هل يؤدي تخلي واشنطن عن السعودية إلى انحسار دورها التخريبي في المنطقة؟
تقرير – يمني برس – متابعات
يواجه النظام السعودي الغارق في المستنقعين اليمني والسوري مأزقا كبيرا في ضوء مؤشرات أفصحت عن رغبة الإدارة الأميركية التخلي عن هذا النظام الذي ظل لعقود يمثل أهم الحلفاء الاستراتيجيين لأميركا والمنفذين لسياستها في منطقة الشرق الأوسط ما دعا النظام السعودي إلى توجيه رسائل احتجاج إلى الإدارة الأميركية اقر فيها بخدمة المصالح الأميركية في المنطقة العربية مدى ثمانين سنة وإقراره بتصدر الدور التخريبي في دول المنطقة العربية تلبية للمصالح الأمريكية. وبحسب تقرر نشره موقع المستقبل فإن العلاقات الأميركية السعودية دخلت منعطفا خطيرا بعد التصريحات النارية التي أطلقها الرئيسي الأمريكي باراك اوباما والتي اتهم فيها لأول مرة السعودية وإيران بتأجيج الصراعات الطائفية في المنطقة كما اتهم السعودية بنشر التطرف والإرهاب وهي المواقف التي جاءت في خضم محاولات سعودية محمومة لإعادة جسور العلاقات الحميمية مع حليفتها واشنطن بعد أن أعلنت رسميا أنها غير مستعدة للتورط في دوامة الصرعات التي تقودها السعودية في المنطقة العربية. وبدت التحولات في المواقف الامريكية حيال السعودية امتدادا لتداعيات سابقة كشفت إلى حد كبير حقيقة المأزق الذي يعانيه النظام السعودي وقفزت مؤخرا إلى الواجهة في سلسلة إخفاقات سياسية ودبلوماسية وعسكرية بدأت بالانتكاسات الدبلوماسية والسياسية التي واجهها النظام السعودي في مشروعه لإنشاء ” التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب” وإخفاق الرياض في الحصول على التأييد الكافي بمشاريعها لمحاصرة حزب الله اللبناني ومحاولاتها المحمومة لخلط الأوراق من طريق توريط أنظمة ودول عدة بحروبها في اليمن وسوريا والعراق. زاد من ذلك الخسائر الاقتصادية الهائلة التي تكبدتها الرياض في دعمها لأعمال الفوضى والحروب الداخلية وتأجيج الفتن الطائفية في كل من سوريا والعراق ولبنان واليمن وتصدع قدراتها المالية نتيجة مضيها بالحرب الاقتصادية النفطية على إيران في ما وصف بأنه تنازلات كبيرة من السعودية ذهب ادراج بعد التفاهمات التي انتجها توقيع الاتفاق النووي الإيراني والتي تلاها الاتفاق الأميركي الروسي على وقف إطلاق النار في سوريا بعد الضربات الموجعة التي تعرضت لها أوكار الإرهاب والتي تقول واشنطن أن الرياض كانت لها اليد الطولى في ظهورها وتوسعها على نحو يهدد مصالح أميركا والعالم. والتفاعلات على المحور السوري أفصحت بقوة عن تغيير كبير في السياسة الأميركية لصالح فرضية التباعد بين واشنطن وحليفتها السعودية وتكلل أيضا بالتوجهات التي أفصحت عنها واشنطن وموسكو في غير مرة لتأييد وقف الحرب التي يشنها تحالف العدوان السعودي عل اليمن ودعمهما الكامل لمفاوضات الحل السياسي في اليمن. ورغم استمرار الرياض في تسويق لغة الغطرسة حيال الملفين اليمني والسوري غير البعيد عن ملف صراعها التاريخي مع إيران إلا أن النظام السعودي أبدى في الواقع مخاوف كبيرة من تخلي واشنطن عنه في الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة والتي يرى مراقبون أنها قد تضع السعودية إمام قائمة استحقاقات طويلة المدى وبالغة الكلفة حيال الحروب التي مولتها وأدارتها في دول عربية عدة. وبدا سقف المخاوف السعودية مرتفعا بعد إقرار رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق تركي الفيصل بمخاوف السعودية من تخلي أميركا عنها بعد ما سماه “الخدمات الجسيمة” التي قدمها النظام السعودي لواشنطن مدى 80 سنة وأبرزها تصدره الحرب العدوانية على اليمن وسوريا والتي اقر فيها المسؤول السعودي بانها كانت استجابة لمصالح أميركا في المنطقة. وطبقا لمقال نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الصادرة من لندن بتوقيع الفيصل وتضمن رسالة موجهة إلى الرئيسي الأميركي باراك اوباما ردا على تصريحاته النارية لمجلة “ذي اتلانتك” الأميركية قال فيها إن “أصدقاء و حلفاء بلاده خيبوا آماله كالسعودية التي وصفها بالراعية الأولى للتطرف و الإرهاب فضلا عن اتهامه النظام السعودي بمحاولة جر واشنطن “صراعات طائفیة طاحنة لا مصلحة لها”. وأبدى الفيصل وهو سفير سابق للسعودية لدى واشنطن في المقال الذي عنونه ” لا يا سيد أوباما خدمناكم طيلة 80 عاما ” حال السخط لدى اركان النظام السعودي حيال ما اعتبره ” انقلاب أوباما على السعودية التي قدمت الخدمات الجسيمة للإدارة الأمريكية على مدى 80 عاما وفي مقدمها تسخير الثروة النفطية السعودية لصالح دعم الميزانية الأمريكية. وقال “نحن من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم بلادك، ويبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات بلادك بتكلفة عالية، ونستضيف 30 ألف أمريكي بأجور مرتفعة”. وتحدث الفيصل عن دور بلاده في” إنشاء “التحالف الإسلامي ضد الإرهاب” وتصديها لـ ” أنشطة إيران” ووقف “التمدد الحوثي” كاشفا النقاب عن دور السعودية في “دعم الجماعات المسلحة لقتال الرئيس السوري بشار الأسد والتصدي لحزب الله الذي تعتبره أمريكا منظمة إرهابية” … والآن تنقلب علينا وتتهمنا بتأجيج الصراع الطائفي في سوريا واليمن والعراق، وتزيد الطين بلة بدعوتنا إلى أن نتشارك مع إيران في منطقتنا”. وتساءل: هل هذا نابعٌ من استيائك من دعم المملكة للشعب المصري، الذي هبّ ضد حكومة الإخوان المسلمين التي دعمتها أنت، أم أنك انحرفت بالهوى إلى القيادة الإيرانية التي تعتبركم الشيطان الأكبر”.