المنبر الاعلامي الحر

استمرار مسلسل التطبيع الخياني.. زيارة وزير خارجية العدوّ الإسرائيلي للإمارات

استمرار مسلسل التطبيع الخياني.. زيارة وزير خارجية العدوّ الإسرائيلي للإمارات

يمني برس- تحليل- محمد الأسدي

بالتزامن مع توسّع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، التقى وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر في أبو ظبي أمس الأحد.

لا يمكن اعتبار هذه الزيارة مجرد حدث دبلوماسي عابر، فهي تشكل حلقة جديدة في سلسلة التطبيع الخياني الذي تقوده الإمارات مع العدوّ الصهيوني.

هذه الخطوة تتجاهل كلّ المبادئ العربية والإسلامية، وتتناسى دماء الشهداء من فلسطين واليمن وسوريا ولبنان، الذين سقطوا دفاعًا عن الأمّة ضد المشروع الصهيوني.

أعلنت الإمارات وكيان العدوّ أن الاجتماع تناول “تعزيز العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية”، إلا أن الحقيقة هي أن الإمارات تواصل تعزيز تحالفها الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني في مجالات متعددة، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والتكنولوجيا.

وتتضمن هذه العلاقات التنسيق الأمني والعسكري لمحاربة المقاومة الإسلامية في المنطقة، بالإضافة إلى إبرام صفقات اقتصادية تستهدف تعويض الكيان الصهيوني عن خسائره في مجريات حربه المدبرة ضد غزة.

يجري كلّ هذا بينما يستمر الكيان الصهيوني في ارتكاب الجرائم اليومية في فلسطين، من قتل للأطفال، وهدم المنازل، وسرقة الأراضي، وتدنيس المقدسات.

تتجلى السياسة العدوانية الإماراتية الإسرائيلية في العديد من المجالات المشتركة، حيثُ لا يمكن فصل زيارة ساعر إلى أبو ظبي عن هذه السياسة.

أولاً، يأتي الدعم المباشر للعدو الصهيوني في حربه على غزة؛ فنجد أن الإمارات توفر غطاءً سياسيًّا لتطبيع العلاقات، بل تشارك في حصار غزة من خلال إغلاق المعابر الإنسانية. كما تتوافر تقارير استخباراتية تؤكد أن أبو ظبي زودت العدوّ الإسرائيلي بمعلومات أمنية حول حركة المقاومة.

ثانيًا، يبرز التآمر على اليمن ودعم العدوان السعوديّ، حيثُ تتشارك الإمارات وإسرائيل في معاداة أنصار الله، الذين يمثلون جبهةً مناعية أمام التطبيع، ويبرز التنسيق الإماراتي الإسرائيلي في ضرب المشروع المقاوم في اليمن، سواء من خلال الدعم اللوجستي للتحالف السعوديّ أو من خلال الحرب الإعلامية.

ثالثًا، يتمثل التطبيع الثقافي بشكل واضح في ترويج الإمارات للسياحة إلى فلسطين المحتلة عبر تنظيم رحلات مباشرة من دبي إلى تل أبيب، فضلاً عن تغيير المناهج الدراسية لتصوير العلاقات مع كيان العدوّ الإسرائيلي كعلاقات طبيعية بدلاً من تعريفهم ككيان احتلالي.

التطبيع مع الكيان الصهيوني ليس مجرد تبادل العلاقات الدبلوماسية، بل يمثل تنكراً لكل الدماء التي سالت في فلسطين منذ النكبة حتى اليوم. إنه تأييد ضمني للجرائم الصهيونية، بما في ذلك القتل والتشريد والتطهير العرقي.

ويعتبر بمثابة طعنة في ظهر القوى المقاومة في لبنان (حزب الله) واليمن (أنصار الله) وغزة (حماس والجهاد الإسلامي)، فضلاً عن كونه تفريطًا في القدس والأقصى، حيثُ يبدو أن الصهاينة يُعتبرون شركاء في “السلام” في حين أنهم يهدمون المسجد الأقصى.

تكشف ردود فعل الشارع العربي عن رفضٍ قاطع لهذا التطبيع، حيثُ انطلقت مظاهرات في كلّ من الأردن واليمن ولبنان ضد أي نوع من العلاقة مع العدوّ الصهيوني.

حظيت هاشتاغات مثل #التطبيع_خيانة بانتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بعد زيارة ساعر، حيثُ تُعتبر هذه الكلمات تعبيرًا عن المشاعر الجمعية الرافضة لهذه السياسات. كما شهدنا تصريحات من علماء ومفكرين يعتبرون التطبيع “حرامًا شرعًا وخيانة وطنية”.

في ظل استمرار الإمارات وحلفائها في مسيرة الخيانة، تبقى المقاومة الإسلامية هي الأمل الوحيد لتحرير فلسطين. وقد أثبتت معارك “طوفان الأقصى” أن الكيان الصهيوني ورقة متهاوية لا تعتمد على ذاتها، بل على دعم القوى الغربية والخونة من العرب.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com