تقاعس الانظمة العربية والإسلامية يشجع العدو الإسرائيلي على الإمعان في قتل الفلسطينيين
تقاعس الانظمة العربية والإسلامية يشجع العدو الإسرائيلي على الإمعان في قتل الفلسطينيين
صنعاء-يمني برس
لم يكن العدو الإسرائيلي ليجرؤ أن يرتكب كل هذا الأجرام الوحشي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم فلسطين لو أيقن أن الانظمة العربية والإسلامية لن تتخاذل وتتقاعس عن التحرك بشكل فعال ضد خطط التهجير والعدوان منذ السابع من أكتوبر الماضي.
كان سيكون هناك موقفا آخر للعدو لو أيقن أن الأنظمة العربية والإسلامية ستتخذ موقفا شبيها بموقف اليمن المساند لفلسطين، وبمستوى ما أعلن عنه قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي منذ اليوم الأول للعدوان على القطاع.
في هذا الإطار، يؤكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي مرارًا وتكرارًا على ثبات اليمن على موقفه المساند لغزّة وللشعب الفلسطيني.
وحذر قائد الثورة، العدو الإسرائيلي من أنه في حال نكث باتفاق وقف النار وعاد إلى التصعيد في غزة فإن اليمن سيعود إلى التصعيد؛ وهو ما حصل، كما قابل اليمن تصعيد الأمريكي أيضًا بالتصعيد.
وقال السيد عبد الملك الحوثي، في كلمة ألقاها في 26 يناير 2025 في ذكرى استشهاد شهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي: “نحن مستمرون في التحرك الشامل عسكريًّا وفي كلّ المجالات نصرة لفلسطين كما تحركنا على مدى 15 شهرًا تحركًا فعالًا ضدّ العدوّ الإسرائيلي”، مؤكدا استمرار الشعب اليمني في إسناده لغزة 15 شهرا في مختلف الظروف والأحوال من حرّ وبرد ومطر وفي الصوم ومع القصف ولم يتأثر بالحملات الدعائية المعادية.
ولاحقًا، قال السيد عبد الملك الحوثي في المحاضرة الرمضانية الـ 20 في 22 رمضان 1446هـ “نجد- مثلاً- في ظروفنا في هذا العصر، من الحق الواضح الجلي جدًّا هو: الحق في القضية الفلسطينية، شعب مظلوم، معتدىً عليه، أتى الأعداء اليهود الصهاينة ليحتلوا أرضه، ليغتصبوا ممتلكات هذا الشعب، ليقتلوا هذا الشعب في أرضه، في وطنه، في بلده، ليحتلوا، ويقتلوا، ويدمِّروا، وينهبوا، فالحق واضحٌ في هذه القضية مع الشعب الفلسطيني، ومظلوميته واضحةٌ تماماً، لكن لم يكن ذلك كافياً أن الحق في هذه المسألة واضحٌ تماماً، لم يكن ذلك كافياً”.
وقال:” لابدَّ من الجهاد في سبيل الله؛ لإحقاق هذا الحق، وتثبيت هذا الحق كحالة واقعة قائمة، والعمل بمقتضى هذا الحق؛ ليحصل أصحاب هذا الحق على حقهم، وليتثبَّت هذا الحق كحالة واقعة قائمة؛ لابدَّ من الجهاد، ليس هناك بديل آخر”.
وتابع قائلا: “المفاوضات ليست بديلاً، وثبت هذا، كم بقيت السلطة الفلسطينية تفاوض؟ عقوداً من الزمن، والنتيجة أين هي؟ الإسرائيلي صريحٌ وواضحٌ، وسنَّ قوانين بأنه لا يمكن أبداً السماح بإقامة دولة فلسطينية على أرض فلسطين، الموقف الأمريكي واضحٌ، وهو الذي على أساس أنه كان راعياً للسلام وللاتفاقيات، وهو ينقلب عليها”.
حرب الإبادة
ومع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش العدو الإسرائيلي النازي على القطاع ، ما زل الهوان والتخاذل العربي والإسلامي مستمرا، دون اتخاذ المواقف الشجاعة من قبل قادة الدول العربية والإسلامية، وهو ما شجع العدو على الامعان في قتل الفلسطينيين بدم بارد منذ بداية العدوان البربري على غزة كما كان امتداد احتلاله لفلسطين، وهو ما ينذر بنتائج وخيمة على الأمة العربية والإسلامية في الدنيا والآخرة.
