عروض أمريكا لأنصار الله كعروض قريش لرسول الله.. ما أشبه الليلة بالبارحة

يمني برس-بقلم-صفوة الله الأهدل

عندما يعجز العدو عن اخضاع عدوه بالقوة ،وإرغامه على ترك مايحمله من عقيدة وقيم ومبادئ، ويشعر بأنه يمثل خطرًا على وجوده، يلجأ إلى استخدام أساليب من نوع آخر، يجعله بها يتخلّى عنها بملىء إرادته وطوع نفسه؛ وذلك بتقديم عروض واغراءات كبيرة لم يتوقعها أو يحلم بها حتى.

عندما عجزت قريش عن ثني رسول الله-صلوات الله عليه وآله- عن نشر هذا الدين الإسلامي العظيم بعد أن استخدمت كل الوسائل ورأت أن ذلك لم يجد نفعًا؛ لجأت إلى تقديم عروض كبيرة واغراءات لرسول الله ظنًا منها أنها ستوقفه بها عمَّا أمره الله به وجعلت الوسيط بينهم عمه أبو طالب ليكون طرف ضغط لصالحهم، عرضت عليه الجاه والمال والسلطة، تمامًا كما تفعل أمريكا اليوم مع أنصار الله بعد أن حاربتهم بشتى الوسائل، شنت عليهم ستة حروب ظالمة، ومن ثم عدوان وحصار لازال قائمًا إلى اليوم، وحملات دعائية كاذبة عبر قنوات عربية وعبرية، ولفقت عليهم تهم باطلة أمام العالم كل هذا وأكثر؛ لإطفاء نور المسيرة القرآنية وإخماد لهذا المشروع العظيم الذي يستنهض أبناء الأمة الإسلامية ورأت أن ذلك لم ينفع معهم، بل زاد من قوتهم وتمكينهم في الأرض وتطوير قدراتهم العسكرية والتفاف الناس حولهم.

بدأت تحس بأن الخطر محدق بها وأنه قادم عليها لذا لجأت إلى تقديم عروض كبيرة لم يحلم بها أنصار الله كما قال أحد الوسطاء العمانيين.

عرضت أمريكا على أنصار الله ما كانوا يريدوه وما لا يحلمون به؛ إيقاف العدوان، ورفع الحصار، وتسليم الرواتب، والتنمية، وإعادة الإعمار، والتمكين من كل اليمن بكامله”جاه ومال وسُلطة” ، وماخفي كان أعظم، مقابل التخلّي عن ملف غزة فقط، بما في ذلك ترك مساندة حركات المقاومة هناك، ووقف شن ضربات على العدو الإسرائيلي، وفكّ الحصار عنه في البحرين وخليج عدن وباب المندب، لكن كما رد رسول الله على قريش بتلك الكلمات القوية التي سطّرها التاريخ سنرد بها على عروض أمريكا: لو وضعوا ما بأيديهم في يميننا، وملك دول الخليج على يسارنا، على أن نترك غزة ماتركناها حتى ينصرها الله، أو نهلك معها؛ فليست دماؤنا أغلى من دمائهم، ولا أرواحنا أغلى من أرواحهم، ولا بيوتنا أغلى من بيوتهم، وهذا عهدٌ قطعناه على أنفسنا.