المنبر الاعلامي الحر

العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة وتداعياته المدمرة في ضوء خطاب السيد القائد

العدوان الإسرائيلي الشامل على غزة وتداعياته المدمرة في ضوء خطاب السيد القائد

يمني برس- تقرير

 انطلاقًا من الرؤية الثاقبة والتوجيهات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يتابع بألم وحرقة وبقلق بالغ واستنكار شديد التدهورَ المريع للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، جراء استئناف العدوان الإسرائيلي الشامل، الذي يمثل نكثًا صريحًا للاتفاقات وتجاهلًا تامًا لكافة الأعراف والقوانين الدولية. هذا التصعيد يأتي في سياق استمرار الجرائم المروعة التي يرتكبها العدو في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ومساعيه المستمرة لفرض مخططاته العدوانية الرامية إلى تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم العادلة، وهو ما حذَّر منه مرارًا وتكرارًا السيد القائد في خطاباته ومواقفه. 

 

أقصى درجات اليقظة والتصدي

 

لقد تحركت جبهة الإسناد اليمنية، مستلهمةً تعليمات السيد القائد الداعية إلى نصرة المستضعفين ومواجهة قوى الاستكبار، منذ اللحظة الأولى التي نقض فيها العدو الإسرائيلي اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة، عندما أقدم على حصاره الظالم ومنع دخول الغذاء والدواء، وهو انتهاك صارخ للحقوق الأساسية للشعوب. ويستمر هذا الحصار الإجرامي مقترنًا بعودة العدو ليشن عدوانًا شاملاً تَميَّزَ بالإبادة الجماعية والقتل الوحشي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، شيوخًا وشبابًا، رجالًا ونساءً، مُتجرِّدًا من أدنى معاني الإنسانية، الأمر الذي يستدعي، كما أكد السيد القائد، أقصى درجات اليقظة والتصدي. 

إن هذا النكث بالاتفاق، الذي تم بتشجيع ودعم أمريكيين سافرَيْن، وتبنٍّ كامل للجرائم الإسرائيلية، يكشف عن تجاهلٍ مُتعمَّدٍ لدور الولايات المتحدة كضامن للاتفاق. فلم تَفِ بالتزاماتها في المرحلة الأولى، ولم تبدِ أي جدية في تفعيل المرحلة الثانية واستكمال المفاوضات عبر الوسطاء المعروفين. بل عمدت قوات العدو بكل وحشية إلى شن عدوان شامل وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مما فاقم المأساة الإنسانية وعمَّق الشعور بالظلم لدى الفلسطينيين عموما، وفي غزة على وجه الخصوص، وهو ما يستوجب، وفقًا لتوجيهات السيد ، فضح هذه الممارسات والتصدي لها بكل حزم. 

وبعد خمسة عشر شهرًا وما يزيد عن الشهر من عودة العدوان المتواصل، الذي تجلى في الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج لكافة مقومات الحياة في قطاع غزة، وبعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي الذي أعقب الاتفاق الهش (في ظل أوضاع إنسانية كارثية)، يعود العدو الإسرائيلي ليضيف مأساةً مركبة فوق المأساة القائمة أصلاً، ملحقا بالشعب الفلسطيني المزيد من المعاناة والظلم، وهو ما يستدعي منا، كما يؤكد السيد، تكثيف جهود الإسناد بكافة أشكالها. 

 

فظائع حصاد العدوان

 

وفي سياق هذا العدوان المتصاعد، قالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت (1,574 شهيد، 4,115 إصابة). وأكدت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50,944 شهيدا و116,156 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.

وأشارت إلى أن عدد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأهابت بذوي شهداء ومفقودي الحرب على غزة ضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة.

