المنبر الاعلامي الحر

‏يوم الفرقان في مواجهة الطغيان

‏يوم الفرقان في مواجهة الطغيان

يمني برس ـ بقلم ـ عدنان عبدالله الجنيد

بسبب الانحراف عن هدى الله وتعاليمه، غاب مفهوم يوم الفرقان عن وعي الأُمَّــة، وحلّت محلّه بدائلُ زائفة صنعتها دول الاستكبار العالمي، فأصبحت المسارح تمتلئ بالمتبرجات، وأقيمت فعاليات مثل “موسم الرياض”، و”مهرجان الكلاب العالمي”، ومسابقات عبثية مثل “ملكة الدجاج”، وغيرها من الاحتفالات التي تعكس ثقافة الاستكبار العالمي، مُبعدة الأُمَّــة عن معاني الجهاد والعزة الحقيقية.

نتيجة لهذا الانحراف، تعاظم طغيان قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها “الشيطان الأكبر” أمريكا ورئيسها الكافر ترامب، الذي تمادى في عدوانه على الشعب الفلسطيني، فتارةً يهدّد بإجلاء سكان غزة، وتارةً يدعم العدوّ الصهيوني في فرض حصار قاتل بعد أن فشل عسكريًّا، كما حاول التصالح مع روسيا لمواجهة الصين اقتصاديًّا؛ بهَدفِ إحكام السيطرة على غرب آسيا، ودعم الجماعات التكفيرية لتحقيق هذه الأهداف.

وأمام هذا الكفر والإرهاب والطغيان العالمي، لم تواجه الأُمَّــة الإسلامية هذا العدوان بردٍّ حقيقي، بل جاءت مواقفُ الجامعة العربية هزيلةً وعقيمة، مما شجّع ترامب على تمكين العدوّ الصهيوني من تشديد حصاره على الشعب الفلسطيني.

لكن من رحمة الله بهذه الأُمَّــة أن برز قائد فرقان العصر، سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- ليحذّر من استئناف الحصار البحري لمنع مرور السفن ذات العلاقة بالعدوّ الصهيوني، مهدّدًا بالتصعيد في حال استمرار إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية.

لم يتحمّل الكافر ترامب هذا التهديد، فلجأ إلى سياسة العربدة والغطرسة، وشنّ عدوانًا همجيًّا على شعب الإيمان والحكمة، ساعيًا إلى عسكرة البحر الأحمر لدعم العدوّ الصهيوني في إحكام حصاره على فلسطين.

وفي مواجهة هذا الطغيان، أعاد قائد الثورة إحياء مفهوم يوم الفرقان، مستلهمًا نهج النبي، فدعا شعب الإيمان والحكمة إلى الخروج وتجديد العهد مع رسول الله، تمامًا كما فعل أجدادهم الأنصار، معلنين المواجهة والتصعيد في وجه الاستكبار العالمي.

وهكذا، أصبح هذا اليوم فرقان العصر، إذ نقل الأُمَّــة من مرحلة الذل والخنوع إلى مرحلة القوة والعزة والهيبة، مكرّراً ما حقّقه يوم الفرقان الأول في زمن الرسول الأعظم.

وبالفعل، تحقّق النصر، وانكسر طغيان الاستكبار العالمي، وتلقت حاملات طائراتهم ضربات صاروخية موجعة من القوات المسلحة اليمنية، مما أجبرها على المغادرة، فذاق ترامب الهزيمة في البحر الأحمر، وسيلقى مصيره المحتوم، كما غرق فرعون في البحر.

 

أهميّة يوم الفرقان في غربلة النفوس:

حين اشتد طغيان المشركين على المسلمين في زمن النبي، جاءت التوجيهات الإلهية بالمواجهة، وكانت معركة بدر أولَ صدام بين الحق والباطل، وفي ذلك اليوم، انقسمت النفوس إلى فريقين:

1- فريق ازداد إيمانًا وثباتًا، فتمسّك بخط الجهاد في سبيل الله، وكان الأنصار في مقدّمتهم.

2- فريق جادل النبي رغم يقينه بأنه على الحق، كما وصفهم الله في قوله: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إلى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ} (الأنفال: 6).

واليوم، يعيد التاريخ نفسه؛ فقد تصاعد طغيان العصر، بقيادة الكافر ترامب، ضد الأُمَّــة الإسلامية والمستضعفين، فبرز قائد الثورة لمواجهته، وكما حدث في بدر، انقسمت الأُمَّــة إلى فريقين:

فريق جادل قائد الثورة وكلّ الأنظمة العربية في هذا المجال وفريق جدّد موقف الأنصار وهم أحفاد الأنصار.

وهكذا، يظل يوم الفرقان رمزًا خالدًا في مواجهة الطغيان، ومنهجًا للأُمَّـة في استعادة عزّتها وهيبتها أمام قوى الاستكبار العالمي.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com