الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن
الفرعون الصهيوأمريكي والفيتو على القرآن
يمني برس ـ عبد الإله عبد القادر الجنيد
لا يختلفُ الفرعونُ بنسختِه الصهيوأمريكيةِ عن سابقيه من فراعنةِ القرونِ الغابرةِ في طُغيانِه وفَسادِه واستخفافِه بأوليائِه، وعَدائِه المُفرَط للمؤمنينَ المُستضعَفينَ في الأرضِ، وقتلِهم واستضعافِهم، وارتكابِ المجازرِ والمذابحِ والتهجيرِ والحصارِ للفَتْكِ والتَّنكيلِ بهم، واحتلالِ أرضِهم، ومصادرةِ حقوقِهم، وإعلانِه لحربٍ ضَروسٍ لا تُبقي ولا تَذرُ على مَنْ نَهَضَ منهم انتصاراً لمَظلوميتِهم والدفاعِ عن حقوقِهم وأنفُسِهم وأموالِهم وأعراضِهم.
فادعائه الرُّبوبيةَ دليلُ عُلُوٍّ واستكبارٍ وطُغيانٍ، وشريعةُ الغابِ منهجيتُه، والداعشيةُ في سَفْكِ الدماءِ والإبادةِ الجماعيةِ لِبَثِّ الرُّعبِ والإرهابِ، ونشرِ الدَّمارِ والخَرابِ للحرثِ والنَّسلِ طريقَتُه وفكرتُه ووسيلتُه لإخضاعِ العالمِ وإجبارِهم على طاعتِه.
وهل ما يَجري على أهلِ غزةَ والضفةِ إلا دليلًا على مَدى تَفَرْعُنِه، وبشاعةِ جرائمِه وظلمِه وطُغيانِه، وهو لا يَعلمُ أن تَمادِيَه في غَيِّه بُشرَى من اللهِ للمؤمنينَ الصابرينَ بقُرْبِ نهايتِه وزوالِه ونكالِه؟ فمُنذُ زمنٍ بعيدٍ، أضحى التَّفَرْعُنُ حُلماً يُراوِدُ الصهيونيةَ اليهوديةَ الماسونيةَ التي تمردتْ على الشرائعِ السماويةِ، وأعلنتْ كُفْرَها باللهِ، وظلَّتْ تَتَحيَّنُ الفُرَصَ لإقامةِ منظومتِها الفرعونيةِ الطُّغْيانيَّةِ للإفسادِ في الأرضِ.
ولمّا رأتْ من ضَعْفٍ وهَوانِ الأمةِ الإسلاميةِ التي تخلَّتْ عن هويتِها الإيمانيةِ وتمردتْ على توجيهاتِ اللهِ الواضحةِ الجليَّةِ في الآياتِ القرآنيةِ، سارَعَتْ إلى إقامةِ كيانها الفرعوني بنسختِه الأمريكيةِ، وأقدمتْ على احتلالِ الأراضي الفلسطينيةِ ومقدساتِ الأمةِ في القدسِ والأقصى الشريفِ، غيرَ آبهةٍ بالمبادئِ والقيمِ والأخلاقِ الدينيةِ والإنسانيةِ.
وهنالكَ ابتعثَ اللهُ من أوليائِه أعلامَ هُدىً وقادةً رَبانيينَ يُنيرونَ دُروبَ المُستضعَفينَ ويستنهضونَهم للعودةِ إلى القرآنِ والإسلامِ، والدعوةِ إلى الوحدةِ بدلاً من الفرقةِ والشَّتاتِ والانقسامِ؛ لمواجهةِ أعداءِ اللهِ وأولياءِ الطاغوتِ والشيطانِ، فنهضَ مَنْ نهضَ مُستشعراً للمسؤوليةِ، وقعدَ مَنْ قعدَ عن بَيِّنَةٍ فجنى على نفسِه الويلَ والثبورَ والخُسرانَ.
