المنبر الاعلامي الحر

فرحة رغم «العجاف»

يمني برس| بقلم- وديع العبسي|

كل شيء يبعث على الابتسامة، حيوية الناس، تواصلهم، ومشهد براءة وفرحة الأطفال، بمظاهر وأجواء العيد.
الفرحة تنتشر في أزقة وشوارع المدن والحارات بعد شهر من ترميم ما تصدع وفتر في نفوس المسلمين، وبعد كثير من الاجتهاد لتحديث الصلة بالله سبحانه.. يأتي العيد ليغسل أدران النفوس ويُتم الحالة الإيمانية التي عاش المؤمن تفاصيلها بصدق وإخلاص.
للجميع أن يعيش هذه اللحظات العيدية مهما كانت ظروف الحياة قاسية، ولن تكون هذه الظروف أقسى مما عشناه طيلة عشرة أعوام مضت من الاستهداف العدواني الحقود الذي اهتم حتى باستهدافنا في فرحتنا بمناسباتنا الدينية والاجتماعية.
ولا نزال في حالة العدوان، مع تجدده هذه المرة بتحرك أمريكي مباشر ونوايا غير أخلاقية لمعاقبة هذا الشعب الصبور الصامد، على صبره وصموده في وجه كل المحاولات لإركاعه وإخضاعه للإرادة الصهيونية.
سيعيش الناس فرحة العيد شاء العدو الأمريكي أم أبى، كما كل الأعوام السابقة، حين انتزع هذا الشعب إعجاب العالم وتقديره وهو يعيش مناسباته رغم كل ما يعانيه من ظروف قاسية وسنوات عجاف ولّدها العدوان والحصار.
لا شيء يمكن أن يكسره ولن يكون بمقدور ترامب أو من سيأتي بعده أن ينتزع من هذا الشعب أرادته بأن يعيش بالطريقة التي يراها لائقة به، دون أن يكون لأيٍ كان أن يحدد له كيف يعيش.
يعزز الناس بالمناسبة علاقاتهم وروابطهم الاجتماعية بعد أن كاد يطمرها البرود، ويرسمون في مثل هذه المناسبات اللوحة الإسلامية التي غرست في المسلمين هذه القيم الأخلاقية، وهي لوحة لا تجدها لدى كثير من مجتمعات العالم غير المسلمة.
لا مناسبة هناك كهذه التي نعيش، حيث الجميع يتجهون بداية بالشكر لله سبحانه أن أعانهم على صيام شهر رمضان، وأن بلّغهم يوميات العيد، وحيث الجميع يعيشون حالة استثنائية من مشاعر الفرح والبهجة، بما فيهم الفقراء الذين امتدت إليهم أيادي الخير وحصلوا من الأغنياء على شيء من العطاء.
لم يُترك المحتاجون كما لا يُتركوا في الأعياد، غرقى الشعور بالحسرة والألم على عدم قدرتهم أن يكونوا كالآخرين، أو عدم قدرتهم بألا يلبس أطفالهم الجديد أو تُزين موائدهم شيء من الحلوى وجعالة العيد، ديننا علمنا ذلك، ولا عيد يُترك لأن تخدش لحظاته الفرائحية فقيراً جائعاً منزوياً لأنه ما التفت إليه أحد.
ولأن الفرح والعيد متلازمان فإن ذلك كاف لأن يرسم هذا المشهد الاستثنائي الذي يغيض أعداء الإسلام، كما يغيض أعداء اليمن الذين سعوا ولا زالوا لأن يحرموا الناس هذه المشاعر وهذه الهموم الإنسانية.
في المناسبة، الحياة تبتسم، ولا يعكرها هذا الانشغال الذي يعيشه الأعداء لمواصلة استهدافهم هذا الشعب، وسيدرك الأعداء حتما أن كل ما يبذلون فيه المال والجهد لا طائل منه ويذهب هباء، فالشعب اليمني على مدى التاريخ ظل استثنائيا ليس بمقدور احد النيل من رغبته في الحياة.
في العيد تسود المودة ولا حديث هناك إلا حديث الأمل والتفاؤل.. يتبادلون التهاني وفي ذلك أبسط مستويات التعبير عن الألفة وإزاحة كل أسباب وبواعث الشحناء بين الناس، والكثير يجد في العيد فرصة لتجديد أواصر العلاقة مع من فرقتهم الهموم اليومية وقساوة متطلبات الحياة، قد يأتي الاتصال وتبادل التهاني بالعيد بشكل مباشر وقد يكون عن طريق الاتصال بالهاتف أو حتى إرسال الرسائل النصية، اختلفت صور التهاني لكن النتيجة واحدة التأكيد على استمرار العلاقات.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com