يخطط العدو الإسرائيلي لعدوان واسع على قطاع غزة مع بدء جيش العدو عمليات توغل في محور “نتساريم” والمناطق الحدودية شمالي القطاع، وإعلانه حظر الانتقال لسكان غزة على شارع “صلاح الدين” في الاتجاهين، مع السماح بتحرك الفلسطينيين من شمال غزة إلى جنوبها عبر طريق البحر المعروف باسم شارع “الرشيد”، وهو الأمر الذي يذكّر بالأحداث التي شهدتها المنطقة مع بدء تقسيم القطاع، والتوغل البري، وإجبار الأهالي على النزوح جنوبا.
عاد الإرهاب الأمريكي والإسرائيلي إلى السطح مجددا، مع الحديث عن مخطط التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند لقائه مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، أمس الأحد إن فكرة نقل الفلسطينيين خارج غزة، “عملية للغاية” على حد زعمه.
بينما ذكرت وسائل إعلام العدو الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو وافقت على إنشاء هيئة لـ”إدارة الهجرة من غزة”.
وكان وزير مالية العدو بتسلئيل سموتريتش، أعلن في وقت سابق، عن إنشاء “إدارة للهجرة” تهدف إلى تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي بشأن قطاع غزة.
وكان ترامب اقترح تهجير المواطنين الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وتحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” تحت السيطرة الأمريكية، لكن الخطة لاقت معارضة دولية، ما دفعه إلى التراجع ، مؤكدا أن “لا أحد سيجبر على مغادرة غزة”، فيما قال مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف إن ترامب هدف من خلال هذا الطرح، الدفع بالدول المعنية إلى تقديم اقتراحات وخطط بشأن غزة.
وقدمت مصر خطة لإعادة إعمار غزة، لاقت موافقة من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، وقبولا أوروبيا.
ويواجه أكثر من 2,4 مليون فلسطيني كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يواصل العدو الإسرائيلي تنفيذ سياسة الإبادة والقتل اليومي بحق المدنيين، مستهدفا البشر والحجر والشجر دون أي رادع من المجتمع الدولي أو موقف عربي أو إسلامي قوي.
وتسأل الكثير من المراقبين عن حال الأمة العربية والإسلامية، وما بلغ بها من ذل وهوان إلى هذا الحد الذي لا تجد لها وزنا ولا قيمة ولا تأثيرا على المستوى الدولي، ولا تستطيع أمة المليارين أن تتخذ قرارا بالحرب ضد الكيان الصهيوني وتجعل منه عبرة لمن يعتبر.
كما أنه من المخزي أن الأمة العربية والإسلامية بكل مقدراتها الهائلة وثرواتها الطائلة لا تستطيع أن تضغط على الكيان الغاصب والمجتمع الدولي لإدخال الغذاء والدواء إلى قطاع غزة المنكوب والمدمر، والذي يعاني سكانه من أسوأ كارثة إنسانية ويتعرضون لأبشع الجرائم التي ليس لها مثيل في العالم.
وفي المقابل، يرى المتابع للشأن الفلسطيني واليمني بأم عينيه أن هذا الهوان والتخاذل العربي والإسلامي يقابله عزم وإصرار من قبل اليمن قيادة وشعبا على مناصرة ومساندة غزة تحت شعار ” لستم وحدكم” الذي أطلقه السيد القائد يحفظه الله.
وعلى الرغم من العدوان الأمريكي والبريطاني على اليمن والغارات الجوية التي استهدفت اليمن منذ 12 يناير 2024 وحتى اليوم، إلا أن اليمن ثابت على موقفه الإيماني والإنساني الصادق المساند لغزة.
فرض اليمن حصارا خانقا على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن والبحر المتوسط، كلفه الكثير اقتصاديا، كما استهدف اليمن العدو الإسرائيلي في تل أبيب “يافا” وحيفا وأم الرشراش وغيرها من المدن، بالصواريخ المجنحة والفرط صوتية والطيران المسير ولا يزال اليمن مستمرا في حصار واستهداف العدو حتى اليوم.
المصدر: وكالة سبأ