المنبر الاعلامي الحر

المقاومة في لبنان .. وإمكانات لجم الاعتداءات الصهيونية

المقاومة في لبنان .. وإمكانات لجم الاعتداءات الصهيونية

بيروت-يمني برس

رغم امتناع حزب الله عن المبادرة بالرد عسكريا، إزاء الأعمال العدائية التي يمارسها العدو الصهيوني، إلا أن الثابت أن المقاومة في لبنان لن تبقى مكتوفة الأيدي في لجم هذه الاعتداءات، خصوصًا بعد التلويح بالعودة إلى خيارات أخرى، وفق ما نبّه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم.

فعلى وقع استمرار الاعتداءات الصهيونية على لبنان كان لافتا تأكيد حزب الله أنه يمارس أقصى درجات الصبر والتريث في التعامل مع العدو، رغم قناعته بأن المقاومة المسلحة تبقى السبيل الوحيد لردع هذا العدو والدفاع عن لبنان وسيادته.

هذه القناعة بالتلويح بالردّ انعكست صراحة في الخطاب الأخير للأمين العام للحزب حيث وجه تحذيرًا شديد اللهجة، متضمنًا التلويح بالرد على الاعتداءات الصهيونية .

وقال قاسم “إننا لا يمكن أن نقبل بأن تكون هناك معادلة تستبيح فيه “إسرائيل” لبنان وتسرح ‏وتمرح في أي وقت تريد ونحن نتفرج عليها. كل شيء له حد، وكل شيء له مجال معين، لا تستخفوا بما نقول”.

وأضاف: “اعلموا ‏أن هذه المقاومة موجودة وحاضرة وملتزمة في هذه المرحلة بالاتفاق، لكن إذا لم تلتزم “إسرائيل” نهائياً، ولم تتمكن ‏الدولة اللبنانية من القيام بالنتيجة المطلوبة على المستوى السياسي، فلن يكون أمامنا إلّا أن نعود إلى خيارات أخرى ‏لا تنسجم مع الوضع الحالي، ولا تُكرّس المعادلة التي تريدها “إسرائيل”.‏

كما شدد على ” أننا لن نسمح لأحد أن يسلبنا حياتنا، ‏وأرضنا، وعزّتنا، وكرامتنا، ووطنيتنا، لن نسمح على الإطلاق. لن نسمح لأحد أن يحرمنا قوتنا وإمكاناتنا في مواجهة ‏هذا العدو”.‏

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، العميد إلياس فرحات، في مقابلة مع قناة “المنار”، أن دعوة الشيخ نعيم قاسم إلى عدم الاستخفاف بقدرات المقاومة تعني أن جهوزية حزب الله للمواجهة قائمة، لكن الظرف السياسي اللبناني، وربما الإقليمي أيضًا، يقتضي حتى الآن ترك هذا الملف للدولة اللبنانية.

بالترافق مع التلويح بالعودة إلى خيارات أخرى، شدد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض على أن “الإمعان بالاعتداءات من قبل العدو الصهيوني نتيجته تعميق شرعية المقاومة وإرادة المقاومة لدى الشعب اللبناني، وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر”.

وقال إن “الأميركي اليوم جاء متحدثاً بلسان العدو الصهيوني ، ليخيرنا بين الرضوخ والإستسلام أو الحرب. ونحن نقول بكل صراحة وبكل مسؤولية وبكل إدراك لحجم التحديات، هيهات منا الرضوخ والإستسلام. ولا شيء له القدرة في أن ينزع من اللبنانيين حق الدفاع عن نفسهم”.

وأضاف: “لقد التزم لبنان والتزمنا تطبيق القرار 1701 متضمناً وقف إطلاق النار. أما أي ملفات أخرى خارج هذا السياق وخارج النطاق الجغرافي للقرار، فهو شأن سيادي لبناني، يعالجه اللبنانيون في ما بينهم بالطرق والوسائل المناسبة”.