كما كشف بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي بتاريخ 6 أبريل 2025 عن فاجعة إنسانية غير مسبوقة في محافظة رفح. فقد حول الاحتلال الإسرائيلي هذه المدينة، التي تبلغ مساحتها 60 كيلومترًا مربعًا ويسكنها قرابة 300 ألف نسمة (تمثل حوالي 16% من مساحة قطاع غزة)، إلى “منطقة عمليات عسكرية مغلقة”، معزولة تمامًا عن باقي القطاع. ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير 2025، إلا أن آلة القتل الإسرائيلية لم تتوقف، حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد العشرات خلال الأيام الماضية، جميعهم من المدنيين العائدين لتفقد منازلهم المدمرة، وهو ما يؤكد، كما نبَّه قائد الثورة، على طبيعة هذا الكيان المجرم الذي لا يلتزم بأي مواثيق أو عهود. 

ويؤكد البيان أن العدو دمر أكثر من 90% من منازل محافظة رفح بشكل كامل، أي ما يزيد عن 20 ألف بناية تحتوي على أكثر من 50 ألف وحدة سكنية. كما تم تدمير 22 بئر مياه من أصل 24، بما فيها “بئر كندا” الرئيسي، مما حرم عشرات الآلاف من العائلات من المياه الصالحة للشرب. وتسبب العدوان في تدمير أكثر من 85% من شبكات الصرف الصحي وتجريف 320 كيلومترًا طوليًا من الشوارع. وقد خرج 12 مركزًا طبِّيًا عن الخدمة، بما في ذلك مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار ومستشفى الولادة والمستشفى الإندونيسي. كما دمر الاحتلال 8 مدارس ومؤسسات تعليمية بشكل كامل وألحق أضرارًا جسيمة بالبقية، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 100 مسجد وتجريف عشرات الآلاف من الدونمات الزراعية وإبادة الأشجار والمحاصيل الزراعية. وعلى الحدود مع مصر، دمر الاحتلال منطقة بطول 12 ألف متر وبعمق يتراوح بين 500 و900 متر، مما أدى إلى محو 90% من الأحياء السكنية في مناطق السلام والبرازيل والجنينة ومخيم رفح. إن إغلاق معبر كرم أبو سالم لأكثر من شهر فاقم هذه الكارثة الإنسانية ومنع وصول الوقود والمساعدات وقطع الغيار الضرورية، وهو ما يستدعي، كما وجَّه قائد الثورة، تحركًا دوليًا فاعلًا لرفع هذا الحصار الظالم. 

 

وضع صحي كارثي في يوم الصحة العالمي

 

وفي يوم الصحة العالمي الموافق 7 أبريل 2025، كشفت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن وضع صحي كارثي، حيث وصل عدد الشهداء والجرحى إلى 50,752 شهيدًا و115 ألف جريح. وأشارت إلى أن رصيد 37% من الأدوية و59% من المستلزمات الطبية أصبح صفرًا. كما أن أدوية العمليات والعناية المركزة والطوارئ مستنزفة بشكل غير مسبوق، والأقسام الحيوية في المستشفيات تعتمد على المولدات الكهربائية المهددة بالتوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار. وقد حُرم مرضى وجرحى غزة من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير الاحتلال للأجهزة الحيوية، ووصل رصيد 54% من أدوية السرطان وأمراض الدم إلى الصفر، مما يهدد حياة المرضى. كما أن 40% من أدوية الرعاية الأولية و51% من أدوية صحة الأم والطفل غير متوفرة. وقد أُغلقت فرص العلاج التخصصي خارج القطاع أمام 13 ألف مريض وجريح بعد إغلاق معبر رفح. ويهدد إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية أكثر من مليوني مواطن بسوء التغذية وفقر الدم، خاصة الأطفال. وقد استشهد 1300 مسعفًا خلال محاولات إنقاذ الجرحى، ووصل نقص تطعيمات الأطفال إلى 42%، ويمنع الاحتلال إدخال لقاحات شلل الأطفال، مما ينذر بانهيار جهود مكافحة الوباء. كما أن تعطل خطوط المياه يزيد من المخاطر الصحية والبيئية وتفشي الأمراض، وهو ما يستدعي، كما وجَّه قائد الثورة، تحركًا عاجلًا لإنقاذ القطاع الصحي في غزة. 

