المنبر الاعلامي الحر

قصف عمق العدوّ وإسقاط إم كيو 9 يوسِّعُ دائرةَ الإحراج الأمريكي

قصف عمق العدوّ وإسقاط إم كيو 9 يوسِّعُ دائرةَ الإحراج الأمريكي

يمني برس- تقرير- عباس القاعدي

لم يكن مستغرَبًا أن يعيشَ كَيانُ العدوّ الإسرائيلي واقعًا من القلق والتخبط، وأن يستشعرَ العدوُّ الأمريكي خطورة تصاعد العمليات اليمنية النوعية.

 وترفع القوات المسلحة اليمنية عملياتها ضد الأعداء وفق ما تقتضيه طبيعة وظروف المعركة، لكن ما يميِّزها أنها نوعية، وقادرة على إيلام العدوّ، وإلحاق الأذى به، وخَاصَّة أنها تستهدف القِطَع الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، وعلى رأسها حاملة الطائرات هاري ترومان، وكذلك تستهدف عمق كيان العدوّ ومطار بن غوريون الدولي.

 وركَّزت عملياتُ مساء الأحد، على استهداف قاعدة عسكرية صهيونية “سدوت ميخا” وهي مخصصة لإطلاق الصواريخ الخَاصَّة بالدفاع الجوي، وتقع في منطقة أسدود شرقي فلسطين المحتلّة.

ويرى الكاتب والمحلل العسكري زين العابدين عثمان أن “العملياتِ اليمنية النوعية وتصاعدها، تشكِّلُ مستوىً جديدًا من التأثير والضغط على كيان العدوّ”، مؤكّـدًا أنه “ستكون لها تأثيرات وخسائرُ مباشرة، سيتعرض لها الكيان دراماتيكيًّا، حَيثُ ستتعطل جاهزية قدراته الهجومية، وبالتحديد الصاروخية التي تعتبر محورًا موازنًا لقواته الجوية”.

ويشير إلى أن “عمليةَ استهداف قاعدة “سِدوت ميخا” في أسدود بصاروخ فرط صوتي، تعد من أكبر العمليات اليمنية في عمق كيان العدوّ، وتحمل رسائل ودلالات كثيرة، وتؤكّـد على تنامي القدرات العسكرية اليمنية”، موضحًا أن “اليمن أصبح قوة إقليمية كبيرة، وهو المتحكم في معادلة الحرب في المنطقة، وهو من يفرض المعادلات ومساراتها العسكرية البرية أَو البحرية”.

ونوّه عثمان بـ”استمرار العمليات العسكرية اليمنية، بالتزامن مع العدوان الأمريكي الفاشل والمتخبط، والذي عجز عن حماية سفنه وبوارجه وحاملات الطائرات، وكذلك عجزه عن تأمين عمق العدوّ الإسرائيلي”.

ويُعَدُّ اليمن -وحسب ما يصفه خبراء عسكريون- “لُغزًا عَجِزَ العالم عن تفسيره”، وأن “نهايةَ أمريكا و(إسرائيل) أصبحت وشيكة على أيدي أحرار اليمن الذين كشفوا زيفَ وكذب الأساطيل الأمريكية التي تهيمن على البحار والمنطقة”.

وتعد “سدوت ميخا” من القواعد الجوية بالغة الأهميّة لكيانِ العدوّ في فلسطين المحتلّة، ولا سيما في منطقة أسدود، حَيثُ يتم فيها تخزينُ وإطلاق الصواريخ الباليستية لكيان العدوّ الإسرائيلي.

“وتحتوي القاعدةُ على صواريخ باليستية من طراز “أريحا 1” و”أريحا 2″، كما تحتوي على 3 أسرابٍ من الطائرات الحربية، وهي “150-199-248″، التي باستطاعتها حملُ صواريخ باليستية من طراز “أريحا 1” و”أريحا 2″، التي يمكن تزويدها برؤوس نووية”، والحديث للخبير العسكري زين العابدين عثمان.

ويشير عثمان إلى أن “القاعدة تحتوي على بطاريات أنظمة الدفاع الجوي “حيتس 2″ و”حيتس 3” الصاروخية المضادة للصواريخ الباليستية”، مبينًا أن “عملية استهداف هذه القاعدة لها أهميّةٌ خَاصَّة من الناحية التقنية والعسكرية وتمثل ضربةً مباشرةً لأهم نقاط القوة التي يحتفظُ بها كيان العدوّ في ترسانته؛ كونَها مركَزًا لتجميع وتخزين الصواريخ الباليستية الأَسَاسية التي يمتلكُها كيان العدوّ”.

