لأمتهم شق عصا هذه الأمة، وجروها إلى فتنة ليس هناك أعظم منها في هذا الزمن، صدق الله القائل عنهم: {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا}.