 

آليات مرفوضة للسيطرة

 وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يحاول العدو الإسرائيلي فرض آليات مرفوضة للسيطرة على المساعدات المقدمة للشعب الفلسطيني، كما ورد في بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بتاريخ 8 أبريل 2025. ويرفض البيان بشدة هذه المحاولات التي تُمثل خرقًا للقانون الدولي الإنساني وتهدف إلى تكريس السيطرة والابتزاز السياسي وتعريض حياة المدنيين للخطر. ويؤكد البيان على ضرورة استمرار دور الأمم المتحدة في توزيع المساعدات ويدعو المجتمع الدولي إلى رفض هذه الآلية الخطيرة، وهو ما يتماشى مع تأكيدات قائد الثورة على ضرورة الحفاظ على كرامة الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لإذلاله. 

وفي بيان آخر بتاريخ 10 أبريل 2025، وجَّهت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة نداءً عاجلًا لتعزيز الأرصدة الدوائية في المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، مؤكدة أن نسبة العجز في الأرصدة الدوائية والمستهلكات الطبية وصلت إلى مستويات خطيرة وغير مسبوقة، حيث وصل رصيد 37% من قائمة الأدوية الأساسية و59% من قائمة المستهلكات الطبية إلى الصفر. وأشارت إلى النقص الحاد في أدوية الأمراض المزمنة وأدوية السرطان، محذرة من التداعيات الكارثية لإغلاق المعابر أمام الإمدادات الطبية، وهو ما يستدعي، كما أكد قائد الثورة، ضرورة الضغط على المجتمع الدولي لرفع هذا الحصار وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني. 

إن هذه الإحصائيات المروعة والتقارير الصادمة تكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يرتكبها العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتؤكد على ضرورة تحرك دولي عاجل لوقف هذا العدوان وتقديم الحماية للمدنيين وتوفير الإغاثة العاجلة وإعادة الإعمار، وهو ما يمثل جوهر توجيهات قائد الثورة ومطالب شعبنا. 

  

تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته

 إن تعنت العدو الإسرائيلي، الذي بات من الواضح أنه لا يكترث بملف الأسرى ولا بالاتفاقات المعقودة، يتطلب من الجميع، كما يؤكد السيد القائد، مضاعفة المسؤولية في مواجهة هذا الطغيان والإجرام. لقد بات جليًا أن [المجرم نتنياهو] وزمرته لا يُعيرون أسراهم اهتمامًا حقيقيًا. فالاتفاق السابق كان كفيلًا بتحقيق تبادل الأسرى ووقف العدوان وإنهاء التجويع، ولكن العدو الإسرائيلي يرفض ذلك ويُصِرُّ على الاستمرار في عدوانه وحصاره، وهو ما يستدعي منا، وفقًا لرؤية السيد القائد، تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم مقاومته الباسلة. 

إن قضية الأسرى بالنسبة للشعب الفلسطيني هي قضية أساسية لا يمكن التنازل عنها، بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من الأسرى والمعاناة الشديدة التي يكابدونها في السجون الإسرائيلية. ويسعى العدو الإسرائيلي لانتزاع هذه الورقة من المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت نفسه يُصِرُّ على الاستمرار في عدوانه، وهو يطمع في تحقيق هدفه الخطير المتمثل في تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلتين، وهو ما حذَّر منه قائد الثورة مرارًا وتكرارًا، داعيًا إلى إفشال هذه المخططات الخبيثة. 

إن ما يقوم به إخواننا المجاهدون في فلسطين من تصدٍّ للعدو وعمليات بطولية هو الموقف الصحيح والضروري لمواجهة هذا الطغيان والإجرام، وأمام هذه الأهداف الخبيثة التي يسعى العدو الإسرائيلي لتحقيقها، وهو ما يمثل، كما يؤكد السيد ، الخيار الاستراتيجي الوحيد للحفاظ على الحقوق الفلسطينية. 

