المنبر الاعلامي الحر

الواقعية والفشل الأمريكي

الواقعية والفشل الأمريكي

يمني برس- بقلم- تهاني الشريف

مآس وصرخات تتلوها قوافل بشرية يومية، في غزة العزة اليوم أعماق مجروحة بأيادٍ عربية وعبرية، غزة العزة اليوم من تناشد..؟ وبمن تستغيث، ومن ذا الّذي يسمعها ..؟
إنه العالم الجبان والمنحط..!
فلا فرق اليوم فيمن يسفك الدماء أو فيمن يموّل سافك الدماء..؟
وليست لأيام؛ بل لأعوام مديدة كانت ولا زالت تسفك الدّماء وتبعثر الأشلاء، حتّى زاد فيهم العناء وطال بهم البلاء وأصبحت دماؤهم سيولا جارية كالماءِ تُراق بكل غطرسة وظلم واستكبار على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

نعلم تمامًا أنّ مايحدث في غزة اليوم ليس من الكيان العبري فقط؛ نعلم أن هناك أنظمة عربية وإسلامية تقف خلف كُلّ تلك الأعمال التّعسفية الشعواء، فلا اختلاف إلّا بالنطق بين “عربي- عبري” وبينهم قد رُسمت معادلات عدوانية عملية مشتركة معلنة من أرض الواقع أفعالهم الإجرامية؛ فهم جميعًا من جادت مشاعرهم في ممارسة الإجرام وحب سفك الدّماء بكل وحشية وعنجهية.

نعلم سابقًا وعلى المستوى الإقليمي كيف جمعت بين دويلة الإمارات والسعودية مع الكيان الصهيوني مراحل لقاءات محملة برسائل تطبيع احتلال أنتجت فجوة عميقة لا يمكن إصلاحها، تلاها توسيع مسافات تحديات حرب فاشلة؛ ليخوضوا معًا أبشع ماعرفتهُ البشرية من إجرام وتوحش، فشلوا في تنفيذ عملية التهجير بغية السيطرة والاحتلال على كافة الأراضي الفلسطينية، وبعد ذلك توجهوا معًا إلى فرض حصار خانق وتكثيف عداء ملحمي على مسار همجي وقذر يمحو كل معالم الحياة والإنسان دون مراعاة أيّ حقوق انسانية ودون خضوعهم لأي عقوبات تحت أي معايير قانونية ودولية تحرم مثل هذه الإبادة..! حتّى أنهم قد خرجوا عن حدود الفطرة البشرية أما الفطرة الدينية فلن نعوّل بها عليهم فكلّنا نعلم أنهم هم من يحملون عقائد الكفر والإجرام الخارجة عن نطاق الإسلام وعن القيم والأخلاق.

قتل الأطفال والنساء في غزة واليمن مِنذ أعوام هذا لا يعني أن دول الخليج ليسوا شركاء.
فهم من كانوا يعدوا أنفسهم الإسلام وطيور السّلام وفي صفقة القرن انزاح السِّتار وأصبحوا في أعين النّاس على مدار كل تلك الأعوام ليومنا هذا طريق الشّر في التّمويل لتلوين شوارع فلسطين واليمن بالدّم الأحمر، حيثُ إن الكيان الصهيوني ما زال يطمح من خلالهم إلى فرض السيطرة على “شبه الجزيرة العربية” لتحويلها إلى نسخة حقيرة من بلدانهم، وأنهُ لشيءٌ بغيض أن نكون ليومٍ واحد تحت رحمة الغرب وشفاعة صهاينة العرب..!

لكن الشّيء الّذي لم يستوعبوه بعد هو أنهم لا يزالونَ أمام شجاعة شعب عنفواني عظيم سيُنكل بهم بتكتل كل تلك الآلام فيهم، وبنفس الإرادة والقوة سيواجه بنفس النمط الجرائم النكراء، وبدين الله سيفرض عليهم قريبًا معادلات كما رُسِمت بينهم، ولن يترك غزة واليمن تنهار ولن يخضع مهما كانت التحديات والأخطار.

إن اليمن اليوم في غير سابقتها، اليمن اليوم تشهد تحولاً كبيرًا في المواجّهات العسكرية، والشيء الّذي لم يستوعبه الأمريكي بعد هو أن مخططاتهم باءت بالفشل الذريع وكل عملياتهم الاستراتيجية باتت فاشلة أيضًا، فقد أتضحت الصورة جيِّدًا لم يتبق للعربية والعبرية أيةّ فرص للتلميع، فمن السماوات أسقطت الدفاعات الجوية الطائرات، وفي البحر أحرقت القوات البحرية الحاملات، ولمرات عديدة سددت القوة الصاروخية أهدافها بدقة عالية، وأتضح الفشل الأمريكي من خلال التنسيق مع الشركاء إلى خوض تجربة حرب برية أخرى فاشلة، فقد أصبحوا اليوم في متاهات حرب كبيرة جدًّا وتكلفتها باهضة جدًّا جدًّا جدًّا.

الواقعية تقول أن هذه الحرب بلا أفق، الواقعية تقول أنه لا يوجد لدى اليمنيون مايُخسر بعد عشرة أعوام من الصمود والمواجهة، الواقعية أن لكل فعل ردت فعل (مع ارتفاع التصعيد) سيكون هناك تسويات حرب عادلة قادمة -بإذن الله- والوقت لا يزال متاحًا وكافِ لاستكمال الرصد المُباشر لكافة الأهداف الجديدة والمرسومة حسب المعلومات الشخصية لكل منهم ويكاد أن يكون الهدف القادم ( نتنياهو ) ، وبالتالي سترتد كل تلك الأهداف إشارات حمراء نحو الشركاء أيضًا وستغلق ملفات هذه الحرب الظالمة وإلى الأبد.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com