المنبر الاعلامي الحر

إن لم تكونوا أحرار في دينكم؛ فكونوا أحرار في دنياكم

إن لم تكونوا أحرار في دينكم؛ فكونوا أحرار في دنياكم

يمني برس- بقلم- صفوة الله الأهدل

إن مايحصل في غزة ليس مجرد قصة من نسج الخيال حتى لا تتحرّكوا لنجدتها، وليست مجرد مشهد تمثيلي أو مسرحي حتى لا تتفاعلوا معها كما تتفاعلوا مع المسلسلات التركية والغربية، وليست لعبة رياضية حتى لا تنشدوا لها كما تنشدوا لبطولات كرة القدم والأولومبيات.

غزة تُذبح كل يوم من الوريد إلى الوريد، وسيل الدماء لا يكاد يتوقف لثانية واحدة وليس ليوم واحد فقط؛ دموع لا تجف من البكاء قلوب خائفة ترتجف متى سيحين الدور عليها ويقضى عليها كالبقية، أجساد تتطاير في الهواء كذرات صغيرة من الغبار، أرواح تُزهق دون أن تدفن أو يصلى عليها وكأنها دُمى، أشلاء تتساقط على الأرض وكأنها أوراق أشجار الخريف.

لولا سكوت علماء المسلمين لما تجرأ العدو الإسرائيلي شن عدوان على غزة، لولا تخاذل الشعوب العربية لما استمر العدوان الإسرائيلي على غزة إلى اليوم، لولا دعم الأنظمة العربية للعدو الصهيوني لما استطاع أن يرتكب مايحلو له من الجرائم الفضيعة والمجازر البشعة بحق أهالي غزة.

إذا لم تكونوا أحرار في دينكم فكونوا أحرار في دنياكم؛ متى كان الاستسلام دين، متى كان النفاق سياسة، متى كان الخضوع ثقافة؟! نحن لانطلب منكم الكثير، أو ندعوكم بداعي الدين لأن تساندوا غزة وتجهزوا الجيوش وتنفقوا الأموال وتعدوا العدة لاستأصل هذا السرطان الجاثم في وسط هذه الأمة؛ لأنه لم يعد لديكم علاقة به، فقط ندعوكم بداعي الإنسانية أوقفوا دعمكم له، وكفّوا عن استجابتكم لأوامره العدوانية والهمجية بحق أبناء جلدتكم وإخوانكم، كونوا أحرار كما خلقكم الله ولو لمرة واحدة، وامنعوا أموالكم ودعمكم عنه، وأنقذوا غزة من كيده وبطش جبروته كما نفعل نحن في اليمن، نحاول بقدر المستطاع التخفيف من معاناتهم والذود عن المستضعفين هناك، والدفاع عن حقوقهم المسلوبة منهم، ونشاطرهم مصيبتهم ونشاركهم في محنتهم ولو أصابنا مايصيبهم من العدوان والغارات كما يحدث اليوم.

نحن نشعر بالفخر الكبير أن ترامب أضافنا إلى لائحة الإرهاب لأجل مناصرتنا لغزة، نحن نشعر بالاعتزاز لأن أمريكا شنت علينا عدوان لأجل مساندتنا لغزة، نحن نشعر بالعظمة لأن كل مايصيبنا اليوم هو لأجل وقوفنا وتضامننا مع غزة، أما أنتم ماذا فعلتم وبماذا تشعرون؟! الخزي كل الخزي والعار لكم؛ تذكّروا أنكم ستسألون عن غزة، وماذا قدمتم لها، وماكان موقفكم تجاه مايحصل لهم يوم تعرضون على الله ولا تخفى منكم خافية.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com