المنبر الاعلامي الحر

أبواق العمالة.. محاولات دأب المرتزقة لتشويه مواقف الأمة

أبواق العمالة.. محاولات دأب المرتزقة لتشويه مواقف الأمة

يمني برس ـ  تقرير: جميل القشم

بينما يكتب اليمنيون موقفا تاريخيا في مناصرة فلسطين، ويقفون في طليعة معركة الأمة، يظهر على الضفة الأخرى وجه قبيح، يتمثل في إعلام النشاز، وأصوات الارتزاق والتطبيع، التي باتت منابر ناطقة باسم العدو الصهيوني، بلسان عربي.

تلك المنابر لا تسعى لتقديم الحقيقة، بل لتزييف الوعي، وتحويل مسار القضية، والضغط باتجاه خدمة المشروع الصهيوني من الداخل، عبر التشكيك والتضليل، وترديد سرديات العدو دون خجل أو تحفظ.

يتطابق خطاب المرتزقة مع بيانات قادة الاحتلال، ويتزامن مع حملاته الإعلامية، في مشهد يؤكد التنسيق العلني أو المستتر، حيث يتحول البعض إلى صدى حرفي لإعلام “تل أبيب”، يعيدون إنتاج الأكاذيب ويهاجمون المقاومة الفلسطينية.

ليس مستغربا أن تقوم فضائياتهم بتبرير جرائم العدو، أو أن تستضيف محللين يحمّلون فصائل المقاومة مسؤولية المجازر، متهمين حماس بـ”العبثية”، والحراك اليمني المقاوم بـ”المغامرة”، في تناغم مخزٍ مع العقلية الصهيونية.

في الداخل اليمني، نشطت تلك الأبواق لمحاولة تقويض الموقف الشعبي والرسمي الداعم لفلسطين، فبدأت بحملات منظمة ضد الفعاليات والمسيرات، وسعت لتشويه صوت الأحرار، بل وصل ببعضهم حد السخرية من الشهداء ودماء الأطفال في غزة.

وتحدث بعض هؤلاء عن الحياد، وعدم مصلحة اليمن في المواجهة، وهي العبارات ذاتها التي يستخدمها المتحدث باسم جيش الاحتلال في تبرير قصفه الوحشي، وكأن الصوت نفسه يتردد في تلك الأبواق.

ومما يكشف مدى الخيانة، أن بعضهم ظهر في لقاءات مباشرة مع قادة عسكريين إسرائيليين أو أمريكيين، معلنين دعمهم لما يسمى “تحالف حماية الملاحة”، ولو استدعى الأمر قتال أبناء بلدهم، بحُجة الدفاع عن الاقتصاد، أو تسويق أوهام وأكاذيب باطلة.

وتشير تقارير عبرية إلى أن بعض المنافقين من اليمن قد عرضوا تقديم معلومات استخباراتية ضد أبناء وطنهم، وشاركوا في لقاءات سرية تحت رعاية غربية وإقليمية، هدفها كسر شوكة صنعاء في البحر الأحمر.

لقد أصبحت هذه الأصوات خط الدفاع الخلفي للصهاينة، تتسلل إلى وسائل الإعلام، وتبث سمومها في الأوساط المجتمعية، وتغلف ارتزاقها بخطابات مضللة تحت شعارات متنوعة.

إنهم لا يكتفون بتبرير الاحتلال، بل يجرِّمون المقاومة، ويحرّضون ضد المسيرات، ويسعون لتكميم أفواه الأحرار، ويدّعون أن التصعيد اليمني لا يعبِّر عن “الإجماع العربي”.

ويلاحظ أن بعضهم، ممن يسمون أنفسهم خبراء أو مسؤولين سابقين، يقدمون استشارات مجانية لإعلام العدو، وينصحون الغرب بكيفية تفكيك الموقف اليمني، وقد خصصت لهم وسائل إسرائيلية مساحة للمديح والترويج.

وحين تتحدث صنعاء عن السيادة وتغلق البحر بوجه سفن العدو، تتسابق الأنظمة العميلة لفتح المعابر، وتتنافس الأصوات المأجورة لتبرير الخنوع، وكأن هناك تحالفا خفيا يوزع الأدوار بين الأنظمة الخائنة وأدواتها الإعلامية.

وفي ظل هذا المشهد، يحاول أولئك المنافقون زراعة الشك في عقول الناس، ويتهمون المقاومة بالمغامرة، ويهاجمون حتى المواقف الشعبية الرافضة للعدوان، ويستميتون في وصفها بـ”الاستعراضات غير المجدية”.

لكن ما يجهله هؤلاء أن وعي الشعب اليمني بات أكثر نضجا وصلابة، وأن المعركة لم تعد محصورة بالسلاح فقط، بل بالكلمة الحرة، والموقف الشريف، ورفض الخنوع، وأن كل صوت مأجور سينكسر على جدار الحقيقة.

إننا نواجه حربا شرسة، لا تدار بالصواريخ فقط، بل بالكلمة المسمومة، و”التحليل السياسي” المدفوع، والتقرير الموجه، والتغريدة التي يراد بها ضرب روح الأمة من الداخل.

ويخطئ من يظن أن هذه مجرد مواقف فردية، بل هي امتداد لمشروع متكامل، يجري تفعيله مع كل تصعيد يمني ضد العدو، والهدف منه سحب البساط من تحت المقاومة، وإضعاف الروح المعنوية للأمة.

إن اليمن اليوم، وهو يخوض معركته المشرّفة في البحر والجو والسياسة، لا يحتاج فقط إلى صواريخ دقيقة، بل إلى موقف إعلامي واعٍ يفضح الخونة، ويدحض خطاب المرتزقة المتسترين خلف الشعارات الكاذبة، ويمنع المنصات المأجورة من التسلل إلى وعي الأمة.

وستظل فلسطين عنوان الشرف، وسيهزم المنافقون كما هزم سادتهم؛ لأن زمن الأقنعة قد انتهى، ولا بقاء إلا لأصوات الحق، مهما علت ضوضاء الباطل.

سبأ

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com