صواريخ اليمن تُسقط القبة الحديدية وتُربك حسابات “إسرائيل”
صواريخ اليمن تُسقط القبة الحديدية وتُربك حسابات “إسرائيل”
يمني برس ـ بقلم ـ أمين زرعان
صواريخُ يمنية البأس كسرت هيبة “إسرائيل” وقبابها الحديديّة، قلبت الطاولة وخلعت القناع المزيف الذي يختبئ الكيان المؤقت خلفه. لم تكن تل أبيب تتوقع أن تصلها الصواريخ والمسيرات اليمنية، وأن تتهاوى أساطير دفاعاتها الجوية أمام دولة محاصرة لسنوات، لكنها اليوم تجد نفسها في مواجهة خصم لم يحسبه أحد، خصم حوّل معادلات القوة وأعاد رسم خرائط النفوذ في المنطقة.
فالحرب لم تعد مُجَـرّد اشتباك بين غزة والاحتلال، بل صارت معركةً إقليميةً تتخطى الجغرافيا التقليدية من البحر الأحمر إلى تل أبيب.. كابوس لا ينتهي فمن عمق صنعاء، وساحل الحديدة، تنطلقُ موجاتُ الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية لتكتب فصلًا جديدًا في تاريخ الصراع، فصلًا تتحطم فيه الغطرسة الإسرائيلية أمام إرادَة لا تعرف الاستسلام؛ فـ “إسرائيل” التي تتفاخر بتقنياتها العسكرية المتطورة وبقبّتها الحديدية، وقفت عاجزة أمام هجمات اليمنيين، والصواريخ التي وصلت إلى أهدافها كشفت عجز أنظمة الدفاع الجوي، وأكّـدت أن “القبة الحديدية” ليست أكثر من قشة في مواجهة التصعيد الحقيقي.
فما يحدث اليوم هو تحول استراتيجي في معادلة الردع بالمنطقة، وصواريخ اليمن ليست مُجَـرّد أدوات عسكرية، بل هي رسالة سياسية وعسكرية تؤكّـد أن “إسرائيل” لم تعد قادرة على حماية نفسها، وأن كُـلّ رهاناتها على تفوقها التكنولوجي والعسكري سقط تحت وابل النيران القادمة من صنعاء. فـ “إسرائيل” التي كانت تصول وتجول في المنطقة دون حساب، باتت اليوم في موقف الدفاع ومحاصرة بالرعب.. من اليمن.
فالسؤال الذي بات يطرح اليوم في تل أبيب: إلى متى ستصمد “إسرائيل”؟ هل بدأت رحلة سقوطها الحقيقية؟ ربما الإجَابَة لم تعد بعيدة، فكل صاروخ يمني يسقط فوق سماء الأراضي المحتلّة، ليس مُجَـرّد انفجار، بل هو ناقوس يُقرع، إيذانًا بمرحلة جديدة، حَيثُ لا مكان للغطرسة الصهيونية بعد اليوم.