أمة تائهة وعدو متربص

يمني برس- بقلم- صفوة الله الأهدل

أمة ضائعة تائهة لاتعرف ماهي المسؤولية الملقاة على عاتقها، وما واجباتها الدينية تجاه قضاياها، وما الغاية من خلقها واستخلافها في الأرض، هي فقط منشغلة بمسابقات غنائية، وبطولات رياضية، ومراقص وديسكوهات وحفلات مختلطة كما في موسم الرياض صنعها لها اليهود؛ كل هذا لإلهائها وحرف مسارها، أيضًا شغلها الأعداء بافتعال اقتتالات وفتن وانقسامات داخلية وحروب بين أبناء البلد نفسه كما يحدث في السودان وسوريا وليببيا وغيرها من الدول؛ لكي يحلو له احتلال أراضي عربية إسلامية دون أن يعترضه أحد أو يقف بوجهه.

لو اتكلت هذه الأمة على الله ووثقت به واستشعرت رقابته الإلهية، وتمسكت بدينها، واتبعت نبيها، وعملت بما جاء في دستورها المُنزّل من عند الله لكانت اليوم في حال أفضل بكثير ممَّ هي عليه اليوم؛ لكانت أمة عظيمة تقود الأمم، وليس هكذا ضعيفة مهزوزة في حالة مزرية يُرثى لها يطمع فيها الأعداء يريدوا تحويلها لشرق أوسط جديد.

لو لم يكتم العلماء ما أنزل الله من البينات والهدى من بعدما بيّنه للناس في الكتاب لما تسلّط علينا الغرب الكافر، لو لم يقبل حكام العرب بأمريكا سابقًا لما قبلوا بإسرائيل وخدموا مشروعها وتعاونوا معها لاحقًا كما يحدث اليوم في غزة، لو اتخذت الشعوب موقف عداء تجاه الصهاينة وقاطعوا بضائعهم كما يفعلوا هم معنا ولما امتلكوا القوة والسلاح وصبوها علينا وشنّوا حروب واستمروا في ذلك أعوام كما يحصل في غزة، لو كل فرد منّا استشعر مسؤولياته وقام بواجباته لما احتل اليهود فلسطين؛ بل لما كان هناك يهود في جزيرة العرب، لولا تخاذل أبناء هذه الأمة لتم إجلاء اليهود من أراضيها مُنذ قديم الزمان ولما حصل مايحصل في غزة من قتل وإبادة وتدمير وحصار.