المنبر الاعلامي الحر

مناشدات أممية واستغاثات فلسطينية غزة “مقبرة جماعية”

مناشدات أممية واستغاثات فلسطينية غزة “مقبرة جماعية”

يمني برس ـ يحيى الشامي

تصاعدت التحذيرات الدولية والفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، وسط استمرار هجمات العدو الإسرائيلي وتشديد الحصار، ما دفع منظمات دولية إلى وصف الوضع بأنه “جحيم” و”مقبرة جماعية” للسكان والعاملين في المجال الإنساني.

حذّرت الأمم المتحدة من أن سكان غزة يعيشون “أسوأ فترة” منذ بداية الحرب، مع تحوّل القطاع إلى “جحيم” بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء والوقود، وفق تصريحات أجيت سانغاي، مدير مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، وأكد سانغاي توقف المساعدات منذ مارس ما يفاقم معاناة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني.

من جهته، نبّه مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم إلى أن الهجمات على المستشفيات تهدّدُ بوقف الخدمات الصحية، التي تعتمد على مولدات كهرباء واليت باتت أمام تهديد حقيقي بتوقفها بسبب نقص الوقود ودعا إلى “حماية المرافق الصحية ورفع الحصار فورًا”

بينما حذّرت منظمة “أطباء بلا حدود” من تحوّل غزة إلى “مقبرة جماعية” نتيجة الهجمات المتعمدة على العاملين في المجالين الطبي والإنساني، ووصفت الوضع بأنه “تطهير عرقي يستهدف ملامح الحياة”. وأضافت أن الحصار الكامل على غزة أدى إلى نفاد مخزون الغذاء والوقود والأدوية، وحذّرت من أن نقص الوقود في مختلف مناطق غزة سيؤدي إلى توقف الأنشطة الطبية بشكل حتمي، بسبب اعتماد المستشفيات على المولدات الكهربائية.

ودعت المنظمة سلطات العدو الإسرائيلي إلى رفع الحصار اللاإنساني والقاتل على غزة فورًا، وشددت على ضرورة حماية حياة المدنيين الفلسطينيين، وضمان سلامة العاملين في القطاعين الطبي والإنساني.

ووصفت “أطباء بلا حدود”، في تصريحات سابقة، الوضع الكارثي في غزة، بأن “رائحة الموت تفوح في كل مكان”، وأن العقيدة العسكرية الإسرائيلية ترتكز على مبدأ الانتقام العشوائي الأعمى. واعتبرت المنظمة أن ما يجري هو “تطهير عرقي يستهدف ملامح الحياة في غزة”.

 

بينما دق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ناقوس الخطر مؤكداً أن القطاع يدخل مرحلة “الانهيار الإنساني الكامل”، مع انتشار المجاعة بين المدنيين، خاصة بين أكثر من مليون طفل يعانون سوء التغذية الحاد وأشار إلى تدمير العدو 37 مركزًا لتوزيع المساعدات و28 تكية طعام، ضمن سياسة “التجويع الممنهج”، بينما جددت “أونروا” تجذيرها من انهيار النظام الصحي بسبب نقص الأدوية ونفاد الوقود.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي، من دخول الوضع الإنساني في قطاع غزة مرحلة الانهيار الإنساني الكامل، بفعل سياسة الحصار والتجويع الممنهجة التي تفرضها قوات العدو الإسرائيلي على المدنيين منذ أكثر من 6 أشهر، وتحديدًا مع انقطاع دخول المساعدات الإنسانية بالكامل منذ أكثر من شهر ونصف بشكل متواصل ومتعمّد.

وقال الإعلام الحكومي، في بيانه اليوم الأربعاء، إن قطاع غزة اليوم يعيش كارثة إنسانية حقيقية ومجاعة واضحة المعالم، يُهدد فيها الجوع حياة السكان المدنيين بشكل مباشر، وفي مقدمتهم أكثر من 1,100,000 طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل غياب الغذاء، وشُح المياه، وتدهور المنظومة الصحية بشكل شبه كامل، وحرمان الناس من الحدّ الأدنى من مقومات الحياة.