 

عملية “طوفان الأقصى”، المسؤولية والخيار الوحيد

 إن الإخوة المجاهدين يقومون بدور عظيم في التصدي للعدو الإسرائيلي، ولولا جهادهم وثباتهم، لكان العدو قد أكمل تحقيق أهدافه، وهو ما يستدعي منا، كما وجَّه السيد، تقديم كل أشكال الدعم والإسناد لهم. فما يقومون به من عمليات بطولية، وعلى رأسها عملية “طوفان الأقصى”، هو اتجاه ضروري ومسؤولية والخيار الوحيد الذي يمكن أن يحافظ على الحق الفلسطيني، وهو ما أكد عليه قائد الثورة في مختلف المناسبات. 

ولذلك، من واجب كل الأمة، كما دعا السيد، أن تسند الشعب الفلسطيني وأن تدعم مجاهديه الذين يؤدون مهامهم الجهادية بثبات عظيم. فحتى في ظل هذا التصعيد، يواصلون عملياتهم البطولية، مما يدل على جَدوى وإمكانية الموقف الجهادي، وهو ما يعكس، كما أشار قائد الثورة، قوة الإيمان والعزيمة في مواجهة قوى البغي. 

إن الخيار الصحيح هو خيار الجهاد في سبيل الله، كما أكد السيد، وليس خيار التسوية الفاشل أو الاستسلام الذليل الذي حذَّر منه مرارًا وتكرارًا. 

إن العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي سافر، يواصل اعتداءاته على لبنان وسوريا أيضًا، متنكرًا للاتفاقات والأعراف الدولية، ويستمر في غاراته وقتله وتدميره، ويستبيح الأجواء الإقليمية بشكل مستمر، وهو ما يستدعي منا، كما وجَّه قائد الثورة، التضامن مع شعوب المنطقة في مواجهة هذا العدوان.

إن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم وحشية، بقتله لِآلاف الأطفال والنساء وارتكابه للإبادة الجماعية، هو الذي يقدمه الأمريكي على أنه النموذج المثالي، بينما يصف أصحاب الحق الذين يدافعون عن أنفسهم وأرضهم وعرضهم بأوصاف تنطبق على العدو نفسه، وهو ما يستدعي منا، كما أكد قائد الثورة، فضح هذه الازدواجية في المعايير. 

 

استعادة كرامة الأمة وعزتها

إن مشكلة العرب تكمن في عدم إدراكهم لحقيقة هذا العدو ومخططاته، وتعاملهم مع الأحداث بشكل جزئي دون النظر إلى السياق الشامل، وهو ما نبَّه إليه السيد القائد مرارًا وتكرارًا، داعيًا إلى وعي استراتيجي شامل لمواجهة هذا الخطر. إن العدو الإسرائيلي يتحرك وفق مخطط صهيوني يهدف إلى تحقيق «إسرائيل الكبرى»، ولا يراعي أي اعتبار إنساني أو قانوني، وهو ما يستدعي منا، كما أكد قائد الثورة، مواجهة هذا المشروع بكل قوة. 

 

إن العدو الإسرائيلي يستبيح الأمة ويعتبر شعوبها مباحة له، وفي الوقت نفسه يحمل عداءً شديدًا لها. إنه ينظر إليهم نظرة احتقار ولا يعتبرهم بشرًا حقيقيين، وهو ما يستدعي منا، كما وجَّه السيد، استعادة كرامة الأمة وعزتها. 

أمام هذا الطغيان والإجرام والوحشية، تتضاعف المسؤولية على الجميع في التحرك الجاد والفاعل لمساندة الشعب الفلسطيني، وهو ما يمثل جوهر توجيهات قائد الثورة. 

إننا نأمل من الجاليات اليمنية والعربية والإسلامية في الدول الغربية أن تتحرك وتستنهض كل من بقي له ضمير إنساني لمساندة هذه القضية العادلة، امتثالًا لتوجيهات قائد الثورة الداعية إلى التضامن الإنساني. 

هناك مسؤولية كبيرة على المسلمين والعرب في المقدمة للتحرك بجدية واهتمام كبيرين، فالتفريط في هذه المسؤولية له عواقب خطيرة ويشجع العدو على الاستمرار في جرائمه، وهو ما حذَّر منه قائد الثورة مرارًا وتكرارًا، مؤكدًا على خطورة التقاعس عن نصرة الحق. 