ولقد نهضَ في يَمْنَ الحكمةِ والإيمانِ من قبلِ قاعدةِ الرَّبانيينَ وهُداةِ أعلامٍ بثورةٍ قامتْ على منهجِ القرآنِ، وأعادتِ الأمةَ إلى هويتِها الإيمانيةِ والإسلامِ المحمديِّ الأصيلِ، ورفعتْ شعارَ صرخَتِها في وجهِ اليهودِ والأمريكانِ، وأعلنتِ الجهادَ في سبيلِ اللهِ دَعْماً وإسناداً لغزةَ وفلسطينَ؛ لوقفِ المجازرِ والمذابحِ والإبادةِ الجماعيةِ والجرائمِ الصهيوأمريكيةِ، وفتحِ المعابرِ لدخولِ المساعداتِ الإنسانيةِ، وإفشالِ مخطَّطِ التهجيرِ وكافةِ المؤامراتِ الفرعونيةِ في معركةِ الجهادِ المقدسِ والفتحِ الموعودِ على طريقِ تحريرِ القدسِ والأقصى وكافةِ الأراضي الفلسطينيةِ.
فلمّا نهضَ اليمنُ بمسؤوليتِه الدينيةِ والأخلاقيةِ والإنسانيةِ، وأغلقَ الممراتِ البحريةَ في البحرينِ العربيِ والأحمرِ وبابِ المندبِ في وجهِ الكيانِ الغاصبِ اللقيطِ وخليجِ عدنَ؛ لمقابلةِ إغلاقِ المعابرِ والحصارِ الجائرِ على إخوانِنا المُقاومينَ الأحرارِ في غزةَ بإغلاقِ الممراتِ المائيةِ أمام السفنِ الصهيوأمريكيةِ، ثارتْ ثائرةُ الفرعونِ الصهيوأمريكيِّ، وأقبَلَ بحاملاتِ طائراتِه وأسلحتِه الفتَّاكةِ لشنِّ عدوانٍ إجراميٍّ ظالمٍ، وارتكابِ المجازرِ والمذابحِ على طريقتِه الفرعونيةِ الداعشيةِ، والتي كان آخرُها مجزرةُ ميناءِ رأسِ عيسى النفطيِّ في محافظةِ الحديدةِ التي تتعرضُ – وغيرِها من المحافظاتِ اليمنيةِ – للقصفِ المتواصلِ وارتكابِ المذابحِ والمجازرِ التي يَنْدى لها جبينُ الإنسانيةِ للحؤولِ دونَ إسنادِ اليمنِ لغزةَ والقضيةِ الفلسطينيةِ، والتخليِ عن واجباتِه ومسؤولياتِه الدينيةِ والتوجيهاتِ الربانيةِ في آياتِ اللهِ القرآنيةِ.
وكأنَّ الفرعونَ الصهيوأمريكيَّ يحاولُ واهمًا أن يضعَ “فيتو” على رسالاتِ اللهِ والحقِّ والهُدى وتوجيهاتِ القرآنِ؛ وتجريمِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ ونُصرةِ المُستضعَفينَ واعتبارِه إرهابًا؛ لإجبارِ يَمْنَ الحكمةِ والإيمانِ – أهلِ القرآنِ – على الرضوخِ لإرادتِه، وتخلِّي اليمنِ عن إسلامِه وقرآنِه، وهَيْهاتَ له ذلك! فهو يطلبُ المُستحيلَ بعينِه.
وإنما الفرعونُ الصهيوأمريكيُّ ببوارجِه وحاملاتِه وطائراتِه وتَرْسانةِ أسلحتِه يُخوِّفُ أولياءَه، أما أولياءُ اللهِ وعبادُه الصادقونَ المؤمنونَ المُجاهدونَ، فراسخونَ بإيمانِهم رُسوخَ الجبالِ الرَّواسي، ماضونَ بجهادِهم بتوكلٍ على اللهِ وصُمودٍ وموقفٍ ثابتٍ، تزولُ الجبالُ ولا يزولونَ، قد أعزَّهم اللهُ ونصرَهم وأصلحَ بالَهم، فلا يخافونَ الفرعونَ الشيطانَ الذي كتبَ اللهُ عليه الهزيمةَ والمَذلةَ والهلاكَ والزوالَ، وعاقبتُه الفشلُ الذريعُ والخُسرانُ، ولا خوفٌ عليهم ولا هم يَحزنونَ، وليس للفرعونِ عليهم سُلطانٌ.
وما النصرُ إلا من عندِ اللهِ، وبُشرَى للصابرينَ، والعاقبةُ للمتقينَ.
*والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.*
اللهُ أَكْبَرُ
الْــمَوْتُ لِأَمْـرِيــكَا
الْــمَوْتُ لِإِسْرَائِيلَ
اللَّعْنَةُ عَلَى الْيَهُودِ
النَّصْرُ لِلْإِسْلَام