ويرى عثمان أن “السلوك العام لهذه العمليات اليمينة النوعية ومستوى أبعادها يوضح أن قواتِنا المسلحة بدأت تطبِّقُ مخطّطًا استراتيجيًّا جديدًا يتمثل في اختيار نوعية الأهداف التي تتدرَّجُ من الأهم إلى الأكثر أهميّة”.

ويضيف: “لقد بدأ العمل على استهداف أهم قواعد كيان العدوّ الإسرائيلي، مثل قاعدة الصواريخ “سدوت ميخا” للمرة الأولى، الواقعة ضمن شُعاع المنطقة الحمراء في العُمق الاستراتيجي للعدو، والتي تعتبر من أكثر المناطق حساسيةً وتحصينًا بالأنظمة الدفاعية”، منوِّهًا إلى أنه “تم اعتماد استراتيجيةِ القصف المتعدد، بدلًا عن القصف الأُحادي، حَيثُ يتم توجيهُ عدة ضربات على مجموعة أهداف في توقيت موحَّد، وهو الأمر الذي يتطلب مستوىً أكبرَ من الزخم والتنسيق العملي للوحدات الضاربة في الصواريخ وسلاح الجو المسيَّر، بالإضافة إلى التركيز على ضرب المنظومة الأمنية لمطار “بن غوريون” والوصول به إلى حالة الإغلاق أمامَ مختلف الرحلات الجوية ذهابًا وإيابًا”.

تنكيلٌ متواصل بـ MQ-9:

وعلى صعيد متصل، تواصلُ الدفاعاتُ الجوية اليمنية التنكيلَ بالطائرات المسيَّرة الأمريكية من نوع (MQ-9)، وذلك بأسلحة يمنية متطورة.

وَتجلّت هذه الأسلحة خلال السنوات الأخيرة، التي شهدت تحولًا مذهلًا في القدرات العسكرية والتكتيك الحربي، حَيثُ تم إسقاط طائرةٍ أمريكيةٍ من نوع (MQ-9) جديدةً، أثناءَ قيامِها بتنفيذِ مهامَّ عدائيةٍ في أجواء محافظةِ حجّـة.

ويقول الباحث والخبير العسكري زين العابدين عثمان: إن “إسقاطَ طائرةٍ أمريكيةٍ من نوع (MQ-9)، والتي تعتبر من فخر الصناعات الأمريكية التجسسية في محافظة حجّـة، بصاروخٍ أرض جو محليِّ الصنع، يجعلُها الطائرةَ الرابعةَ التي تمكّنتْ دفاعاتُنا الجويةُ من إسقاطها خلالَ أسبوعين، والتاسعةَ عشرةَ خلالَ معركةِ الفتحِ الموعودِ والجهادِ المقدَّس؛ إسنادًا لغزة. وبالتزامن مع العدوان الأمريكي، وتصاعد العمليات اليمنية التي تستهدف عمق العدوّ الإسرائيلي، يعكس هذا الإسقاط حجمَ الضغط الذي يعيشُه الأمريكي؛ نتيجة العمليات اليمنية المُستمرّة، وتوسّع دائرة الحرج؛ باعتبَار أن الولايات المتحدة القوة العظمى والأسطول الأقوى، وقد عجزت عن تحقيق أبسط الأهداف”.

ولذلك، فَــإنَّ إسقاطَ الطائرات الأمريكية المتطورة من نوع (MQ-9) يُعد إنجازًا استراتيجيًّا يُحقِّقُ كسرَ التفوُّق الجوي الأمريكي، ويؤكّـد أن اليمنَ قادرٌ على مواجهة التكنولوجيا المتقدمة.

 كما أن إسقاطَها يُقلِّلُ من قدرة العدوّ على جمع المعلومات، ويمنح القوات المسلحة القدرةَ على مواجهة أي تهديد، ليظهر أن السماءَ اليمنية أصبحت مليئةً بالمخاطر بالنسبة للخصوم، وكذلك يعيد تشكيلَ معادلات الردع في المنطقة.

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com