وتابع: “ثمة طريق واحد، ولا طريق غيره، لعودة الاستقرار، هو انسحاب العدو من التلال الخمسة وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وإيقاف الأعمال العدائية بكل أشكالها، واحترام السيادة اللبنانية، التزاماً بالقرار 1701 “.

وخاطب العدو الصهيوني قائلا إذا كان يظن أن ” المجتمع المقاوم، ستنكسر إرادته ويتخلى عن حقه في الدفاع عن أرضه وسيادته، فهو واهم واهم، ولا يعرف أنّ هذا المجتمع عصيٌّ على الإخضاع والإذلال والهيمنة”.

وحذّر النائب فياض العدو الصهيوني من ” الإيغال بالقتل والتدمير، إلا أنه سيجد نفسه في مواجهة الحقائق التي يعتقد أنّه انتهى منها أو التي يهرب منها، ولكن السحر سينقلب على الساحر”.

وحول تأكيد حزب الله استعداده للرد على هذه الاعتداءات، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي عمار: “نحن مستعدون وحزب الله استعاد كامل قوته وعافيته على المستوى السياسي والمادي والأمني والميداني، و”للصبر حدود” والأمر متروك للمقاومة والمقاومين لاختيار الوقت المناسب.”

وشدد على أن “حزب الله لا يريد حربًا، ولكن إذا ما فرضت عليه، فهو على أهبة الاستعداد لردع أي عدوان.”

وفي هذا الأمر، أكدت الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في لبنان أن “محاولة العدو الصهيوني رسم معادلة جديدة تتيح له الاعتداء على لبنان ساعة يشاء، وفي أي مكان، محض وهم “.

وقالت في بيان “المقاومة التي منحت تفويضا للدولة اللبنانية باتخاذ اللازم من الإجراءات للدفاع عن السيادة الوطنية لن تبقى مكتوفة الايدي إزاء هذا العدوان المفتوح ولديها من القدرة والامكانيات والاساليب النضالية ما يجعل العدو الصهيوني مردوعا ونادما على أفعاله”.

وعلى رغم من أنّ حزب الله لا يزال يعتمد حتى الآن سياسة الصبر الاستراتيجي إزاء الاعتداءات الصهيونية المتنقلة، إلّا أنّ المحللين يؤكّدون أنّ الحزب يحتسب لأسوأ الاحتمالات، وأنّه يستعد لمواجهتها متى لزم الأمر وطفح الكيل، لكن في الوقت الذي تجده قيادته مناسباً، وليس على التوقيت الصهيوني – الأميركي.

ويلفت المحللون لصحيفة “الجمهورية” اللبنانية، إلى أنّ الحزب يعتمد حالياً خيار إلقاء الحجة على الدولة اللبنانية، إذ إنّه منحها كل التفويض اللازم والفرص الضرورية لتحرير الأرض، ومنع الاعتداءات بالوسائل الديبلوماسية، على رغم من معرفته سلفاً بأنّ هذه الوسائل لن تكون مجدية.

وفي ضوء ما ذكره المحللون، يرى الكاتب والمحلل السياسي، قاسم قصير، أن “حزب الله” يتعاطى بمرونة عالية تجاه الأوضاع والتطورات الأخيرة على أكثر من مستوى، ويؤكد لموقع “ليبانون ديبايت” أن الحزب يترك للحكومة وللجيش اللبناني واللجنة الدولية المكلفة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار، متابعة الأحداث، ذلك أنه ملتزم بهذا الاتفاق، وبعدم الردّ على الاعتداءات الصهيونية.

وعلى مستوى الخطاب السياسي للحزب والأداء الداخلي، يقول المحلل قصير، إن الحزب يبدي الاستعداد للحوار الوطني الداخلي والعمل لتعزيز الوحدة الداخلية، ولكن في الوقت نفسه، فإن الحزب يؤكد أنه إذا استمر العدوان، فإنه جاهز لمواجهة التحديات، خصوصاً وأن الأوضاع في المنطقة، تشهد تطورات دراماتيكية في كل الدول.
——-
المصدر: وكالة سبأ

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com