يوم القدس العالمي.. قبلة الوفاء للمقدسات
يوم القدس العالمي.. قبلة الوفاء للمقدسات
يمني برس-بقلم بشرى خالد الصارم
في يومٍ عظيم رسم خطاه« الإمام الخميني رضوان الله عليه» للجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك، لتكون هذه الجمعة هي قبلة الوفاء المقدس التي تلبي لها مئات القلوب المقدسية، وتحرف بوصلتها نحو قبلتها الأولى نحو القدس، ليكون يوماً عالمياً يضع بصمته في أنصع صفحات التاريخ لأعظم قضية إنسانية عالمية وإسلامية، فهو ليس حدث إقليمي بل هو دعوة عالمية إلى تحرير القدس، أيضاً هو يومٌ يعبر عن الصمود والإرادة في وجه التحديات والخذلان، وفي وجه الاحتلال الذي يواجهه الشعب الفلسطيني.
لقد تحول يوم القدس العالمي إلى رمزٍ للتضامن من أحرار المقاومة ومن شرفاء الإنسانية مع القضية الفلسطينية، وما أعطاه أثراً مميزاً هو أنه أصبح تجمعاً للأصوات المختلفة في كل أنحاء العالم التي تتسم بموقف واحد من أجل العدالة والسلام ودحر الظالم المحتل، موقف يؤكد أن القدس ليست مجرد مدينة محتلة بل هي رمزاً لمعاناة الشعب الفلسطيني والمنبر الأول للإسلام والمسلمين الذي مايزال تحت وطأة العدو المحتل منذ أكثر من 75عاماً.
إن إحياء يوم القدس العالمي أمراً بالغ الأهمية لأنه يمثل قبلة حيوية للتعبير عن معارضة الاحتلال والقضايا العدائية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني تحت سكوت وانصياع من قاداة وحكام الدول العربية، وهو يومٌ بمثابة للتذكير بالصراع المستمر وضرورة التحرك الجهادي واتخاذ موقف حق فعلي مؤثر ضد العدو المحتل لردعه عن احتلاله واعتداءاته الظالمة على الشعب الفلسطيني.
نستقبل هذا العام يوم القدس العالمي في وقت تشهد فيه البشرية واحدة من أبشع جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، حيث أن المأساة الإنسانية العميقة التي حلت بفلسطين تحديداً في قطاع غزة، هي مثال مؤسف ومحزن لانتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المضطهد المقاوم، وخرق للقوانين الدولية في الأراضي المحتلة من بداية احتلاله لفلسطين حتى يومنا هذا، فقد أقدم العدو الإسرائيلي مؤخراً من عدوان تدميري للمنازل،وللبنية التحتية في القطاع، وإبادة جماعية ومجازر وحشية، وتهجير سكان غزة والضفة الغربية، والعديد من الجرائم التي ارتكبها العدو بعد هزيمته التي أودت بجيشه وعاصاباته الإجرامية إلى الهزيمة والعار والذل بعد ماقاموا به المجهادين الأشاوس في الـ7 من أكتوبر 2023م،بعد إن دق ناقوس الخطر لكارثة دينية إنسانية ليأتي الرد من المجاهدين الفلسطينيين والتصدي لجرائم العدو وانتهاكاته وإساءته المستمرة للقدس وللمسجد الأقصى،كموقف بطولي عظيم لا مثيل له.
واليوم بعد أن اتضح أن العدو الإسرائيلي من ضمن أهدافه الخطيرة،فرض حصار كامل على قطاع غزة،ومنع إيصال المساعدات الإنسانية الفورية والكافية،والتسبب في مجاعة والقضاء على جميع مظاهر الحياة والهوية الفلسطينية التاريخية والحضارية،التي تدل على أن هذه الجرائم بجانبها جريمة التهجير القسري لسكان القطاع والضفة الغربية هو دليل واضح على السياسة الخبيثة التي ينتهجها الكيان الصهيوني المجرم في الإزهاق المعتمد للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسيطنية كما حذر منها الإمام الخميني وتحدث عنها في عام 1979م.
بيد أن أحرار دول المقاومة والشعب الفلسيطني على وجه الخصوص يقفون بإرادة قوية راسخة وإيمان عالِ،دفاعاً عن وطنهم وعن مقدساتهم وعن كرامة الأمة وحريتها ويواصلون المقاومة والتصدي ضد الكيان الغاصب بكل عزيمة وثبات وإيمان، حيث يقف بجانبهم أحرار الأمة للاستعداد لهذا اليوم بالمؤتمرات والتظاهرات المصاحبة بالمواقف الجادة والفعلية كأقوى موقف قد يتخذه الشخص الحر الغيور على دينه، ونصرة هذا اليوم وإحياؤه هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي يتوجب على كل مسلم ومسلمة يحمل انتماءً تجاه القضية العادلة المحقة،ومما لا جدال فيه فإن العدو سيندحر مهما تعاظمت جرائمه،فهو إلى زوال محتوم،وإلى نهاية لا مناص منها،فهو كما قال عنه «الإمام الخميني » رضوان الله عليه أنه غدة سرطانية تأكل الأمة الإسلامية وتستهدفها في حال لم يتم استئصالها ومقاومتها،ولن يتم ذلك وتحقيق هذا النصر إلا على أيدي فئة الأحرار المجاهدين المؤمنين من محور المقاومة.
وكما قال الله عز وجل : “وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ”.