المنبر الاعلامي الحر

الهجوم على النووي الإيراني: تحديات معقدة ومخاطر تفوق المكاسب

يمني برس |
تواجه أي خطط أمريكية أو صهيونية لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية تحديات عسكرية ولوجستية كبيرة، تجعل من نجاحها أمراً بالغ الصعوبة، حتى من دون التطرق للتداعيات الإقليمية والدولية أو حسابات الرد الإيراني المحتمل.

وبحسب خبراء عسكريين واستراتيجيين، فإن العوائق لا تقتصر فقط على التنفيذ العملياتي، بل تمتد لتشمل نتائج الضربة المحدودة، التي قد لا تحقق سوى تأخير مؤقت في البرنامج النووي الإيراني دون منعه.

تحصينات عميقة وانتشار واسع
توزع المنشآت النووية الإيرانية على رقعة جغرافية شاسعة، إلى جانب تموضع عدد كبير منها تحت الأرض أو داخل الجبال، يمثلان عقبة كبرى أمام أي هجوم عسكري. فموقعا “نطنز” و”فوردو”، على سبيل المثال، يتمتعان بتحصينات عالية، حيث تم بناء أجزاء كبيرة منهما تحت الأرض، ما يصعب تدميرهما حتى بأحدث القنابل الخارقة للتحصينات.

وتُعتبر منشأة “فوردو” مثالًا واضحًا على صعوبة الاستهداف، إذ تقع داخل جبل في محافظة قم، وعلى عمق يتجاوز 80 مترًا، أي أعمق من مدى اختراق القنابل الأمريكية GBU-57.

المسافة وتحديات الوصول
بالنسبة للكيان الصهيوني، فإن بعد المسافة (أكثر من 1500 كيلومتر) وغياب حدود مباشرة مع إيران، يفرض ضرورة عبور أجواء دول أخرى، بعضها قد يرفض السماح بذلك. كما أن تنفيذ مثل هذا الهجوم يتطلب تزويد الطائرات بالوقود جوًا، وهي قدرة محدودة نسبيًا لسلاح الجو الصهيوني.

أما القوات الأمريكية، ورغم امتلاكها قواعد عسكرية في عدة دول خليجية، فإن استخدامها للهجوم سيثير ردود فعل قوية، ويعرض هذه القواعد لصواريخ إيرانية. حتى القواعد البعيدة كدييغو غارسيا، أو حاملات الطائرات، تواجه تحديات لوجستية كبرى تجعل المهمة محفوفة بالمخاطر.

دفاعات إيرانية متطورة
طورت إيران خلال السنوات الماضية شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات، تجمع بين أنظمة روسية متقدمة مثل S-300، وأنظمة محلية مثل “باور 373″ و”خرداد 15”. وتدعم هذه المنظومات شبكة رادارات وإنذار مبكر، ومنظومات حرب إلكترونية أثبتت قدرتها على التشويش بل والسيطرة على طائرات تجسس أمريكية.

ضربة واحدة لا تكفي
على خلاف التجارب السابقة في العراق (1981) وسوريا (2007)، حيث تم استهداف منشآت فردية ومعزولة، فإن البرنامج النووي الإيراني متشعب وموزع، ويعتمد على بنية تحتية علمية وتقنية لا يمكن تدميرها بالكامل بقصف جوي. كما أن الخبرات المتراكمة والكوادر العلمية لا يمكن مسحها بالقنابل.

ومن هنا، فإن أي هجوم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وربما تسريعها للخطوات نحو إنتاج السلاح النووي.

عن موقع الخنادق – بقلم: علي نور الدين

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com