اليمن وغزة.. وحدةُ المصير وتضامنُ الأمل

يمني برس ـ بقلم ـ صالح القحم

في خضم الأزمات والتحديات التي تعصف بالعالم العربي، يبرز الموقف اليمني كأحد أرقى تجليات التضامن العربي والإسلامي، حَيثُ يثبت اليمن أنه ليس مُجَـرّد بلد يعاني من أزماته الخَاصَّة، بل هو رائد في نصرة القضايا الإنسانية والعدالة. موقف اليمن الثابت والمساند لغزة يعكس التزاما عميقًا بالقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ويظهر أن الشعب اليمني لا يزال يحتفظ بروح التضامن العربي على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها.

إن غزة، تلك الأرض الصامدة التي تتعرض للاعتداءات المتكرّرة، تمثل رمزًا للصمود والمقاومة. ولقد أثبتت الأحداث الأخيرة أن اليمن يقف في مقدمة الصفوف مؤيدًا لحق الفلسطينيين في الدفاع عن أرضهم وكرامتهم. إن هذا الموقف لا يقتصر على التعبير عن التعاطف، بل يمتد ليشمل دعمًا فعليًّا ومباشرًا من خلال العمليات العسكرية التي تُنفذ ضد الكيان الإسرائيلي. فالصواريخ والطائرات المسيرة التي تطلق من الأراضي اليمنية تستهدف البوارج الإسرائيلية والأمريكية، مما يعكس تصميم اليمن على مواجهة العدوان، وكسر الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية التي تسعى إلى فرض إرادتها على الشعوب العربية.

وفي هذا السياق، يبرز دور القيادة اليمنية، ممثلة بالسيد عبد الملك الحوثي، الذي أكّـد في تصريحاته أن “أبناء غزة ليسوا وحدهم”. هذا العهد الذي قطعه على نفسه يعكس روح التضحية والإخلاص، ويعبر عن التزام اليمن بدعم إخوانه في فلسطين، بغض النظر عن التضحيات المطلوبة. إن موقفه يدعي إلى تعزيز الوحدة بين الشعوب العربية، ويؤكّـد أن التحديات يمكن التغلب عليها من خلال التعاون والتضامن.

اليوم، عندما تعلو صفارات الإنذار في الكيان الإسرائيلي وتظهر علامات الخوف والذعر، يشعر اليمن بالفخر؛ لأَنَّه جزء من هذا الصمود الكبير. إن هذا الدعم يمثل رسالة قوية مفادها أن اليمن لن يتراجع عن نصرة إخوانه في غزة، بل سيواصل القتال حتى يتم وقف العدوان ورفع الحصار. إن اليمن يثبت من خلال هذه المواقف أن روح المقاومة لا تُقهر، وأن العزيمة والإرادَة القوية يمكن أن تحقّق النصر حتى في أصعب الظروف.

إن التاريخ يسجل اليوم أن اليمن، رغم الجراح التي يحملها، لم ينسَ قضيته العربية الأولى. فالعدوان الذي تتعرض له غزة ليس مُجَـرّد اعتداء على أرض، بل هو اعتداء على الإنسانية جمعاء. ومن هنا، يبرز دور اليمن كحامل لواء المقاومة، ليس فقط من خلال الدعم العسكري، بل أَيْـضًا من خلال نشر الوعي وتعزيز الروح الوطنية بين الشعوب العربية.

إن الموقف اليمني المساند لغزة هو شرف للأُمَّـة العربية والإسلامية. إنه تجسيد حقيقي لقيم التضامن والوحدة، ويعكس أن اليمن لا يزال حاملًا لراية المقاومة في وجه الظلم. إن هذا الموقف يجب أن يكون دافعًا لبقية الدول العربية لتوحيد الجهود وتعزيز التعاون؛ مِن أجلِ نصرة القضايا العادلة. فكما قال السيد القائد عبد الملك الحوثي، “لن نتخلى عنكم مهما كان ثمن التضحية”، وهذه هي الرسالة التي يجب أن تصل إلى كافة الشعوب العربية والإسلامية: أن الدعم والتضامن هما الطريق نحو النصر والحرية.