لمنِ الغلبةُ اليوم؟
لمنِ الغلبةُ اليوم؟
يمني برس- بقلم-غيداء شمسان غوبر
حينَ تتهاوى أبراجُ العظمة أمامَ صمود الإيمان، وتُغرق أساطيلُ الجبروت في بحرِ اليقين!
في مشهد يعيد رسم خارطة القوة، ونحت موازين الأرض، تتجلى حقيقة لم تكن في حسبان الطغاة بين صخبِ القوة المعلنة، وصمت العجز المتخفي، تتكشف فصول معركة غير تقليدية؛ حين تسقط الأيادي المؤمنة طائرات الغرور! وتلاحق العزائم أساطيل البغي! يتردد الصدى في الآفاق، سؤال يزلزل أركان الباطل، ويعري زيف القوة المتغطرسة، ويبين حقيقة الصراع الدائر .
إذا كانت اليمن تسقط طائرات إم كيو 9 الأمريكية وتستهدف جميع حاملات الطّائرات الامريكية الواحدة تلو الأخرى ، وكذلك قطعها الحربية وجميع أساطيلها وتعترف قوى الشر أن هناك سفن أمريكية أُغرقت؟ وإذا كانت تلاحق طائرات الشبح الأمريكية التي ليس كمثيل قوتها كما يدعون؟ فأمريكا اليوم عاجزة عن إدخال سفن بني صهيون بالقوة؟!
عجزت بكل ماتملكه من أساطيل بحريه ومعدات حربيه لامثيل لها ؟ فلمن الغلبة اليوم؟
هذه ليست مجرد تساؤلاتٍ تُطرح في غمرة الأحداث، بل هي صرخات تزلزل أركان الباطل، وتعري زيف القوة المتغطرسة، وتبين حقيقة الصراع الدائرفي زمنٍ ظن فيهِ المستكبرون أنهم يملكون زمام الأرض والسماء، وأن قوتهم لا تقهر ! وأن إرادتهم لا ترد! وأن المدىٰ كله تحت سيطرتهم ! إذ يبرز لهم من بين الركام صوت عالٍ ، ومن عمق الصبر قوة، ومن رحم المظلومية بأسٌ شديد.
كانتْ طائرات “إم كيو 9” تحلق في سمائنا كغربان الموت، تبث الرعب، وتزهق الأرواح، وتدمر الديار، ظنا منها أنها في مأمنٍ من كل يد، وأنها فوق كل عين فإذا بها تتهاوىٰ من عليائها، كأبراجٍ من ورق، تُسقطها أيادٍ مؤمنة، وعزائم لا تلين، لتعلن للعالم أجمع أن سماء اليمن ليست مباحةً للغزاة، وأن سيادتها ليست مهدرةً للمعتدين وتؤذن بانتهاء صلاحية فخر الصناعة الأمريكية العسكرية .
كانت حاملات الطائرات الأمريكية _الجزر العائمة من الحديد والنار _ وقطعهم الحربية التي تجوب البحار والمحيطات، تشكل رمزًا للقوة المطلقة، والسيطرة الكاملة، والردع الذي لا يُكسر فإذا بها اليوم تُستهدف الواحدة تلو الأخرى، وتذيقُ مرارة الاستهداف والتهديد، حتى اضطر ترامب المعتوه نفسه _ لسان الغطرسة الأمريكيةِ الذي لا يعرفُ إلا التبجح والادعاء _ أن يعترفَ على مضضٍ بأن هناك سفنًا أمريكيةً قد أُغرقت إنه اعتراف يُدمي قلوب المتكبرين، ويفضحُ عجزهم، ويسقط هيبتهم، ويبين أن جبروتهم ليس إلا سرابًا في صحراء الإيمان ، ولم يقتصرِ الأمر على الطائرات المسيرة والسفن الحربية، بل امتدّ التحدي ليطال طائرات الشبح الأمريكية، تلك التي تعد قمة التكنولوجيا العسكرية، والتي يُقالُ أنّها لا تُرىٰ ولا تُسمع، فإذا بها تلاحق في سمائنا، وتجبرُ على التراجع والفرار، لتثبت أن إرادة الله فوق كل تكنولوجيا، وأنّ بأس المؤمنين أقوى من كل سلاح.
إن أمريكا التي تدعي قيادة العالم، والسيطرة على مقدراته، والتحكم في مصيره، عاجزة اليوم عن إدخال سفن بني صهيون بالقوة إلى حيث يريدون، وهي مضطرةً للالتفاف والتحايل والتوسل، بعد أن كانت تصدر الأوامر وتملي الشروط وتفرض الإرادة، فيامن تُبصرونَ الحقائقَ بعينِ البصيرة، وتدركون المعاني بقلب الإيمان: لمن الغلبةُ اليوم؟
الغلبة ليستْ لمن يملكُ أحدث الطائرات وأقوى البوارج ولا لمن يملك أكبر الترسانات وأفتك الأسلحة، الغلبة ، ولا من يملك المال والسلطة والنفوذ ! الغلبة اليوم لمن يملك الإيمان الصادق، واليقين الراسخ، والتوكل على الله، والتسليم لأمر الله، والجهاد في سبيل الله، والصبر على البلاء، والثبات على الحق، ونصرة المظلومين ، وفضح الظالمين.
إن الغلبة اليوم لشعب آمن بالله حق الإيمان، وتوكل عليه حق التوكل، وجاهد في سبيله حق الجهاد لشعب لم يخشَ تهديدًا، ولم يرهب وعيدًا، ولم يتراجع أمام قوة، ولم يستسلم لظلم شعبٍ وقد جعل من مظلوميته قوة، ومن حصاره عزيمة، ومن آلامه أملًا، ومن دمائه نورًا، ومن تضحياته نصرًا.
إنَّ ما نراهُ اليومَ في اليمن، من صمودٍ أسطوري، وتحدٍ غير مسبوق، وانتصاراتٍ مُتتالية، ليسَ إلا تجليًا لوعد الله الحق، وبرهانًا ساطعًا على أن العاقبة للمتقين إنها معركةٌ ليستْ بين قوتين عسكريتين فحسب، بل هيَ معركة بين إرادتين إرادة الاستكباروالظلم، وإرادة الإيمان والعدل وبين مشروعين مشروع الهيمنة والفساد، ومشروعِ الحريةِ والكرامة وللمؤمنون، ابشروا، واصبروا، وصابروا، ورابطوا، واتقوا الله لعلكم تفلحون إنّ وعد الله آتٍ لا ريب فيه، وإن النصر أتٍ بإذن الله، وإنّ العاقبة للمتقين.