وأضاف: “باتت مشاهد الطوابير الطويلة أمام ما تبقى من نقاط توزيع الطعام مشهداً يومياً مأساوياً في جميع محافظات القطاع، في ظل استهداف العدو لأكثر من 37 مركزاً لتوزيع المساعدات، و28 تكية طعام، تم قصفها وإخراجها عن الخدمة، ضمن خطة ممنهجة لفرض سياسة التجويع كأداة حرب ضد المدنيين”.

وشدد على أن ما يجري في غزة ليس أزمة عابرة، بل جريمة تجويع منظمة ترتقي إلى جرائم الحرب، ترتكبها قوات العدو بمشاركة وصمت دولي، لا سيما من دول توفر الغطاء السياسي والعسكري للاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية، التي يعيشها أكثر من 2,400,000 إنسان فلسطيني في غزة.

وعلى صعيد المساعدات الإنسانية، أشار الإعلام الحكومي إلى أن العدو يواصل منع دخول أي شاحنات إغاثة أو وقود إلى غزة، في ظل تكدّس آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عند المعابر منذ أسابيع طويلة دون السماح بوصولها إلى مستحقيها.

ولفت إلى أن هذا الحصار المشدد لا يستثني جانباً من جوانب الحياة اليومية، ويضرب أساسيات البقاء، ما يفاقم من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من 2.4 مليون إنسان في القطاع، ويُنذر بانهيار شامل غير مسبوق.

وذكر أن المرافق الخدمية والإنسانية شارفت على الانهيار الكامل، فالمشافي تعمل بقدرات محدودة ودون أدوية أو وقود، ومن المحتمل أن تتوقف جميع المستشفيات عن العمل خلال الأسبوعين القادمين بسبب انعدام دخول الوقود.

وأردف: “وكذلك المخابز توقفت عن العمل حيث أنها لا تجد دقيقاً أو مصادر تشغيل، ومحطات المياه توقفت عن الضخ بفعل شح الوقود وقطع الكهرباء بشكل متعمد، خاصة عن محطات التحلية”.

وحذر الإعلام الحكومي من خطر وقوع وفيات جماعية في أي لحظة، بسبب الجوع ونقص الرعاية الصحية وانتشار الأمراض.

وتعاني المستشفيات من تدمير ممنهج، حيث أفادت “جمعية العودة الصحية” بتدمير 60% من المستشفيات و95% من مراكز الرعاية الأولية، ما أدى إلى اختفاء خدمات حيوية كعلاج السرطان والأطفال. وحذّر رأفت المجدلاوي، مدير الجمعية، من أن توقف الوقود سيُعطّل كل المستشفيات خلال أسبوعين بالكثير.

وطالبت الجمعية، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، بـإرسال مستشفيات ميدانية مجهزة لإغاثة المرضى والجرحى، والضغط من أجل إدخال كافة المستلزمات لإعادة تشغيل المنظومة الصحية وترميمها.

ودعت الجمعية إلى فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل، إلى جانب توفير الحماية للمدنيين والإفراج عن الأطباء المعتقلين.

وأكد مدير عام الجمعية في غزة، رأفت المجدلاوي، في تصريح صحفي الأحد الماضي، أن جميع مستشفيات القطاع تعرضت للاستهداف المباشر أو غير المباشر من قِبل العدو، مشيرًا إلى أن العدو ينفذ تدميرًا ممنهجًا للمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية بهدف تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.

مع استمرار تكدس آلاف شاحنات المساعدات عند المعابر، وتحذيرات من “وفيات جماعية” بسبب الجوع والأمراض
تتوالى المناشدات الأممية الفلسطينية وتتنوع بين وقف الإبادة وفتح المعابر وحماية المدنيين وتتكرر بصوت عال لكنه غير مسموع بالنسبة لما يُسمى المجتمع الدولي.

المصدر: موقع أنصار الله

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com