ينبغي أن يكون هناك تذكير مستمر بهذه المسؤولية واستنهاض على كل المستويات، إعلاميًا وثقافيًا وفكريًا ودينيًا، وفي تفعيل المقاطعة والدعم بالمظاهرات، وهو ما دعا إليه قائد الثورة في مختلف خطاباته. 

 

فاعلية الموقف اليمني

فيما يتعلق باليمن، فإن جبهة الإسناد اليمنية تحركت منذ البداية ولم تتوانَ عن هذه المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية، مُستجيبةً لتوجيهات قائد الثورة الواضحة في هذا الشأن. وقد خرج شعبنا العزيز في مسيرات مليونية عظيمة، وتستمر الأنشطة التثقيفية والتعبئة، كل ذلك في إطار الالتزام بتوجيهات القيادة الثورية. أما فيما يتعلق بالإسناد العسكري، فالعمليات مستمرة سواء بالقصف الصاروخي والمسيَّرات أو بمنع الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، وقد حققت نجاحًا تامًا في منع الملاحة الإسرائيلية، وهو ما يمثل، بفضل الله وتوفيقه، تجسيدًا عمليًا لتوجيهات قائد الثورة. 

إن فاعلية الموقف اليمني، المستند إلى رؤية قائد الثورة، تدفع العدو الأمريكي إلى محاولة الضغط بكل ما يستطيع، ولهذا شن عدوانه وتصعيده على بلدنا، ولكنه فشل في تحقيق أهدافه، وهو ما يؤكد، كما أشار قائد الثورة، على قوة الحق وضعف الباطل. 

إن العدوان الأمريكي والتصعيد لن يؤثرا أبدًا على إرادة شعبنا ومعنوياته العالية وتوجهه الجهادي القرآني الواعي والثابت، المستمد من إيمانه العميق بالله وتوجيهات قيادته الثورية الحكيمة. 

إن التصعيد الأمريكي يكشف حقد العدو وفشله، ولن يتمكن من تحطيم الروح المعنوية لشعبنا العزيز المستمدة من إيمانه بالله وتوجيهات قائد الثورة الملهمة.

 

بين الاستحمار والوعي والبصيرة

إن شعبنا العزيز، بمنطلقه الإيماني، ووعيه المستنير بتوجيهات السيد القائد، هو على مستوى عالٍ من الوعي والبصيرة واليقين والثقة بالله تعالى، ولن يتأثر بالإرجاف والتهويل.

إن العدو الإسرائيلي والأمريكي، في عدوانهما وطغيانهما وإجرامهما، هما في موقف البغي والظلم والباطل، بينما شعبنا في موقف الحق، يفتخر ويتشرف بمواجهة هذا الباطل والكفر، مستمداً قوته من إيمانه وتوجيهات قيادته الثورية.

إن شعبنا العزيز، في إطار موقفه الإيماني، وانتمائه الإيماني، وامتثالاً لتوجيهات قائد الثورة، لا يتأثر بما يمتلكه الأعداء ولا بعروضهم، وهو يحذو حذو أسلافه في الثبات على الحق.

إن ميزة الموقف الإيماني، كما بينها قائد الثورة، أنه قوي وصلب في الإرادة والثبات والصبر، ويستند إلى الحق والوعي والبصيرة والإيمان بالله. البدائل الأخرى هي خيارات استسلام وخضوع لا يمكن أن يقبلها شعبنا العزيز الذي انطلق بانطلاقة الإيمان، مسترشداً بتوجيهات قيادته.

إننا في اليمن، يمن الإيمان والحكمة، كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبقيادة ثورتنا المباركة، لدينا خيار أن نكون أسوداً في مواجهة أولئك الأعداء، لا حميراً كخيار الآخرين الذين يقبلون بالاستحمار، وأن نتحرك كمجاهدين في سبيل الله، نحظى برعايته وتأييده، سائرين على النهج الذي رسمه لنا قائد الثورة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com